النفايات تتحول إلى ثروة.. بلاط مطاطي من الإطارات ومخلفات الزراعة (خاص)
في خطوة جريئة نحو بيئة أكثر استدامة واقتصاد أكثر استقلالا، أطلق المركز القومي للبحوث في مصر، مشروعا مبتكرا يحول عبء النفايات إلى حل عملي.
وأنتج فريق بحثي في المركز بلاطا مطاطيا من إطارات السيارات التالفة والمخلفات الزراعية وهو مشروع طموح، يتم تنفيذه بالتعاون مع صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية المصري وإحدى الشركات المتخصصة في صناعة البلاستيك، في وقت تواجه فيه مصر تحديات بيئية واقتصادية متزايدة تتطلب حلولا محلية ذكية ومستدامة.
وفي ظل تراكم نحو 20 مليون إطار تالف سنويا، يُعاد تدوير أقل من 10% منها فقط، إلى جانب 42 مليون طن من المخلفات الزراعية، أصبحت إدارة النفايات تحديا ضاغطا، ولكن المشروع الجديد يقلب المعادلة، إذ يدمج هذه النفايات بدون إستخدام اى مذيبات أو راتنجات في منتج واحد عالي القيمة، يُستخدم كبلاط مطاطي آمن وبطريقة تصنيع صديقة للبيئة.
ويقول الدكتور سمير كامل الزياتي، رئيس قسم السليلوز والورق بالمركز القومي للبحوث وقائد الفريق البحثي لـ”العين الإخبارية”، إن هذا الابتكار لا يقدم حلا بيئيا فحسب، بل يمثل أيضا بديلا محليا للمنتجات المستوردة، مما يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد وتحفيز الصناعة الوطنية.
ويتميز البلاط المطاطي الجديد بمجموعة واسعة من الاستخدامات، منها امتصاص الصدمات في الملاعب والساحات العامة للحد من الإصابات، عزل الصوت في المكتبات والمؤسسات التعليمية، منع الانزلاق في المناطق الرطبة مثل حمامات السباحة، إضافة إلى استخدامات جمالية في الحدائق العامة والنوادي.
ويؤكد الزياتي، أن النموذج المطور يعتمد على مكونات منخفضة التكلفة ومتوفرة محليًا، ما يجعل التصنيع أكثر كفاءة وجدوى اقتصادية.
وبحسب الفريق البحثي، فإن معظم البلاط المطاطي المستخدم حاليا يتم استيراده من شرق آسيا، لذا فإن توفير بديل محلي بنفس الجودة وبتكلفة أقل، يُعد إنجازا مزدوجا للبيئة والاقتصاد.
بهذا المشروع، يُثبت الباحثون أن النفايات ليست نهاية دورة الاستخدام، بل بداية جديدة لمنتجات مبتكرة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
