اسعار واسواق

حصاد 2025.. العالم يجني ثمار دبلوماسية السلام الإماراتية


يودّع العالم عام 2025، في وقت يجني فيه ثمار مبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة العابرة للحدود والقارات لنشر الأمن والسلام في العالم.

مبادرات إماراتية يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لإسهامها في نزع فتيل أزمات عدة حول العالم، ونشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في أرجاء المعمورة، ما يتوجها بحق عاصمة للسلام.

دبلوماسية سلام إماراتية أعاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في كلمة له مطلع الشهر الجاري بمناسبة عيد الاتحاد الـ54، التأكيد على تمسك الإمارات بها، قائلا: “ستظل دولة الإمارات داعمة لكل ما يحقق السلام والاستقرار والتعاون في العالم، وتسوية النزاعات الإقليمية والدولية عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.. حيث تؤمن بأن هذا هو الطريق لتحقيق تطلعات الشعوب نحو التنمية والازدهار”.

دبلوماسية كانت محل إشادة دائمة من قادة ومنظمات إقليمية ودولية، تقديرًا لدور الإمارات وقيادتها الداعم للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ومع ختام عام 2025، ترصد “العين الإخبارية” أبرز مبادرات الإمارات الداعمة لنشر السلام حول العالم، والتي تؤكد أنها لطالما كانت صوت سلام يتردد في كل مكان، ولطالما صدح هذا الصوت في مواقف كانت دائمًا موضع تأييد إقليمي ودولي.

أذربيجان وأرمينيا

يودّع العالم عام 2025 وسط تقدير متنامٍ لدور الإمارات في رعاية قمة أذرية – أرمينية في أبوظبي يوم 10 يوليو/تموز الماضي، قادت إلى إنهاء خلاف دام 4 عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما باتفاق سلام تاريخي برعاية أمريكية في 9 أغسطس/آب الماضي.

قمة استبقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بلقاءين مع إلهام علييف، رئيس أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، كلٌّ على حدة، وجه خلالهما رسائل مهمة أسهمت في تهيئة الأجواء للقاء ووضع قواعد ومبادئ تؤسس لسلام مستدام بين البلدين.

الأزمة الأوكرانية

جاء هذا الإنجاز فيما تتواصل جهود دولة الإمارات بتوجيهات ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإنهاء الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي تُوّج بنجاحها في إبرام 7 وساطات إماراتية لتبادل الأسرى خلال عام 2025، تم بموجبها إطلاق 2108 أسرى، وهو رقم يقارب عدد الأسرى الذين نجحت الإمارات في إطلاقهم خلال عام 2024 عبر 10 وساطات تم خلالها إطلاق 2484، ليصل العدد الإجمالي في العامين إلى 4592 عبر 17 وساطة، وهو رقم كبير يجسد إنجازًا دبلوماسيًا وإنسانيًا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدًا متواصلاً بين طرفيها.

وساطات أبقت نافذة أمل لإنهاء تلك الأزمة دبلوماسيًا، ومهدت الأرضية لبدء جهود أمريكية —ما زالت متواصلة— للدفع بحل الأزمة سياسيًا.

جهود دبلوماسية قوبلت بتقدير وإشادة دولية، ولا سيما من طرفي الأزمة، حيث وجّه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أكثر من مرة على مدار عام 2025 على وساطات وجهود بلاده لحل الأزمة.

غزة.. إشادة أمريكية

ومن أوكرانيا إلى فلسطين، حيث نجحت مساعي دولة الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة بالتوصل إلى اتفاق هدنة شاملة برعاية أمريكية في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وجاء الاتفاق في إطار تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي بادرت الإمارات بدعمها باعتبارها خطوة نحو إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع مسار السلام الشامل.

أهداف دأبت دولة الإمارات على العمل لتحقيقها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم.

وقد وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدى إعلانه الخطة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، شكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تقديرًا لدوره في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

كما أشاد مجددًا خلال توقيع الاتفاق في شرم الشيخ في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بجهوده في التوصل إلى وقف الحرب في غزة، واصفًا إياه بأنه “قائد عظيم قام بجهد رائع ونقدّر هذا الأمر للغاية”.

السودان.. دعم دولي

أيضًا يودّع العالم عام 2025 فيما تتواصل جهود الإمارات حاليًا للدفع بحل سياسي للأزمة في السودان.

ويومًا تلو يوم يتزايد الدعم الدولي لرؤية دولة الإمارات ومجموعة الرباعية الدولية التي تضم الإمارات والسعودية ومصر وأمريكا، لإنهاء أزمة السودان، وفق خريطة طريق تقود لتحقيق سلام في البلد الأفريقي.

وضمن أحدث تلك المواقف، أعلن البرلمان الأوروبي يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إدانته الشديدة للعنف الذي يرتكبه طرفا حرب السودان، مرحبًا بمبادرة المجموعة الرباعية لإنهاء الصراع.

وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، رحب البيان الختامي للقمة الخليجية في البحرين بجهود الرباعية الدولية.

كما رحب قادة دول الخليج بالبيان الصادر عن اجتماع اللجنة الرباعية في 12 سبتمبر/أيلول الماضي بشأن استعادة السلم والأمن في السودان.

وشكّل البيان المشترك للرباعية حول السودان الصادر في 12 سبتمبر/أيلول الماضي خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، إذ قدم تشخيصًا دقيقًا لطبيعتها ورسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة.

وعلى مدار عام 2025، وجهت الإمارات أكثر من نداء عبر أكثر من مسؤول لوقف إطلاق النار فورًا وبغير شروط لإنهاء الحرب الأهلية في السودان.

تأتي تلك الجهود ضمن حراك دبلوماسي وإنساني عابر للحدود والقارات انطلق منذ بداية الأزمة في أبريل/نيسان 2023، وتواصل على مدار 32 شهرًا دعمًا لأي حل سياسي سلمي في السودان.

وجنبا إلى جنب مع حراكها الدبلوماسي لحل الأزمة، يتواصل حراكها الإنساني للتخفيف من تداعياتها.

ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قدمت دولة الإمارات 784 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية، مما يجعلها ثاني أكبر مانح للسودان بعد الولايات المتحدة منذ بدء النزاع، وأكبر مانح لعام 2025.

أفريقيا.. دعم متواصل للسلام

وتقديرًا لدورها المتنامي في نشر السلام والتسامح في العالم، جاءت دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدولة الإمارات، للمشاركة في الاجتماع الرفيع المستوى الذي عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، وجمع قيادتي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بهدف استكمال التوقيع على اتفاق السلام بين البلدين.

ووقّع الرئيس الأمريكي ونظيره الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، اتفاقًا للسلام في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يستهدف إنهاء إحدى أطول الحروب في أفريقيا.

جاء التوقيع بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، وذلك بعد نحو شهر من مشاركته في “مؤتمر دعم السلام والازدهار في منطقة البحيرات العظمى” في باريس.

وأعلنت الإمارات خلال مؤتمر باريس عن تقديم 10 ملايين دولار لدعم الجهود والمبادرات الإنسانية المشتركة الهادفة إلى تلبية احتياجات المتضررين في شرق الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين ووكالات الأمم المتحدة، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.

الهند وباكستان

أيضًا على صعيد جهودها للعمل على تخفيف حدة التوترات حول العالم، أكدت دولة الإمارات أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلاف ووقف التصعيد العسكري الذي وقع في مايو/أيار الماضي بين الهند وباكستان، داعية كلا البلدين إلى ضبط النفس والتهدئة، وتفادي المزيد من التصعيد الذي قد يهدد السلم الإقليمي والدولي.

وشددت الإمارات خلال اتصالات مع كلا البلدين على ضرورة ترسيخ الاستقرار في منطقة جنوب آسيا وتجنيب المنطقة عوامل التوتر، مؤكدة أن الدبلوماسية والحوار هما الوسيلة المثلى للتوصل إلى حلول سلمية للأزمات.

ورحبت الإمارات في 10 مايو/أيار الماضي بإعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وأشادت بحكمة البلدين في هذا الصدد وبما يعود بالنفع على شعبيهما وعموم شعوب منطقة جنوب آسيا.

إيران وإسرائيل

أيضًا قاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، جهودًا مكثفة لاحتواء آثار الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران الذي بدأ في 13 يونيو/حزيران الماضي، والعمل على وقفه حفاظًا على أمن واستقرار المنطقة.

وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالات هاتفية مكثفة مع عدد من قادة الدول العربية والأجنبية للتباحث في تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران على الأمن والاستقرار الإقليميين، ودعم جهود خفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية.

وأعرب خلال اتصال هاتفي مع الدكتور مسعود بزشكيان، رئيس إيران، عن تضامن دولة الإمارات مع إيران وشعبها خلال تلك الظروف.

وانضمت دولة الإمارات إلى البيان الصادر عن عدد من الدول العربية والإسلامية، والذي أكد رفض وإدانة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، وكذلك أي ممارسات تمثل خرقًا للقانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حسن الجوار وتسوية النزاعات بالسبل السلمية.

وأكد البيان أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، كما دعا إلى العودة لمسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني.

وفي 24 يونيو/حزيران الماضي، رحبت دولة الإمارات بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران ودولة إسرائيل، معربة عن أملها في أن يشكّل هذا التطور خطوة نحو خفض التصعيد وتهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي.

دعم قطر.. أقوى رد فعل دولي

أيضًا سارعت دولة الإمارات للإعلان عن تضامنها ووقوفها إلى جانب دولة قطر إثر الهجوم الإيراني الذي استهدف في 23 يونيو/حزيران الماضي قاعدة العديد في الأراضي القطرية.

وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالًا هاتفيًا مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، أعرب خلاله عن إدانة دولة الإمارات للهجوم على قطر ، مؤكدًا دعم الإمارات جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وأمنها وسلامة شعبها.

كما لا تنسى قطر والدول الخليجية والعربية موقف الإمارات التاريخي المساند لها في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي عليها في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، والذي يعد أقوى رد فعل دولي مساند لقطر، وكان أبرز محاوره:

-زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قطر بوصفه أول زعيم في العالم يصل الدوحة بعد الهجوم، في زيارة تحمل رسائل ودلالات مهمة وتجسد معاني التضامن والدعم والأخوة بين البلدين.

-قيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بجولة خليجية شملت قطر والبحرين (10 سبتمبر/أيلول الماضي) وسلطنة عمان (11 سبتمبر/أيلول الماضي)، أجرى خلالها محادثات مع قادتها تصدّرتها إدانة الهجوم الإسرائيلي على قطر، والإعراب عن التضامن معها، والتأكيد على دعم الإمارات لها.

-استدعاء نائب السفير الإسرائيلي وإبلاغه إدانة دولة الإمارات للهجوم السافر والتصريحات العدوانية ضد قطر.

-مشاركة الإمارات في اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الهجوم، وجه خلاله الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، كلمة تضمنت رسائل قوية دعمًا لقطر وإدانة للهجوم الإسرائيلي.

-إصدار وزارة الخارجية الإماراتية سلسلة بيانات أدانت الاعتداء الإسرائيلي بأشد العبارات.

-مشاركة دولة الإمارات في القمتين الخليجية الاستثنائية والعربية الإسلامية الطارئة (15 سبتمبر/أيلول الماضي) لبحث الهجوم على قطر، حيث شارك في القمتين نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الإمارات ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس ديوان الرئاسة.

وتضمّنت كلمة دولة الإمارات في القمة العربية الإسلامية الطارئة رسائل قوية حاسمة حملت دعمًا لقطر وتضامنًا تامًا معها، مشددة على أن “دولة قطر الشقيقة لا تقف وحدها”.

ودقت الإمارات ناقوس الخطر محذّرة المجتمع الدولي بأسره من تداعيات استمرار إسرائيل في “نهجها العدواني”.

كما آثرت الإمارات في خطابها رسم خارطة الطريق “لردع إسرائيل وإحلال السلام”، جوهرها التمسك بمركزية القانون الدولي واحترام سيادة الدول، إضافة إلى “مزيد من التنسيق والتعاون” بين الدول العربية والإسلامية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى