اسعار واسواق

الإمارات تتصدر المشهد الإنساني الدولي.. مئات الملايين من الدولارات لدعم المحتاجين حول العالم


تصدرت دولة الإمارات المشهد العالمي بتعهدها الأخير لدعم الجهود الإغاثية وتنفيذ برامج التنمية المستدامة في مختلف مناطق العالم خلال 2026.

وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول 2025، أعلنت دولة الإمارات، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن تعهّد جديد بقيمة 550 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة.

تهدف الخطة إلى جمع 33 مليار دولار في عام 2026 لتقديم الإغاثة لما يقارب 135 مليون شخص في 23 عملية إنسانية حول العالم، بالإضافة إلى خطط مخصصة لدعم اللاجئين والمهاجرين. حيث تأتي الأولوية العاجلة لإنقاذ 87 مليون شخص يحتاجون إلى دعم فوري بقيمة 23 مليار دولار.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه التحديات الإنسانية على الصعيد العالمي، ليعكس التزام الدولة الراسخ بمساعدة الشعوب المتضررة وتعزيز دورها كقوة فاعلة في العمل الإنساني الدولي.

وتناول لقاء أجرته الإعلامية بيكي أندرسون، جمع وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر، تداعيات أزمة التمويل العالمية على العمل الإنساني، والدور الذي سيسهم به الدعم الإماراتي في إنقاذ الأرواح وتوسيع نطاق الاستجابة.

وأوضح فليتشر أن الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن مئات الملايين حول العالم بحاجة ملحة إلى المساعدة، بينما تواجه الأمم المتحدة عجزًا تمويليًا حادًا دفعها إلى اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بإيقاف بعض البرامج للحفاظ على أخرى. وبيّن أن التمويل الإنساني تراجع بنحو 40% مقارنة بالسنوات الماضية، ما انعكس مباشرة على حجم المساعدات المقدمة.

وفي محاولة للتعامل مع هذا الواقع، أطلقت الأمم المتحدة خطة «شديدة التركيز» تستهدف إنقاذ 87 مليون شخص خلال العام المقبل، بكلفة تُقدّر بنحو 23 مليار دولار، بهدف تحديد أولويات واضحة بدل الاستسلام لضخامة التحديات.

من جانبها، أكدت ريم الهاشمي أن التزام الإمارات يستند إلى نهج ثابت في العمل الإنساني، موضحة أن الدولة لا تركز على حجم التمويل فحسب، بل تعمل على تطوير آليات مبتكرة لتوزيع المساعدات عبر إشراك القطاع الخاص وبنوك التنمية متعددة الأطراف، وتعزيز التنسيق مع الشركاء الدوليين والمنظمات الإنسانية.

غزة في صدارة الأولويات

وفي ما يخص الأوضاع في غزة والضفة الغربية، شدد فليتشر على أهمية توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، موضحًا أن نحو 300 شاحنة أممية تدخل القطاع يوميًا، الأمر الذي أسهم في خفض مستويات الجوع وتوفير آلاف الخيام لمواجهة ظروف الشتاء القاسية. كما دعا إلى فتح مزيد من المعابر وتمكين المنظمات غير الحكومية من العمل بالتوازي مع الأمم المتحدة لضمان استمرار تدفق الغذاء والدواء.

وأشارت الهاشمي إلى أن الإمارات قدمت أكثر من 2.5 مليار دولار دعمًا لغزة منذ عام 2023، مؤكدة أن الدولة تُعد من أكبر المانحين، إذ يأتي أكثر من 50% من المساعدات التي دخلت القطاع من الإمارات، سواء في مجالات الرعاية الصحية أو الأمن الغذائي، أو عبر المستشفيات الميدانية والعائمة، إلى جانب عمليات الإجلاء الطبي وعلاج المصابين داخل الدولة.

الإمارات تتعهد بدعم غزة والسودان

السودان.. أزمة إنسانية غير مسبوقة

وفي ما يتعلق بالسودان، وصف فليتشر الوضع هناك بأنه أخطر أزمة إنسانية يشهدها العالم حاليًا، موضحًا أن زيارته الأخيرة كشفت عن احتياجات واسعة للمساعدات المنقذة للحياة والحماية، وسط مخاوف متزايدة من استمرار الفظائع. وأكد أن السودان بحاجة إلى الغذاء والدواء والسلام، لا إلى مزيد من السلاح.

وأشار إلى أن نحو 20 مليون شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينما يواجه ملايين آخرون خطر المجاعة، لافتًا إلى أن وصول المساعدات يواجه تحديات كبيرة بسبب ضعف التمويل، حيث لم يُموّل نداء السودان سوى بنسبة 32%، إضافة إلى صعوبات العبور عبر خطوط التماس وكثرة نقاط التفتيش التابعة لجماعات مسلحة متعددة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى