اسعار واسواق

«باين غاب».. احتجاجات تكشف دور أستراليا في حرب غزة


سلطت احتجاجات ضد قاعدة أقمار صناعية أمريكية بمنطقة “باين غاب” في أستراليا، الضوء دور المنشأة السرية في الحرب الوحشية على قطاع غزة.

في تلك المنطقة الأسترالية النائية قرب أليس سبرينغز، لا شئ يلفت الانتباه سوى لافتات “ممنوع التصوير” وأخرى تطالب السائقين بـ”العودة الآن” حيث يؤدي الطريق الرئيسي إلى “باين غاب” وهي قاعدة الاتصالات والأقمار الصناعية الأسترالية الأمريكية المشتركة شديدة السرية لمراقبة إشارات الاستخبارات.

وتبلغ مساحة “القاعدة” عشرين هكتارًا، وهي خاضعة لحراسة مشددة، وتقع في وادٍ ضيق منعزل، تُحيط به تلال متفرقة من سلاسل الجبال ورغم أنه لا يُعرف الكثير عن عملياتها، إلا أن وثائق مسربة وشهادات مُبلغين عن مخالفات تكشف أهميتها لجمع المعلومات الاستخباراتية العالمية الأمريكية.

ظاهريًا، تخضع “منشأة الدفاع المشتركة” التي أنشأتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) عام 1966 لسيطرة كل من أستراليا والولايات المتحدة لكن “باين غاب” يتم وصفها بأنها أهم موقع استخبارات أمريكي خارج الولايات المتحدة وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وفي ٩ أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حبس ناشطان من حركة “مبارنتوي من أجل فلسطين” نفسيهما في برميل مُملوء بالخرسانة، مما أدى إلى إغلاق طريق هات المؤدي إلى “باين غاب” لمدة تسع ساعات ومنع العمال من الوصول إلى القاعدة في حين أحاط بهذا الاحتجاج قاربان يمثلان أسطول المساعدات الذي كان يقترب آنذاك من غزة.

وجادل المتظاهر يورغن دويل بأن هذا الإجراء مبرر قانونياً لأنهم كانوا يمنعون عمال “باين غاب” من المشاركة في ارتكاب إبادة جماعية على الجانب الآخر من العالم.

وقال “نحن هنا لأن باين غاب تُشارك بيانات المراقبة، بما في ذلك معلومات تحديد الموقع الجغرافي من الهواتف المحمولة، مع النظام الإسرائيلي (..)، الذي يستهدف الصحفيين وعائلاتهم والأطفال والمعلمين والأطباء والمرضى وجميع سكان فلسطين”.

لاحقاً، قال دويل لـ”الغارديان” إن “باين غاب تحتل مكانة كبيرة في المخيلة الوطنية، لكن الناس لا يدركون العنف الذي ترتكبه القاعدة دولياً ونريد أن يفهم المزيد من الناس دور أستراليا في ارتكاب إبادة جماعية”.

هذا الاحتجاج كان الأحدث في حملة متجددة لا تسعى فقط إلى منع وصول العمال إلى “باين غاب”، بل إلى الطعن في وجود القاعدة على الأراضي الأسترالية.

وفي احتجاج العام الماضي، قالت فيليسيتي هايز، إحدى شيوخ أرينتي، “من أعطى أمريكا الحق في إقامة قاعدتها العسكرية على أرضنا المقدسة واستخدام بلادنا لقتل الأبرياء من النساء والرجال والأطفال وكبار السن في الخارج؟” وأضافت “نحن نأسف بشدة لما يحدث، هذا ما كان ينبغي أن يحدث، نحن ندعم شعب فلسطين.”

وعلى مدى عقود، تذبذبت المعارضة للقاعدة حيث بلغت ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي قبل أن تخفت في مطلع القرن الحالي في ظل “الحرب على الإرهاب” قبل أن تزدهر من جديد مع حرب غزة.

وقال دويل “الهيمنة العالمية للولايات المتحدة آخذة في التضاؤل.. المعارضة الأسترالية للقاعدة أقوى مما كانت عليه منذ فترة طويلة… ولم يكن التشكك في التحالف الأمريكي بهذه الدرجة من قبل”.

في سبتمبر/أيلول الماضي، فرضت محكمة على كل من كارمن إسكوبار روبنسون وتومي ووكر، بسبب احتجاج عام 2023 أغلق طريق هات غرامة قدرها 150 دولارًا أمريكيًا.

وخلال جلسات المحكمة تم استدعاء الدكتور ريتشارد تانتر، الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية بجامعة ملبورن والباحث المشارك الأول في معهد نوتيلوس للأمن والاستدامة، كشاهد حيث شرح الدور المباشر لـ”باين غاب” في تقديم معلومات استخباراتية للجيش الإسرائيلي عبر وكالة الأمن القومي الأمريكية.

وقال تانتر إن إحدى الوظائف الرئيسية لـ “باين غاب” كانت بمثابة محطة أرضية ومركز تحكم ووصلة رئيسية للتنزيل لأقمار “أوريون” الأمريكية لاستخبارات الإشارات في مدار متزامن مع الأرض فوق خط الاستواء حيث تراقب ثلاثة من أصل أربعة منها باستمرار مساحة واسعة من الأرض تشمل غزة.

وأوضح أن هذه الأقمار الصناعية تستطيع رصد مجموعة واسعة من الإشارات الإلكترونية، بما في ذلك الانبعاثات العسكرية مثل قياس الصواريخ عن بُعد والرادار، بالإضافة إلى الاتصالات المدنية مثل الاتصالات اللاسلكية وبث الهواتف المحمولة.

وفي مقابلة مع “الغارديان، قال تانتر “تعد باين غاب جزءًا أساسيًا من عمليات المراقبة التي تزود الولايات المتحدة بالمعلومات الاستخبارية، ونعلم الآن أنها تزود إسرائيل أيضًا.. ويشكل المدنيون الفلسطينيون جزءًا من خرائط استهداف المراقبة الخاصة بهم.”

ويعود تاريخ المساعدة الأسترالية في تزويد إسرائيل بالمعلومات إلى حرب أكتوبر/تشرين الأول ١٩٧٣، عندما زودت الولايات المتحدة إسرائيل بمعلومات استخباراتية مستمدة من باين غاب حول مواقع القوات العسكرية المصرية في سيناء دون موافقة أستراليا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى