حصاد مؤتمرات المناخ في 2025.. العالم يتفق والخلاف يبدأ عند التنفيذ

تُولي الأمم المتحدة اهتماما خاصا بقضايا البيئة والمناخ، وتسهم في تيسير مؤتمرات دولية لمتابعة التطورات الجارية بين دول العالم، بهدف معالجة المشكلات البيئية المختلفة على كوكب الأرض والحفاظ على النظم البيئية بكافة أشكالها.
وقد استضاف عام 2025 عددا من المؤتمرات البيئية تحت مظلة الأمم المتحدة، هي: مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثلاثين (COP30)، واستئناف مؤتمر الأطراف للحفاظ على التنوع البيولوجي (COP16)، ومؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، ومؤتمر الأطراف لاتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة (COP15)، إلى جانب مؤتمر الأطراف المشترك لاتفاقيات بازل وروتردام وستوكهولم (BRS COPs).
مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ (COP30)
استضافت مدينة بيليم في البرازيل مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ (COP30) في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وأسفر عن وثيقة «المونتراو» التي تمثل الإطار العام للاتفاقات التي جرى التوصل إليها.
ودعا المؤتمر إلى مضاعفة تمويل التكيف ثلاث مرات بحلول عام 2035، كما اتفقت الأطراف على وضع مؤشرات لقياس التقدم في التكيف المناخي، ودعم الغابات من خلال «صندوق الغابات الاستوائية إلى الأبد» (TFFF).
وانطلقت أيضًا مبادرات وتعهدات لدعم توسيع نطاق الوقود المستدام، وتعزيز هدف 1.5 درجة مئوية لاتفاق باريس، إلى جانب قطاعات الزراعة والغذاء وغيرها من القطاعات.
مؤتمر الأطراف للحفاظ على التنوع البيولوجي (COP16)
بعد أن انتهت مفاوضات مؤتمر الأطراف للحفاظ على التنوع البيولوجي في كالي بكولومبيا عام 2024 دون التوصل إلى اتفاق، نتيجة الخلافات بين الأطراف حول تمويل الطبيعة، جرى استئناف المؤتمر في مقر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في روما بإيطاليا خلال فبراير/شباط 2025.
وخلال المؤتمر المستأنف، توصلت الأطراف إلى اتفاقات بشأن آليات التمويل اللازمة لرصد وتنفيذ إطار كونمينغ–مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، كما جرى الاتفاق على آلية لحشد التمويل لدعم تنفيذ أهداف الاتفاقية.
ومع ذلك، يرى عمر الشوشان، رئيس اتحاد الجمعيات البيئية ، أن «رغم الخطاب السياسي الإيجابي، فإن المؤتمرات البيولوجية في إيطاليا لم تُحدث التحول المطلوب على مستوى التنفيذ».
ويضيف في حديثه إلى «العين الإخبارية» أن «التقدم الحقيقي في حماية التنوع البيولوجي يتطلب آليات تمويل واضحة، وجداول زمنية ملزمة، ومساءلة حكومية شفافة، وهي عناصر ما تزال غائبة أو ضعيفة الحضور».
مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات (UNOC)
انطلق مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو/حزيران 2025 في مدينة نيس الفرنسية. وأسفر المؤتمر عن «خطة عمل نيس للمحيطات»، وهي إطار سياسي لدعم حماية المحيطات.
كما خرج بعدد من التعهدات المالية، إذ أعلنت المفوضية الأوروبية تخصيص نحو مليار يورو لدعم الحفاظ على المحيطات وتعزيز الصيد المستدام.
وأُطلق «تحالف الطموح العالي من أجل محيط هادئ» لمكافحة التلوث الضوضائي تحت الماء، وارتفع عدد الدول الموقعة على معاهدة أعالي البحار، فيما طالبت أكثر من 35 دولة بوقف التعدين في أعماق البحار. كما برزت دعوات لمكافحة التلوث البلاستيكي وتعزيز الاهتمام بالشعاب المرجانية.
مؤتمر الأطراف لاتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة (COP15)
عُقد مؤتمر الأطراف لاتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة في دورته الخامسة عشرة (COP15) خلال الفترة من 13 إلى 31 يوليو/تموز 2025 في شلالات فيكتوريا بزيمبابوي.
وأسفر المؤتمر عن «إعلان شلالات فيكتوريا» الداعي إلى دعم حماية واستعادة الأراضي الرطبة، وتعبئة التمويل لإدارة هذه المناطق بصورة مستدامة.
كما اعتمد المؤتمر الخطة الاستراتيجية الخامسة لاتفاقية رامسار (2025–2034)، التي تتضمن أهدافًا واستراتيجيات لوقف فقدان الأراضي الرطبة. وجرى اعتماد قرارات عدة لدعم حماية الأنواع المائية المرتبطة بالأراضي الرطبة المهددة بالانقراض، مثل الدلافين، إضافة إلى دعم السكان المحليين وتحسين معايير تسجيل الأراضي الرطبة.
كما جرى ربط أهداف اتفاقية رامسار بالإطار العالمي للتنوع البيولوجي، بهدف تعزيز التضافر بين الاتفاقيتين ودعم النظم الإيكولوجية.
ويعلق الشوشان، في حديثه إلى «العين الإخبارية»، قائلًا إن «مخرجات COP15 أعادت الأراضي الرطبة إلى صدارة أجندة السياسات البيئية الدولية، إلا أن الفجوة بين النصوص والتنفيذ ما تزال مقلقة».
ويضيف أن «حماية الأراضي الرطبة لا تتحقق عبر الإعلانات، بل من خلال وقف التعديات، وتخصيص الموارد المالية، وتمكين المجتمعات المحلية من إدارة هذه النظم الحيوية. وبدون ذلك، ستظل الأراضي الرطبة من أكثر النظم البيئية تدهورًا، رغم الاعتراف الرسمي بأهميتها المناخية والبيئية».
مؤتمر الأطراف المشترك لاتفاقيات بازل وروتردام وستوكهولم (BRS COPs)
انعقد مؤتمر الأطراف المشترك لاتفاقيات بازل وروتردام وستوكهولم (BRS COPs) لعام 2025 في جنيف بسويسرا، خلال الفترة من 28 أبريل/نيسان إلى 9 مايو/أيار 2025.
وشهد المؤتمر تحديثات على الاتفاقيات الثلاث، إذ أُدرجت ثلاثة ملوثات عضوية ثابتة جديدة ضمن ملاحق اتفاقية ستوكهولم، وأُضيفت مادتان إلى قائمة «الموافقة المسبقة عن علم» في اتفاقية روتردام، بينما جرى اعتماد تعديلات وتوجيهات جديدة في إطار اتفاقية بازل لإدارة النفايات.
كما صدرت قرارات مشتركة لتقديم مساعدات تقنية لدعم مناطق عدة، من بينها أمريكا اللاتينية وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.
وانتهى عام 2025 بعد استضافة سلسلة من المؤتمرات المعنية بحماية البيئة والتنوع البيولوجي على مستوى العالم. ورغم تباطؤ تنفيذ بعض القرارات، فإن المسار العام يشير إلى تحقيق تقدم ملموس تراكمي على مدار السنوات، مع استمرار التحدي الأساسي المتمثل في تحويل التعهدات الدولية إلى إجراءات فعالة على أرض الواقع.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




