فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن فوز البروفيسور ماجد شرقي، الأستاذ الفخري في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا، بجائزة “نوابغ العرب” عن فئة العلوم الطبيعية لعام 2025.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “الحضارات لا تعيش على أمجادها… بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم.. نبارك للفائز بجائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية لعام 2025، البروفيسور ماجد شرقي، الأستاذ الفخري في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا، والذي قدّم إسهامات علمية رائدة في رصد الحركة فائقة السرعة على المستوى الذري”.
وتابع : “كرّس البروفيسور ماجد شرقي مسيرته العلمية لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة فمتوثانية غير مسبوقة، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، وحقق ما يزيد على 23,000 استشهاد علمي من حول العالم، ليُعد من أكثر العلماء تأثيراً في المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة”.
وختم قائلاً: “مبارك للبروفيسور ماجد شرقي هذا الإنجاز… ولمن يظن أن الإبداع العلمي العربي حبيس الماضي، تأتي جائزة نوابغ العرب لتؤكد أن حاضرنا يحمل أسماء لا تقل أثراً، ولا إنجازاً، ولا طموحاً”.
من هو البروفيسور ماجد شرقي؟
يُعدّ ماجد شرقي واحدًا من أبرز الفيزيائيين المعاصرين في مجال ديناميكيات العمليات الضوئية فائقة السرعة، وهو عالم سويسري–فرنسي من مواليد عام 1956 في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. ارتبط اسمه بتطوير تقنيات رائدة في مطيافية الأشعة السينية فائقة السرعة والمطيافية الكيرالية متعددة الأبعاد، وهي إنجازات فتحت آفاقًا جديدة لفهم التفاعلات الذرية والجزيئية في أزمنة بالغة القِصر تصل إلى نطاق البيكوثانية والفيمتوثانية.
نشأ شرقي بين الجزائر ولبنان قبل أن يبدأ مسيرته الأكاديمية في أوروبا، حيث حصل على بكالوريوس العلوم في الفيزياء والرياضيات من كلية تشيلسي بجامعة لندن عام 1977. وواصل دراسته في فرنسا، فنال درجة الماجستير في الفيزياء الذرية والجزيئية من جامعة باريس الجنوبية عام 1978، ثم الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1981. وفي منتصف الثمانينيات، حصل على شهادة التأهيل للأستاذية تحت إشراف علماء بارزين، كما أمضى فترة بحثية ضمن برنامج ألكسندر فون هومبولت في جامعة برلين الحرة، وهي مرحلة أسهمت في ترسيخ مكانته العلمية مبكرًا.
بدأ شرقي مسيرته المهنية محاضرًا مساعدًا في جامعة السوربون باريس الشمالية، قبل أن ينضم إلى المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) باحثًا، ثم ينتقل إلى ألمانيا للعمل في معهد الفيزياء التجريبية بجامعة برلين الحرة. وفي عام 1993، عُيّن أستاذًا متفرغًا لفيزياء المادة المكثفة التجريبية في جامعة لوزان، حيث استمر حتى عام 2003، لينتقل بعدها إلى المدرسة الفدرالية السويسرية للتكنولوجيا في لوزان (EPFL). هناك تولّى رئاسة مختبر التحليل الطيفي فائق السرعة، وأسّس لاحقًا مركز لوزان لعلوم السرعة الفائقة (LACUS)، الذي شغل منصب مديره المؤسس بين عامي 2016 و2021.
بعد تقاعده الأكاديمي الرسمي عام 2022، أصبح شرقي أستاذًا فخريًا في EPFL وجامعة لوزان، وتولّى في الوقت نفسه منصب مدير مشروع ورئيس مجموعة بحثية في منشأة «إليترا – سينكروترون ترييستي» بإيطاليا، مواصلًا إسهاماته في تطوير البنية التحتية البحثية الأوروبية في مجال الأشعة السينية فائقة السرعة.
إلى جانب نشاطه البحثي، كان لماجد شرقي حضور مؤثر في النشر العلمي، إذ شغل منصب رئيس تحرير مجلة Journal of Chemical Physics بين عامي 2009 و2014، قبل أن يؤسس مجلة Structural Dynamics التابعة لـAIP Publishing، ويتولى رئاسة تحريرها حتى عام 2020. وأسهمت هذه الأدوار في توجيه مسار البحث العلمي في مجالات الفيزياء الكيميائية والديناميكيات الجزيئية.
ويُعرف شرقي عالميًا بإسهاماته الرائدة في تطوير مطيافية الأشعة السينية فائقة السرعة والمطيافية فوق البنفسجية العميقة متعددة الأبعاد، وهي تقنيات استُخدمت لحل إشكاليات معقدة في الكيمياء الفيزيائية، والكيمياء الحيوية، وعلوم المواد، وساعدت على تتبّع التحولات البنيوية والإلكترونية في الزمن الحقيقي.
حظيت مسيرته بتكريم واسع، إذ نال جوائز علمية مرموقة، من بينها جائزة أحمد زويل عام 2021 من الجمعية الكيميائية الأمريكية، وجائزة روغلي عام 2023 من الجمعية الأمريكية لعلم البلورات، وجائزة ليفرسيدج من الجمعية الملكية للكيمياء، فضلًا عن جائزة هومبولت للبحوث، وجائزة إيرل ك. بلايلر، وجائزة إدوارد ستيرن لإنجازات العمر. كما حصل على منح متقدمة من المجلس الأوروبي للبحوث، ويُعد عضوًا وزميلًا في عدد كبير من الأكاديميات والجمعيات العلمية الدولية، بينها الأكاديمية العالمية للعلوم والجمعية الفيزيائية الأمريكية والجمعية الملكية للكيمياء.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
