الإمارات تشارك البحرين أعيادها الوطنية.. أخوة تاريخية تترسخ

تشارك الإمارات البحرين احتفالها بأعيادها الوطنية الثلاثاء والأربعاء، في وقت تترسخ فيه علاقاتهما الأخوية وتترسخ شراكتهما الاستراتيجية.
علاقات أخوية تاريخية توجت بعقد 5 لقاءات وقمم بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة على مدار العام الجاري، خلال 5 زيارات متبادلة، كان أحدثها قبل 3 أسابيع.
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ54 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ26 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
تأتي الاحتفالات في وقت تحقق فيه مملكة البحرين المزيد من الإنجازات ضمن المسيرة التنموية الشاملة بقيادة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، وتوجهات الحكومة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
فعاليات وعروض مميزة
وتحرص دولة الإمارات، قيادة وشعبا على الاحتفاء بأعياد البحرين الوطنية بشكل يعكس مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتشهد الإمارات بتلك المناسبة مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة وتتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم البحريني ومظاهر احتفالية في مطارات الدولة واستقبال الزوار البحرينيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية.
واحتفاء بتلك المناسبة، حضر الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، حفل الاستقبال الذي أقامه الشيخ خالد بن عبدالله بن علي بن حمد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى دولة الإمارات، بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية.
كما حضر الحفل، الذي أقيم في مقر سفارة مملكة البحرين في أبوظبي، عدد من الوزراء والمسؤولون في الإمارات، إلى جانب عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى الدولة.
وأكد الشيخ خالد بن عبدالله بن علي بن حمد آل خليفة، في كلمته خلال الحفل، أن العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وشقيقتها مملكة البحرين تعد نموذجا قويا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين دول المنطقة، حيث وضع دعائمها الراسخة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وقد آمن القائدان بأهمية تعزيز التلاحم والتكاتف بين البلدين من خلال العديد من الزيارات المتبادلة التي أسهمت في توثيق أواصر العلاقات الثنائية وترسيخ ما تحقق من إنجازات.
وأضاف: “تتواصل هذه العلاقات التاريخية اليوم برؤية ودعم قيادتي البلدين الشقيقين لتجسد واقعا مزدهرا من التعاون في مختلف القطاعات، بما في ذلك التبادل التجاري والتعاون الأمني والاقتصادي والاستثمار المشترك والتنسيق والتشاور السياسي، كما تحرص الدولتان الشقيقتان على تعزيز هذه العلاقات المتينة ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتفاهم حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يعكس دورهما السياسي وتأثيرهما الإيجابي في تعزيز الاستقرار الإقليمي.”
وتابع: ” في هذه المناسبة الغالية، أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومتها الرشيدة وشعبها الكريم على ما يحيطوننا به من رعاية واهتمام ومحبة”، مؤكدا أن العلاقات البحرينية الإماراتية ستظل دائما في نمو وتطور وازدهار، في ظل الرؤية الحكيمة و التوجيهات السديدة لقيادتي البلدين.
وضمن احتفالات دولة الإمارات بأعياد البحرين الوطنية، يقيم مهرجان الشيخ زايد عدداً من الفعاليات المتنوعة تتضمن عروضاً تراثية وأمسية غنائية، وترفيهية وثقافية .
وتستهل أجندة الفعاليات بعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات ومملكة البحرين، كما تشتمل على العروض الشعبية التراثية للفرق المتخصصة في دولة الإمارات ومملكة البحرين، وإضاءة المهرجان بألوان علم دولة الإمارات ومملكة البحرين، بالإضافة إلى إضاءة البرج الرئيسي بتصاميم احتفالية، وتزيين أعمدة الإنارة بأعلام البحرين.
ويتزامن مع الاحتفاء بالمناسبة الوطنية، إقامة أمسية غنائية بمشاركة الفنانين عيضة المنهالي، وحنان رضا، يشدوان خلالها بكلمات تعكس عمق الروابط المشتركة بين شعبي البلدين، كما يشهد المدخل الرئيسي للمهرجان تفعيل شاشاته لعرض رسائل التهنئة، والمحتوى الإعلامي ذي الصلة باحتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني لمملكة البحرين .
كما تعرض شاشات المدخل الرئيسي صوراً من مملكة البحرين، وأعلام البلدين، ومقاطع فيديو احتفالية، ورسائل التهنئة، وتمتد الفعاليات إلى عروض نافورة الإمارات، التي تنطلق مصحوبة بأغنيات بحرينية، وعروض الفرقة الموسيقية، تعبيراً عن مشاعر البهجة بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب أبناء الشعب الإماراتي.
وتم الكشف عن مميزات خاصة للزائرين القادمين من مملكة البحرين، تتضمن مواقف كبار الزوار، وقيمة مضافة لباقات الألعاب، وزيارة مجانية لحديقة الديناصورات، وألعابا وفعاليات مجانية، ودخولا مجانيا للمهرجان، ومحمية النوادر، ومملكة الأطفال في “وندرلاند” وصالة التزلج، وتوزيع الشالات الاحتفالية وأعلام البحرين مجانا على الجمهور طوال فترة الاحتفالات، فيما تحظى الأمسية الاحتفالية بتغطية إعلامية متكاملة بالتنسيق مع مختلف وسائل الإعلام المحلية.

قمم القادة
تحل أعياد البحرين الوطنية، بعد نحو 3 أسابيع من زيارة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى البحرين في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، تعد الثانية خلال 3 شهور، بعد الزيارة التي أجراها 10 في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقبيل الزيارتين، أجرى عاهل البحرين 3 زيارات للإمارات في يوليو/تموز، ومايو/أيار، وفبراير/شباط من العام الجاري.
وتخلل جميع تلك الزيارات قمم ولقاءات بين زعيمي البلدين تم خلالها بحث العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسبل تنميتهما في جميع المجالات خاصة التنموية بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويسهم في تحقيق تطلعات شعبيهما نحو مزيد من التنمية والازدهار.
وخلال زيارته للبحرين في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين التمرين العسكري الإماراتي – البحريني المشترك “ربدان – شويمان” 2025 الذي أقيم في البحرين.
ويأتي التمرين المشترك في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين فيما يهدف إلى رفع مستوى الجاهزية للوحدات المشاركة وتطوير القدرات العملياتية المشتركة.
وقام الزعيمان بجولة في مواقع التدريب حيث صافحا كبار ضباط القوات المسلحة من المشاركين في التمرين العسكري من الجانبين، واستمعا إلى إيجاز حول فعاليات التمرين ومحتوى المعرض المصاحب له.
وتلقى رئيس دولة الإمارات بهذه المناسبة إهداء تذكارياً من الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي بمملكة البحرين.
وتبادل الزعيمان الأحاديث الودية التي تعبر عن متانة الأواصر الأخوية التي تجمع البلدين والحرص المتبادل على مواصلة تعزيزها والبناء عليها لما فيه الخير لشعبيهما الشقيقين.
أيضا ضمن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مارس/آذار الماضي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين.
وتطرق اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي إلى العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين إضافة إلى الحرص المشترك على مواصلة تعزيز تعاونهما بما يحقق الخير والنماء لشعبيهما الشقيقين.
أيضا، استقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وجرى خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي بحث العلاقات الأخوية وجوانب التعاون المشترك بين البلدين، وسبل تنميتها في مختلف المجالات.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، عمق العلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين الشقيقة، والحرص المتبادل على تطوير وتنمية مسارات التعاون والشراكة بين البلدين في مختلف القطاعات بما يعود بالخير والازدهار على شعبيهما.

دعم التضامن الخليجي
وعلى صعيد جهود البلدين المشتركة لدعم التضامن الخليجي، اختتم عام 2025 بانعقاد القمة الخليجية الـ46 بالبحرين في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، التي صدر عنها بيان ختامي أشاد بإنجازات دولة الإمارات، ودورها التنموي والإنساني لدعم الدول العربية، وجهودها الرائدة لإحلال السلام.
واعتمد قادة دول الخليج خلال القمة إنشاء هيئة الطيران المدني لدول المجلس، ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ترأس الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وفد دولة الإمارات في قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكدت دولة الإمارات في كلمة لها بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الـ 46 ..أن دعم العمل الخليجي المشترك يعد ركيزة أساسية لتعزيز مصالح دول المجلس وتلبية تطلعات شعوبها وترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة..مشيرة إلى أهمية البناء على ما تحقق من مكتسبات والمضي نحو آفاق أوسع من التكامل.
كما أكدت الحرص على مواصلة دعم مسيرة التعاون الخليجي انطلاقاً من إيمانها العميق بالروابط التاريخية والمصير المشترك الذي يجمع دول المجلس، وما تمتلكه من إمكانات كبيرة لتعزيز العمل المشترك وتحقيق المصالح الإستراتيجية لدوله وشعوبه.
وأعربت الإمارات عن تمنياتها التوفيق لمملكة البحرين في رئاسة الدورة الحالية.
وتدعم دولة الإمارات وشقيقتها البحرين وحدة الصف الخليجي وتنسجم مواقفها ومبادراتها مع أسس التضامن التي يقوم عليها مجلس التعاون، بهدف تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والأمني بين الدول الأعضاء.
ويلعب البلدان دورا هاما في دعم وتعزيز مسيرة التضامن الخليجي، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو آفاق أرحب من التنمية والازدهار والتقدم.
علاقات تاريخية
لقاءات وزيارات ومباحثات واجتماعات تترجم قوة العلاقات بين البلدين، وحرص قياد البلدين على المضي بها إلى آفاق أرحب.
وترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والتاريخ المشترك والعلاقات الأخوية المتميزة بين قيادتيهما ممثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتكتسب العلاقات الإماراتية البحرينية أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي استراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
كما يتبنى البلدان سياسة حكيمة ومعتدلة تدعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي، والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات والحضارات، والحرص المشترك على أمن الخليج العربي وتقدمه وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، ونشر رسالة التسامح والسلام في المنطقة والعالم.
وتعد العلاقات بين البلدين أحد أبرز مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
وتتخذ العلاقات الإماراتية البحرينية منذ عام 2000 أبعاداً وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، وذلك بعد تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما حيث تولت هذه اللجنة تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة ودعم وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
ويرتبط البلدان بعدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج عمل مشتركة، تشمل مختلف المجالات والقطاعات التنموية والخدمية الحيوية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




