وول ستريت تنهي 2025 بتقلبات طفيفة وسط مكاسب تاريخية للأسهم الرئيسية

تراجعت الأسهم الأمريكية في بداية تداولات الأربعاء، مع اختتام وول ستريت عاما استثنائيا للأسواق، مدفوعا بمزيج من التفاؤل والغموض على حد سواء.
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 179 نقطة، أو ما يعادل 0.4%، حتى الساعة 11:07 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة. كما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4%، بعد سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام.
توقعت وكالة أسوشيتد برس، أن يكون التداول خفيفا قبيل عطلة رأس السنة الميلادية، حيث ستغلق الأسواق. ومع تبقي يوم تداول واحد فقط قبل نهاية العام، أغلق معظم كبار المستثمرين مراكزهم لهذا العام، وكان حجم التداول ضئيلاً للغاية.
ورغم التراجع الطفيف بعد أعياد الميلاد، لا تزال المؤشرات تسير على طريق تحقيق مكاسب قوية هذا العام، فقد ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 17%، مسجلاً ثالث مكاسب سنوية متتالية برقمين، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 20.8%، بينما سجل داو جونز ارتفاعًا بنسبة 13.3%.
وجاءت مكاسب وول ستريت لعام 2025 مدفوعة بتفاؤل المستثمرين حيال الذكاء الاصطناعي وإمكاناته في تعزيز الأرباح عبر مختلف القطاعات، رغم تقلبات الأسواق نتيجة قرارات الرئيس دونالد ترامب المتكررة بفرض وإلغاء الرسوم الجمركية على السلع المستوردة عالميًا، وحالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة.
شهدت الأسواق هبوطًا حادًا في أبريل/نيسان، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تقارب 5% في 3 أبريل/نيسان، مسجلاً أسوأ أداء منذ انهيار سوق الأسهم عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، ثم تراجع بنسبة 6% إضافية في اليوم التالي بعد مخاوف من تصاعد الحرب التجارية مع الصين، إلى جانب تأثيرات على سوق سندات الخزانة الأمريكية.
ومع ذلك، ساهم تعليق ترامب للرسوم الجمركية وتفاوضه على اتفاقيات لتخفيض الرسوم على واردات بعض الدول، إلى جانب تقارير قوية عن أرباح الشركات وثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في دفع الأسواق نحو الارتفاع مجددًا.
وعلى الرغم من التفاؤل الكبير تجاه الذكاء الاصطناعي، استمرت المخاوف من أن التقنية قد لا تحقق أرباحًا وإنتاجية كافية لتبرير كل هذا الاستثمار، مما يضع ضغوطًا على أسهم شركات مثل إنفيديا وبرودكوم، التي كانت مسؤولة عن جزء كبير من مكاسب السوق هذا العام.
كما تواجه الأسهم الأمريكية انتقادات بسبب ارتفاع أسعارها العام، مع استمرار المخاوف من تداعيات الحرب التجارية التي قد تزيد التضخم، رغم تخفيضات الفيدرالي لأسعار الفائدة. ويظل التضخم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2%.
ويتوقع محللو وول ستريت أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه المقبل في يناير/كانون الثاني.
وفي أخبار سوق العمل، أفادت وزارة العمل الأمريكية بانخفاض عدد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، مع بقاء معدلات التسريح منخفضة رغم ضعف سوق العمل.
سجلت جميع قطاعات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضًا يوم الأربعاء، وكانت أسهم التكنولوجيا أبرز العوامل السلبية، حيث انخفض سهم برودكوم بنسبة 1.1% ومايكرون تكنولوجي بنسبة 2%. كما أثرت أسهم سلاسل المطاعم وغير الشركات التي تعتمد على الإنفاق الاستهلاكي على السوق، مثل انخفاض سهم ستاربكس بنسبة 1.2%.
وشهد سوق السندات ارتفاعًا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث استقر عائد السندات لأجل 10 سنوات عند 4.13%، بينما ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى 3.46% من 3.45% في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
واستمرت تقلبات المعادن النفيسة مع اقتراب نهاية العام، حيث تراجعت الفضة بنسبة 8% بعد مكاسب تجاوزت 10% يوم الثلاثاء، فيما لا تزال الفضة مرتفعة بأكثر من 140% هذا العام. وانخفض سعر الذهب بنسبة 1%، لكنه لا يزال مرتفعًا بنحو 65% بحلول عام 2025.
وعلى الصعيد العالمي، أغلقت أسواق الأسهم في ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية أبوابها يوم الأربعاء بمناسبة عطلة رأس السنة، بينما شهدت الأسواق المفتوحة تباينًا في التداولات.
أما أسعار النفط، فقد تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1% إلى 57.81 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام برنت بنسبة 0.1% إلى 61.40 دولارًا للبرميل.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




