ترامب في خطاب للأمة.. 18 دقيقة «إنجازات ووعود وهجوم على بايدن»

ألقى الرئيس دونالد ترامب خطابًا للأمة من قاعة الاستقبال الدبلوماسية في البيت الأبيض، دام حوالي 18 دقيقة، ركّز خلاله على ما وصفه بـ «الإنجازات الاقتصادية والأمنية» لإدارته.
واستمر ترامب في توجيه الانتقادات لسياسات الإدارة السابقة بقيادة الرئيس جو بايدن، فيما حاول طمأنة الأمريكيين بشأن استقرار الأسعار وتقديم دعم مباشر لأفراد الجيش.
الخطاب، الذي تم بثه على الهواء مباشرة، تناول ملفات متعددة شملت الاقتصاد، الهجرة، الأمن الداخلي والخارجي، السياسة العسكرية، ودور الولايات المتحدة في العالم، مع إبراز إنجازاته الشخصية واعتباره نفسه العامل الأساسي في تحقيق التحولات الأخيرة.
الاقتصاد.. من «الأسوأ» إلى «الأفضل»
وافتتح ترامب الخطاب بالحديث عن الأداء الاقتصادي لإدارته، مؤكدًا أنه نجح في تحويل ما وصفه بأسوأ أوضاع مالية في البلاد إلى تحسن ملموس في وقت قصير.
وقال ترامب إن الأسعار بدأت في الانخفاض، مبرزًا منتجات أساسية أصبحت أرخص مقارنة بالعام السابق، مشيرًا إلى أن «الأسعار كانت مرتفعة بشكل جنوني، والآن نخفضها بسرعة كبيرة».
كما ركّز على السياسات الجمركية التي طبقتها إدارته، مؤكدًا أنها ساعدت في تحصيل أموال إضافية للخزانة الفيدرالية، والتي تم توجيه جزء منها لدعم العسكريين الأمريكيين عبر ما سماه «عائد المحارب»، بقيمة 1,776 دولارًا لكل فرد في الجيش قبل عيد الميلاد، تكريمًا لتاريخ تأسيس الولايات المتحدة في 1776.
ترامب أشار إلى الإصلاحات الضريبية التي أقرها الجمهوريون ضمن مشروع «الوثيقة الكبيرة والجميلة»، مؤكداً أن هذه الإجراءات ستوفر المزيد من الدعم المالي للأمريكيين في عام 2026، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتزايد بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستحقق “ازدهارا اقتصاديا لم يشهده العالم من قبل في 2026”.
الهجرة والحدود.. السيطرة الكاملة
انتقل ترامب إلى ملف الهجرة، مؤكداً أنه تمكن من السيطرة على الحدود الأمريكية ومنع دخول المهاجرين غير الشرعيين، مستعيدًا انتقاداته لبايدن على خلفية ما وصفه بسياسة الحدود «المنفتحة» خلال إدارته السابقة.
وقال: «في السبعة أشهر الماضية، لم يُسمح لأي مهاجر غير شرعي بدخول البلاد، وهو أمر اعتبره الجميع مستحيلاً. كل ذلك تحقق بدون الحاجة لتشريعات جديدة، فقط بإرادة الرئيس الجديد».
وأشار ترامب إلى أن إدارة الأمن الداخلي نفذت أكثر من 605 آلاف عملية ترحيل منذ بداية ولايته الثانية، مع التركيز على احتجاز وترحيل غير الشرعيين المقيمين داخل الولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات أدت إلى «أقوى حدود في تاريخ البلاد».
السياسة الخارجية.. فرض القوة الأمريكية
في ملف السياسة الخارجية، أعاد ترامب التأكيد على ما وصفه «إعادة بناء القوة الأمريكية»، مشيرًا إلى إنهاء ثمانية صراعات دولية في عشرة أشهر، معتبراً أن هذه النجاحات عززت مكانة الولايات المتحدة عالميًا.
كما أشار إلى دوره في تسوية نزاعات في أفريقيا وآسيا، مؤكداً أنه ساهم في منع اندلاع حروب جديدة بين دول مثل جمهورية الكونغو ورواندا، وبين مصر وإثيوبيا، معتبراً هذه الإنجازات دليلاً على قدرته الدبلوماسية والعسكرية.
ولم يفته الحديث عن السيطرة على الاقتصاد العالمي من خلال السياسات التجارية والجمركية، مؤكدًا أن هذه الإجراءات أسهمت في حماية مصالح الأمريكيين وزيادة الموارد المالية للخزانة.
الدعم العسكري المباشر.. «عائد المحارب»
وأعلن ترامب أن جميع أفراد الجيش الأمريكي البالغ عددهم حوالي 1,450,000 فرد سيتلقون مبلغًا بقيمة 1,776 دولارًا، مؤكدًا أن الدعم يقدّم مباشرة للجنود وليس عبر شركات التأمين أو وسطاء ماليين.
ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها تكريم للتاريخ الأمريكي وتعزيز للروح المعنوية للقوات المسلحة، مشيراً إلى أن الأموال جاءت جزئيًا من الإيرادات الناتجة عن الرسوم الجمركية. وقال: «لا أحد يستحق هذا الدعم أكثر من جيشنا العظيم».
التأكيد على الانتصارات الداخلية والانتخابات المقبلة
ورغم عرض الإنجازات الاقتصادية والعسكرية، كرّر ترامب هجومه على الإدارة السابقة، مستعيدًا خطاباته الانتخابية السابقة ضد بايدن، ومسلّطًا الضوء على ما وصفه بالفوضى والإخفاقات السابقة.
وقد بدا الخطاب بمثابة رسالة تحذيرية للجمهوريين قبيل الانتخابات النصفية المقبلة، مؤكدًا أن مسار الحزب مرتبط بقدرته على الدفاع عن إنجازاته، وأن الناخبين سيحاسبون الديمقراطيين على السياسات السابقة.
وفي الوقت نفسه، ركّز ترامب على تصوير نفسه كمنقذ للبلاد، مؤكدًا أن السياسات التي اتبعها خلال أشهر قليلة أعادت الولايات المتحدة إلى موقعها الطبيعي كقوة اقتصادية وعسكرية عالمية.
خطاب غير معتاد والتزام بالوقت
ووفق سي إن إن فقد اعتمد خطاب ترامب بسرعة الإلقاء والالتزام بالوقت المخصص، وهو سلوك غير مألوف في خطاباته الطويلة المعتادة.
واعتمد بشكل كبير على التليبرومبتر، مع لحظات محدودة خرج فيها عن النص، ما أضفى على الخطاب حدة وتركيزًا أكبر.
كما استخدم ترامب خطاب الـ18 دقيقة كأداة سياسية لاستعادة صورته القيادية، وتوجيه رسالة مباشرة للناخبين حول قدرته على إدارة الملفات الاقتصادية والأمنية، مع إبراز إنجازاته الفردية على حساب الانتقادات السابقة للخصوم السياسيين.
«كولا دايت» وسؤال على الالتزام بالتوقيت
وخلال خطاب ترامب الوطني الذي استمر 18 دقيقة في غرفة الاستقبال الدبلوماسية بالبيت الأبيض، حرص الرئيس على إبراز شخصيته المميزة في التفاصيل اليومية، حيث تناول رشفة من مشروب الدايت كولا قبل بدء كلمته، وهو ما يعكس أسلوبه المعتاد في إضفاء لمسة شخصية على المناسبات الرسمية.
ورافق ترامب في الكلمة عدد محدود من كبار مساعديه، بينهم رئيسة الأركان سوزي وايلز، والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، ومدير الاتصالات ستيفن تشيونغ، والمساعدة ناتالي هارب.
وبعد انتهاء الخطاب، التفت ترامب إلى الصحفيين المحدودين الذين غطوا الحدث مباشرة، وقال مع ابتسامة: «تظنون أن هذا سهل؟» بينما أخذ رشفة أخرى من مشروبه.
وأظهر ترامب حرصه على الانضباط في التوقيت، إذ سأل وايلز عن أدائه بالنسبة لمدة الخطاب، ليرد بأنها كانت دقيقة تمامًا، مما يعكس اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة والتزامه بالوقت رغم وتيرة كلامه السريعة المعتادة، وهو ما أضاف للخطاب طابعًا عمليًا ومنضبطًا إلى جانب الرسائل السياسية القوية التي حملها.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




