اسعار واسواق

أمريكا «تثأر» لمقتل جندييها في سوريا بـ«عين الصقر».. غارات على «داعش»


تنفيذًا لتعهد الرئيس دونالد ترامب بالثأر لمقتل جنديين أمريكيين الأسبوع الماضي على يد «داعش»، شنت القوات الأمريكية السبت، ضربات على عشرات المواقع المشتبه بارتباطها بالتنظيم الإرهابي.

وبحسب مسؤول أمريكي تحدث لصحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الولايات المتحدة، بدأت شن غارات جوية واسعة ضد تنظيم «داعش» في سوريا، وفاءً بتعهد الرئيس ترامب بالانتقام لمقتل جنديين من الجيش الأمريكي في هجوم إرهابي وقع السبت الماضي في وسط البلاد.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مقاتلات أمريكية ومروحيات هجومية ونيران مدفعية استهدفت عشرات المواقع المشتبه بانتمائها لتنظيم داعش، في عدة مناطق بوسط سوريا، بينها مستودعات أسلحة ومبانٍ أخرى تُستخدم لدعم العمليات.

وأضاف المسؤول أن الضربات الجوية والمدفعية الأمريكية كان من المتوقع أن تستمر عدة ساعات، حتى وقت مبكر من صباح السبت في سوريا، واصفًا العملية بأنها «هجوم واسع النطاق».

الضربات قال عنها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، إنها تأتي ضمن عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا ردا على هجوم في تدمر أودى بحياة ثلاثة أمريكيين.

وقال هيغسيث في منشور على منصة إكس: «بدأت القوات الأمريكية عملية ضربة عين الصقر في سوريا للقضاء على مقاتلين وبنى تحتية ومواقع تخزين أسلحة لتنظيم داعش، في رد مباشر على الهجوم الذي استهدف قوات أمريكية في 13 ديسمبر/كانون الأول».

تصعيد عسكري

وأفادت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل سوريا بسماع دوي انفجارات في مناطق واسعة من البلاد.

وكان الجنديان اللذان قُتلا السبت الماضي أول خسائر أمريكية في سوريا منذ سقوط بشار الأسد العام الماضي. وذكرت مصادر أمريكية وسورية أن الجنديين كانا يشاركان في عمليات لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم «داعش» في مدينة تدمر بوسط سوريا، عندما تعرضا لإطلاق نار من مسلح منفرد.

وتشير الضربات الأمريكية يوم الجمعة، واحتمال تنفيذ المزيد من عمليات مكافحة الإرهاب خلال الأيام المقبلة، إلى «تصعيد عسكري حاد» في سوريا، في وقت خفضت فيه الولايات المتحدة وجودها هناك إلى نحو ألف جندي، أي نصف العدد الذي كانت عليه في مطلع العام. وجاء قرار تقليص القوات انعكاسًا لتغير البيئة الأمنية في سوريا عقب انهيار حكومة الأسد.

الضربات، أكدتها كذلك مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، والتي أشارت إلى أن استهدافات جوية أمريكية طالت مواقع لتنظيم «داعش» في مناطق شرق الرقة وغرب دير الزور، مما أسفر عن مقتل متزعم بارز في التنظيم وعدد من أفراد خلية كانت مسؤولة عن هجمات في دير الزور.

ووفقًا للمصادر، جرى تبادل لإطلاق نار كثيف خلال عملية اقتحام منزل أحد المطلوبين، بين عناصر من خلايا التنظيم وقوات التحالف الدولي، ما أدى إلى مقتل عنصر من خلايا التنظيم وإصابة آخر تم اعتقاله، إضافة إلى مقتل امرأة يُعتقد أنها زوجة المطلوب، فيما قُتل القاصر البالغ نحو 14 عامًا جراء إصابته برصاص طائش.

وأكدت المصادر أن قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية لم تشارك بشكل مباشر في العملية، واكتفت بتأمين وحماية محيط منطقة الإنزال.

تنامي التهديدات

وكان كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قد أبلغوا الكونغرس هذا العام أن تنظيم داعش، سيحاول استغلال نهاية حكم الأسد لإطلاق سراح ما بين 9 آلاف و10 آلاف مقاتل من عناصره، إضافة إلى نحو 26 ألفًا من أفراد عائلاتهم المحتجزين حاليًا في شمال شرقي سوريا، وإحياء قدرته على التخطيط للهجمات وتنفيذها.

ورغم أن التنظيم لم يعد يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، فإنه لا يزال ينشر أيديولوجيته الإرهابية، عبر خلايا سرية وفروع إقليمية خارج سوريا وعلى الإنترنت. وخلال العام الماضي، كان التنظيم وراء هجمات كبيرة في إيران وروسيا وباكستان.

تحديات

كما سلطت الهجمات الدامية التي استهدفت الجنود الأمريكيين الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة السورية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

ومنذ الإطاحة بحكومة بشار الأسد، واجه الشرع تهديدات من تنظيم داعش، وجماعات مسلحة أخرى، بالتوازي مع سعيه لبناء جيش وطني جديد.

وفي الأشهر التي تلت تولي الشرع السلطة مباشرة، نفذت الولايات المتحدة عشرات الضربات الجوية ضد معاقل تنظيم داعش في بادية سوريا، ما بدا أنه حدّ من التهديد المباشر. غير أن الهجمات ازدادت خلال الشهر الماضي، لا سيما بعد أن تبنى الشرع علنًا حملة دولية لمكافحة «داعش»، بحسب محللين.

وأوضح مسؤولون عسكريون أمريكيون أن الضربات ستبني على ما يقرب من 80 مهمة نُفذت منذ يوليو/تموز الماضي للقضاء على عناصر إرهابية في سوريا، بما في ذلك بقايا تنظيم داعش.

وفي بيان هذا الأسبوع، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن تنظيم داعش ألهم ما لا يقل عن 11 مخططًا أو هجومًا ضد أهداف داخل الولايات المتحدة خلال العام الماضي. وأضافت أن عملياتها أسفرت، خلال الأشهر الستة الأخيرة، عن احتجاز 119 مسلحًا وقتل 14 آخرين.

وخلال الشهر الماضي، نفذت القوات الأمريكية وقوات الأمن السورية عمليات للعثور على أكثر من 15 مخبأً لأسلحة تنظيم داعش وتدميرها في جنوب سوريا. كما دمرت هذه العمليات أكثر من 130 قذيفة هاون وصاروخًا، وعدة بنادق ورشاشات، وألغامًا مضادة للدبابات، ومواد تُستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، بحسب القيادة المركزية.

وبعد هجوم السبت الماضي، نفذت قوات شريكة 10 عمليات ضد أهداف لتنظيم داعش في سوريا والعراق، أسفرت عن مقتل نحو عنصرين من المسلحين، لكن الأهم — وفقًا للمسؤول الأمريكي — أنها مكنت القوات المتحالفة من استعادة معلومات ساعدت محللي الاستخبارات الأمريكية على تحديد أو تحسين الأهداف التي اختيرت لضربات يوم الجمعة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى