من «الروتين للطوارئ».. استعدادات إسرائيلية لـ«هجوم إيراني مباغت»

تتأهب شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي “أمان” لاحتمال هجوم إيراني مباغت على إسرائيل.
وقال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي: “على خلفية التقارير الأخيرة عن إمكانية تجدد المواجهة مع حزب الله، واحتمال أن تحاول إيران مفاجأة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بهجوم صاروخي، علمنا أن شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) دفعت بسلسلة خطوات تهدف إلى تقليص المفاجآت الاستخبارية، في ضوء دروس السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023”.
وأضاف: “قررت شعبة الاستخبارات استحداث منصب ضابط استخبارات كبير مناوب برتبة عميد أو على الأقل عقيد، يكون في حالة تأهّب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ملاصقاً لموقع الإنذار الأعلى في «البور» المعروف باسم «غرفة صورة الوضع»، وكذلك في غرفة قيادة شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة في مقر «الكِرْيا» بتل أبيب. وذلك بالتوازي مع منصب قائم مماثل في سلاح الجو يُسمّى: قائد سلاح الجو المناوب”.
وأشار إلى أنه “خلال الأشهر القريبة سيتم شغل هذا المنصب من قبل ممثلين عن القيادات، والأذرع، والأقسام ذات الصلة. وفي المستقبل القريب يُفترض أن ينضم إلى غرفة العمليات أيضاً ممثلون عن جهات من خارج الجيش. كما قرر رئيس “أمان” أن يكون في موقع الإنذار الأعلى دائماً ضابط قائد نوبة برتبة رائد في حالة تأهّب، لبناء صورة وضع متعددة الأذرع باسم أمان لصالح هيئة الأركان العامة للجيش”.
“ساعة الذهب”
وذكر أن “هدف تغيير منظومة التأهّب هو ضمان وجود دائم لضباط كبار ومهنيين لبناء صورة وضع متعددة الأذرع على مدار الساعة وبالزمن الحقيقي، مع التركيز على أحداث مفاجئة تنفجر على حدود الدولة”.
وقال إن “الانتقال من الروتين إلى الطوارئ يُعدّ حاسماً، وتُعرَّف الساعة الأولى بأنها «ساعة الذهب». ومن شأن منظومات التأهّب هذه تحسين عملية فحص الاستخبارات المتراكمة وتقليص علامات الاستفهام التي تنشأ عن المعلومات الاستخبارية المتجمعة”.
وأضاف: “مرّ توثيق نموذج الإنذار بعدة عمليات على مستوى قيادة “أمان” عقب انتهاء تحقيقات هيئة الأركان حول ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتم عرضه على رئيس الأركان، ولا يزال يخضع لعمليات فحص من أجل تدقيق النموذج، ومواءمته مع الساحات المختلفة، وإنشاء آليات رقابة داخل المنظومة العسكرية”.
خلاف بين الشاباك والموساد وأمان
وبحسب الموقع فإنه “يتبيّن من ذلك أن نموذج الإنذار يجب أن يكون أكثر مرونة ودقة في الانتقال، مع فهم أن هناك تعدداً في الساحات، ومن المحتمل جداً أن تؤثر إحداها في الأخرى أو تعمل بتكامل متبادل. كما يُفترض أن تمنع الرقابات الداخلية القوية كبت أو تجاهل إشارات التحذير، حتى وإن تعارضت مع «التصوّر» السائد. فالمسار البطيء والمتدرج يعكس محاولة لتصحيح الخلل الجوهري الذي قاد إلى كارثة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)”.
وكشف النقاب عن أن هناك عملية تنظيم جارية لتوزيع مسؤوليات الإنذار والمسؤولية البحثية في الساحات المختلفة بين جهاز الأمن العام “الشاباك” والموساد و”أمان”.
وبحسب مصدر مطّلع على العملية فإن الأطراف ليست قريبة من الحسم في هذا الشأن.
وقال: “تُظهر هذه العملية أن الفشل الاستخباري في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) نبع، من بين أمور أخرى، من غموض وتداخلات في توزيع مسؤوليات الإنذار بين أجهزة الاستخبارات الثلاثة الكبرى، وأن المنظومة لم تنجح بعد في حل هذه المشكلة البنيوية حتى بعد أكثر من عامين على المجزرة”.
تحذيرات أمنية
ومن جهتها، تقول هيئة البث الإسرائيلية: “تبدي مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنية قلقًا متزايدًا من أن تؤدي طريقة إدارة الخطاب السياسي والإعلامي حيال إيران إلى سوء تقدير متبادل قد يشعل جولة تصعيد لا يرغب بها أي من الطرفين في المرحلة الراهنة”.
وأضافت: “تأتي هذه التحذيرات في ظل موجة تسريبات وتصريحات إسرائيلية تتحدث عن توتر متجدد مع إيران وإمكانية المبادرة إلى مواجهة إضافية، وهي موجة يتوقع أن تتصاعد حتى موعد لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن نهاية الشهر”.
وأشارت إلى أنه “بحسب التقديرات، فإن هذه العناوين، الصادرة أحيانًا عن “مصدر سياسي رفيع” أو “جهات استخبارية غربية”، قد تفسر في طهران على أنها مؤشر نوايا هجومية، رغم عدم وجود قرار فعلي بالتصعيد”.
وقالت: “يحذر مسؤولون عسكريون من أن إيران، التي تعتمد في هذه المرحلة بشكل كبير على ما ينشر في الإعلام الإسرائيلي بسبب صعوبات استخبارية ميدانية، قد تقدم على ضربة استباقية إذا ترسخ لديها الانطباع بأن “رياح الحرب” ستهب مجددًا من الغرب”.
وأضافت: “تشير معطيات أمنية إلى إحباط 34 محاولة تجسس إيرانية داخل إسرائيل منذ اندلاع الحرب، سمح بنشرها رسميًا. ويرى مسؤولون أن كثافة الشائعات والتقارير غير الدقيقة، ولا سيما عبر تطبيقات التواصل، قد تكون أحد أسباب رصد نشاطات إيرانية غير اعتيادية مؤخرًا، دون أن تعكس بالضرورة استعدادًا لهجوم وشيك”.
وتابعت هيئة البث الإسرائيلية: “في المقابل، تؤكد تقديرات الجيش أن إيران استغلت غياب أي آلية دولية ملزمة أو مسار سياسي مقيّد، وبدأت منذ انتهاء المواجهة الأخيرة في الصيف بإعادة ترميم منظومة الصواريخ وتعزيز نقل المعرفة والتمويل إلى أذرعها في المنطقة، من اليمن حتى لبنان. ومع ذلك، تشدد مصادر أمنية على أن طهران لم تبلغ بعد مستوى الجاهزية الذي يدفعها إلى مواجهة مباشرة، وأن دافع الحفاظ على بقاء النظام يتقدم حاليًا على دافع الانتقام”.
وتضيف هذه التقديرات أن “أي انطباع خاطئ ناتج عن استعدادات أو تصريحات إسرائيلية قد يغير الحسابات، ويدفع إيران إلى التحرك أولًا، ما قد يفتح الباب أمام دعم أميركي متجدد لإسرائيل في حال سقوط عشرات الصواريخ الثقيلة يوميًا”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “أما على الجبهة الشمالية، فلا تزال مسألة انخراط حزب الله موضع نقاش استخباري. فالتنظيم لم يطلق صاروخًا واحدًا خلال الحرب الأخيرة مع إيران، لكن التقديرات لا تستبعد تغير هذا السلوك في أي مواجهة مقبلة، خصوصًا مع اقتراب انتهاء مفعول اتفاق وقف إطلاق النار الخاضع لإشراف أمريكي–لبناني.
وتشير مصادر إلى أن هذا الملف، إلى جانب الساحة الإيرانية وغزة، سيكون في صلب محادثات نتنياهو–ترامب، مع ترجيحات بأن يطلب من إسرائيل إبداء مرونة في ساحة مقابل مكاسب في أخرى”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




