الشرع يؤكد لماكرون رفض «التمرد» بالسويداء: ليست أداة لأجندة انفصالية

شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على أن السويداء، جنوب البلاد، جزء لا يتجزأ من الدولة، لا أداة لأي أجندة انفصالية أو تخريبية.
وتحدث الشرع مع الرئيس السوري إيمانويل ماكرون عن الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، التي شهدت اشتباكات دامية.
واعتبر أن “ما يجري هناك هو نتيجة مباشرة لفوضى أمنية تقودها مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، تتمرد على الدولة وتتنافس على النفوذ بقوة السلاح”.
وأكد أن الدولة السورية لن تسمح باستمرار هذا الوضع، وستتحمّل مسؤولياتها الكاملة في فرض الأمن، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، وتفعيل مؤسسات الدولة في المنطقة.
وشدد على أن أي محاولات خارجية، وخاصة من قبل إسرائيل، لاستغلال هذه الأوضاع أو التدخل في الشؤون الداخلية السورية، مرفوضة كليًا.
لقاء باريس
وأجرى ماكرون، اتصالاً مع الشرع، في أعقاب لقاء وفد سوري وإسرائيلي بوساطة أمريكية، في العاصمة الفرنسية باريس، دون أن يسفر عن “اتفاقات نهائية”.
الاجتماع غير المسبوق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، فيما أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك في منشور على “إكس”، أنه التقى السوريين والإسرائيليين في باريس.
وقال مصدر دبلوماسي سوري إن “الحوار الذي جمع وفدا من وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة مع الجانب الإسرائيلي جرى بوساطة أمريكية تمحور حول التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في الجنوب السوري”.
وتابع أن “اللقاء لم يسفر عن أي اتفاقات نهائية، بل كان عبارة عن مشاورات أولية تهدف إلى خفض التوتر وإعادة فتح قنوات التواصل في ظل التصعيد المستمر منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول”.
بيان دمشق
وذكرت الرئاسة السورية أن الاتصال بين ماكرون والشرع تناول مستجدات الوضع في سوريا، وسبل دعم مسارات الاستقرار والحل السياسي، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية ذات صلة.
وشدّد الرئيس ماكرون خلال الاتصال، على تمسك فرنسا بوحدة واستقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية، مؤكداً أن استقرار سوريا يُعد ضرورة إقليمية وأولوية إنسانية.
ووفقا للبيان السوري، عبّر ماكرون عن إدانته الشديدة للتصعيد الإسرائيلي الأخير والانتهاكات المستمرة للسيادة السورية، مؤكّداً على وحدة الأراضي السورية وحصر السلاح بيد الدولة، وداعياً الأطراف الدولية لعدم التدخل السلبي في الشأن السوري.
وفي ختام الاتصال، اتفق الرئيسان على استمرار التنسيق وفتح قنوات حوار مشتركة، لمتابعة الملفات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، ضمن إطار يحترم السيادة السورية ويخدم مصلحة شعبها.
تصريح ماكرون
من جانبه، شدّد ماكرون على “ضرورة تجنّب تكرار العنف” في سوريا، داعيا إلى محاكمة المسؤولين عن أعمال العنف التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة.
وقال ماكرون في منشور على منصة “إكس”، عقب الاتصال مع الشرع إنّ “أعمال العنف الأخيرة في سوريا تعكس الهشاشة الشديدة التي تعانيها العملية الانتقالية. يجب حماية المدنيين”، داعيا إلى “حوار هادئ” محليا من أجل “إتاحة تحقيق هدف توحيد سوريا في كنف احترام حقوق جميع مواطنيها”.
واندلعت الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في 13 تموز/يوليو بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، سرعان ما تطورت الى مواجهات دامية تدخلت فيها القوات الحكومية ومسلحون من العشائر، وشنّت إسرائيل خلالها ضربات على مقار رسمية في دمشق وأهداف عسكرية في السويداء.
والأحد الماضي، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، الأمر الذي رحّب به ماكرون مشيرا إلى أنّه “مؤشر إيجابي”.
وقال الرئيس الفرنسي “تحدثت إلى الرئيس السوري بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي مع جميع الأطراف المحلية، ضمن إطار وطني من الحوكمة والأمن”.
ووفق قصر الإليزيه، فقد تطرّق الرئيسان أيضا إلى “المحادثات مع إسرائيل”، وأعربا عن “دعمهما لتعاون بشأن استقرار الحدود السورية اللبنانية”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز