اسعار واسواق

النار تطول الجوار.. حرب السودان تنزلق نحو تشاد وسط مخاوف أممية


بدا أن المخاوف الأممية من انزلاق الحرب في السودان إلى دول الإقليم، كانت في محلها، بعدما طالت النار تشاد المجاورة.

مسيرة ضربت معسكرا تشاديا لتقتل جنديين، بعد أيام من سجال بين تشاد والجيش السوداني على خلفية اتهام سلطات بورتسودان، لجارتها بتأجيج الحرب.

مقتل جنديين

وأعلنت تشاد السبت أن جنديين قتلا في هجوم بطائرة مسيرة قادمة من السودان استهدفت منطقة عسكرية في “تيني”، بمحافظة وادي فيرا، داخل الحدود التشادية.

ولم تحدد تشاد الجهة السودانية المسؤولة عن الهجوم.

واستنكرت هيئة الأركان التشادية بشدة “التوغل في أراضي تشاد، والعدوان غير المبرر على مواقع لجيشها وسلامة أراضيها”.

ووصفت الهجوم بأنه “متعمد وعدائي مستهجن بموجب القانون الدولي”.

نفي الدعم السريع

وأكدت قوات “الدعم السريع” مسؤولية الجيش السوداني عن الهجوم، واتهمته في بيان بمحاولة تأجيج الأوضاع في الشريط الحدودي مع تشاد، فيما سعى الجيش إلى التنصل من الهجوم، وحمل “الدعم السريع” المسؤولية.

وقالت قوات الدعم السريع: “نرصد ونتابع عن كثب المحاولات المستمرة لجماعة الإخوان وعناصرها العسكرية لإثارة الفتن وتأجيج الأوضاع على الشريط الحدودي مع جمهورية تشاد”.

وشددت على أن “الهجوم الذي وقع (في تشاد) تم بواسطة طيران جيش الإخوان ولن تجدي محاولاتهم للتنصل من المسؤولية”، واصفة رواية الجيش بـ “المضللة”.

سجال بين تشاد وبورتسودان

والأسبوع الماضي، أعربت وزارة الشؤون الخارجية في تشاد عن استيائها من تقارير تفيد بتقدم منظمة سودانية غير حكومية تُدعى “أولوية السلام في السودان” بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية لتحميل تشاد مسؤولية النزاع المسلح الدائر في السودان.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة إبراهيم محمد آدم إن الحكومة التشادية ترفض بشكل قاطع هذه الاتهامات “الباطلة والمسيّسة” والتي لا تستند إلى أي أساس واقعي أو قانوني.

وأوضح أن تشاد التزمت منذ اندلاع النزاع الدموي في السودان موقف الحياد التام التزاماً بمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار ودعماً للسلام والاستقرار الإقليمي.

وأضاف البيان أن تشاد تُعد من أكثر الدول تضرراً من تداعيات الحرب، حيث استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين وقدمت لهم الحماية والمأوى رغم الأعباء الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تحملتها البلاد بروح من التضامن والمسؤولية في ظل ضعف الدعم الدولي.

وشددت الخارجية على أن تشاد لم تشارك في النزاع السوداني بأي شكل، بل واصلت الدعوة في المحافل الإقليمية والدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين والتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة.

واعتبرت أن محاولة تحميل تشاد مسؤولية المأساة عبر منظمة أُنشئت حديثاً في نوفمبر/تشرين الأول 2025 “لا تعدو كونها مناورة تضليلية تهدف إلى صرف الأنظار عن إخفاقات أطراف أخرى وعلاقاتها مع جماعات متطرفة في مسعى للتهرب من المساءلة أمام القانون الدولي”.

وادعاءات تلك المنظمة تتماهى مع تصريحات أطلقها قادة في الجيش منهم مساعد قائده ياسر العطا الذي هدد في مارس/آذار الماضي باستهداف المطارات التشادية التي يزعم أنها متورطة في الحرب السوداني، وهو ما اعتبرته الخارجية التشادية “إعلان حرب”.

ودعت الجيش السوداني حينها إلى التركيز على إنهاء الحرب بدلا من “إطلاق التهديدات العبثية”.

تحذير أممي

وقبل أيام، حذرت الأمم المتحدة من امتداد الحرب بالسودان إلى دول الجوار، ودعت إلى وقف الأعمال القتالية فورا.

وقالت الأمم المتحدة إن الحرب في السودان “تدخل مرحلة أكثر دموية”، لافتة إلى تنامي مخاطر امتداد الصراع إلى المنطقة.

واندلعت الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ومنذ ذلك الحين، امتد القتال إلى جميع أنحاء البلاد، مدمراً المدن، ومسبباً نزوح الملايين.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى