اسعار واسواق

حصاد البيئة في 2025.. كوكب يختبر حدود الاحتمال


كان 2025 عاما حاسما في سجل التغيرات المناخية، حيث أظهرت مؤشرات علمية متزايدة أن الأرض تشهد تحولات مناخية غير مسبوقة.

وهذه التحولات ليست مجرد أحداث عابرة، بل دلالة على استمرار تأثر النظم البيئية والإنسانية بالتغير المناخي الذي يتسارع بفعل العوامل البشرية والطبيعية معا.

وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أصدرت تقييما عاما لحالة المناخ في 2025، يشير إلى أن هذا العام يتجه ليكون واحدا من أعلى الأعوام حرارة في التاريخ منذ بدء تسجيل البيانات قبل نحو 176 عاما، لتتواصل سلسلة طويلة من الأعوام الساخنة.

و يتضح من البيانات أن كل عام من الأعوام الـ11 الماضية كان من الأحر في السجل، بينما تبرز السنوات الأخيرة على رأس القائمة.

هذه الزيادة في الحرارة العالمية تُعزى بشكل كبير إلى تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الناتجة عن الأنشطة البشرية (مثل حرق الوقود الأحفوري وقطع الغابات)، مما يزيد من تأثير الاحتباس الحراري، وتؤكد تقارير علمية متعددة أن تركيز ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى وصلت إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، مما يعزز هذا التوجه.

التغيرات في تطرف الطقس..دليل علمي متزايد

وأثبتت دراسات مناخية حديثة أن الطقس المتطرف يتزايد في التواتر والشدة تحت تأثير التغير البيئي العالمي. فقد طور باحثون نماذج عالية الدقة لتحليل أحداث الطقس الشديدة، مثل موجات الحر والأمطار الغزيرة والعواصف، باستخدام تقنيات تعلم آلي متقدمة لتحسين توقعات الظواهر المناخية القصوى والوصول إلى فهم أفضل لما يُنتظر في المستقبل.

وفي دراسة منشورة في “إن-بي-جيه كلايمت أند أتموسفيرك ساينس”، قدم الباحثون أدوات نمذجة متقدمة تقيس التبعيات المكانية والزمانية لظواهر الطقس المتطرفة، مما يساعد على تحديد إمكانيات التغير في مستويات متوقعة من الحر والصقيع والهطول وغيرها في ظل سيناريوهات مختلفة من التغير المناخي.

التحولات المناخية في 2025 لم تكن مجرد أحداث عابرة

علاقة التغيرات بظواهر المناخ المتطرفة

ويربط بحث علمي نُشر في”إن-بي-جيه كلايمت أند أتموسفيرك ساينس” بين انخفاض الثلوج البحرية في نصف الكرة الشمالي وزيادة تطرف الظواهر الجوية، موضحا أن تغير الغطاء الثلجي والجليدي يمكن أن يؤثر في الغلاف الجوي وأنماط الطقس عامة، خاصة في فصول السنة الحرجة، مما يعزز احتمالات موجات الحرارة الشديدة والعواصف المفاجئة.

أسباب التغيرات وارتباطها بالأنشطة البشرية

وترجع الأدبيات العلمية الحديثة بشكل واضح إلى أن الاحتباس الحراري الناتج عن الإنسان هو العامل الأساسي في ارتفاع درجات الحرارة وتكرار الظواهر المناخية المتطرفة. تشير الأبحاث إلى أن الانبعاثات المستمرة من الوقود الأحفوري وتقليل الغابات تؤدي إلى زيادة سريعة في غازات الدفيئة في الجو، مما يغير طاقة النظام المناخي للأرض ويُسرع من الاحترار.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية في العقود المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات فاعلة لخفض الانبعاثات وخفض الكربون.

التحولات المناخية في 2025 لم تكن مجرد أحداث عابرة

أهمية هذه التغيرات لفهم المستقبل

وتشير الدراسات إلى أن التغيرات المناخية لا تتضمن ارتفاعات في درجات الحرارة فقط، بل تشمل أيضا تغيرات في تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مما يستدعي تحديث نماذج التنبؤ وإعادة ترتيب الأولويات في خطط التكيف والحد من المخاطر، فالفهم العلمي لهذه التغيرات يساعد الحكومات والمنظمات على الاستعداد بشكل أفضل لتقدير المخاطر المستقبلية على الصحة العامة والاقتصاد، تحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتوجيه السياسات المناخية والاستثمار في البنية التحتية المقاومة لتغير المناخ.

ووفق ما سبق من الأدلة العلمية المنشورة في 2025، يبدو أن الكوكب بالفعل يختبر حدود الاحتمال المناخي، فمن ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة شدة الظواهر الجوية المتطرفة وتحولات في أنماط المطر والجليد، تشير البحوث إلى أن هذه التغيرات ليست مجرد تقلبات عابرة، بل جزء من اتجاه طويل الأمد مرتبط بالحركة المناخية العالمية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى