اسعار واسواق

«قنبلة كيماوية».. ترامب يدرج الفنتانيل ضمن «أسلحة الدمار الشامل»


أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصنيف مادة الفنتانيل المخدّرة «سلاح دمار شامل»، ضمن حملته ضد كارتيلات المخدرات بأمريكا اللاتينية.

وتعكس الخطوة التصنيف انتقال الإدارة الأمريكية من مقاربة أمنية تقليدية إلى اعتبار تجارة المخدرات تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.

  • الفنتانيل وفول الصويا وأوكرانيا.. أبرز نتائج اجتماع ترامب وشي
  • تايوان و«الفنتانيل».. هل تفتح ستوكهولم الطريق أمام بكين وواشنطن؟

وخلال توقيعه أمرًا تنفيذيًا في البيت الأبيض، قال ترامب إن الفنتانيل «ليس مجرد مخدّر، بل قنبلة كيميائية تقتل بصمت»، مشيرًا إلى أن هذه المادة تتسبب في وفاة ما بين 200 و300 ألف شخص سنويًا داخل الولايات المتحدة، وفق تقديرات إدارته.

الأمر التنفيذي شدد على أن الفنتانيل «أقرب إلى سلاح كيميائي منه إلى مادة مخدّرة»، محذرًا من أن تصنيعه وتوزيعه لا يغذيان الجريمة المنظمة فحسب، بل «يؤجّجان الفوضى ويقوّضان الأمن القومي الأمريكي، داخل البلاد وعلى حدودها».

ما هو الفنتانيل؟

الفنتانيل مادة أفيونية صناعية شديدة الخطورة، تُستخدم طبيًا بجرعات دقيقة جدًا لتسكين الآلام الحادة، لكنها تُعد أقوى من المورفين بنحو 50 مرة ومن الهيروين بحوالي 100 مرة. ويكفي جزء ضئيل جدًا منها للتسبب في جرعة زائدة قاتلة.

وخارج الإطار الطبي، يُصنَّع الفنتانيل بشكل غير قانوني ويُهرَّب إلى الولايات المتحدة عبر شبكات إجرامية عابرة للحدود، حيث يُخلط غالبًا مع مخدرات أخرى مثل الهيروين أو الكوكايين دون علم المتعاطين، ما يرفع معدلات الوفاة بشكل حاد.

وتعتبر السلطات الأمريكية الفنتانيل أحد أخطر أسباب أزمة المخدرات الحالية، إذ يقف وراء عشرات الآلاف من الوفيات سنويًا، ويُنظر إليه باعتباره تهديدًا صحيًا وأمنيًا يتجاوز كونه مجرد مادة مخدّرة.

حرب مفتوحة

ويفتح إدراج الفنتانيل ضمن أسلحة الدمار الشامل يفتح الباب أمام استخدام أدوات أمنية وعسكرية أشد قسوة، في إطار ما تصفه إدارة ترامب بحربها على «إرهابيي المخدرات»، وهي تسمية تعكس تغيرًا لافتًا في الخطاب الرسمي الأمريكي.

وفي هذا السياق، كثفت واشنطن عملياتها العسكرية ضد شبكات التهريب في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك استهداف زوارق تقول إنها تُستخدم لنقل المخدرات، وهي حملة أسفرت عن مقتل نحو 90 شخصًا منذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.

ويؤكد ترامب أن تدمير أكثر من 20 زورقًا «أنقذ عشرات الآلاف من الأرواح الأمريكية»، معتبرًا أن كل ضربة تمثل «عملية وقائية» في حرب داخلية على الموت القادم من الخارج.

الكاريبي وفنزويلا في قلب المواجهة

بالتوازي مع العمليات، عززت الولايات المتحدة حضورها العسكري في البحر الكاريبي، عبر نشر أكبر حاملة طائرات في العالم وعدد من السفن الحربية، إضافة إلى طلعات جوية لطائرات عسكرية أمريكية قرب السواحل الفنزويلية.

ويربط ترامب هذا الانتشار بمكافحة المخدرات، متهما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بقيادة كارتيل لتهريب المخدرات، وهو اتهام تنفيه كراكاس بشدة، معتبرة أنه غطاء أمريكي لمحاولات تغيير النظام والسيطرة على الثروات النفطية.

وفي مؤشر على تصعيد غير مسبوق، رفعت واشنطن قيمة المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، في خطوة تعكس تداخل ملف المخدرات مع الصراع السياسي والجيوسياسي في أمريكا اللاتينية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى