أمريكا و«الناتو».. «مشروع انسحاب» جمهوري

العلاقات عبر الأطلسي تواجه أزمات متلاحقة وهو ما يلقي بظلاله على حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وبحسب مجلة “نيوزويك” الأمريكية، فإنه في خضم التوترات بين أمريكا والاتحاد الأوروبي، قدم النائب الجمهوري توماس ماسي مشروع قانون شاركت في رعايته النائبة الجمهورية آنا بولينا ويدعو إلى “إخراج الولايات المتحدة” من حلف الناتو الذي قادته واشنطن منذ تأسيسه عام 1949.
“من مخلفات الحرب الباردة”
وفي بيان صدر الثلاثاء الماضي، قال ماسي “الناتو من مخلفات الحرب الباردة”، مشيرا إلى أنه تم تأسيس الحلف لمواجهة الاتحاد السوفياتي الذي انهار قبل عقود.
وأضاف أن مشاركة الولايات المتحدة في الحلف كلفت دافعي الضرائب تريليونات الدولارات، ولا تزال تُعرض البلاد لخطر التورط في حروب خارجية.
وأوضح أن مشروع قانون مماثل قدّمه السيناتور الجمهوري مايك لي في مجلس الشيوخ الأمريكي، مشددا على أنه لا ينبغي أن تكون واشنطن “غطاء الأمن العالمي، لا سيما عندما ترفض الدول الغنية دفع تكاليف دفاعها”.
وقال ماسي إنه في حال إقرار مشروع القانون، سيتعين على الرئيس إخطار الناتو رسميًا بانسحاب الولايات المتحدة بموجب المادة 13 من معاهدة شمال الأطلسي.
وهي الخطوة التي ستمنع استخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في الميزانيات المشتركة للناتو، بما في ذلك ميزانيته المدنية والعسكرية وبرنامج الاستثمار الأمني.
وأضاف “يجب أن ننسحب من الناتو ونستخدم تلك الأموال للدفاع عن بلدنا، لا عن الدول الاشتراكية”.
دعم جمهوري
وفي منشور على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، كتب ماسي “جورج واشنطن عارض حلف الناتو”، حيث اقتبس من خطاب وداع الرئيس الأول عام 1796 الذي قال فيه “لماذا نتخلى عن وطننا لنقف على أرض أجنبية؟”.
من جانبها، كتبت النائبة الجمهورية آنا بولينا لونا “أشارك في رعاية هذا المشروع”.
ويأتي مشروع قانون ماسي في الوقت الذي يقول فيه المشرعون الجمهوريون إن الغرض الأصلي لحلف الناتو خلال الحرب الباردة لم يعد متوافقًا مع مصالح الأمن القومي الأمريكي.
ورغم أن التشريع لا يزال في مراحله الأولى ولا توجد أي مؤشرات على دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له، إلا أنه يأتي وسط جدل حول دور واشنطن المستقبلي في الحلف.
كما يأتي في ظل انتقادات ترامب المتكررة للأعضاء الأوروبيين في الناتو لعدم إنفاقهم ما يكفي على الدفاع، حيث قال إن عليهم دفع ما لا يقل عن 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع وبالفعل زادت دول مثل ألمانيا وبولندا إنفاقها العسكري بشكل كبير.
انتقادات
والأسبوع الماضي، أصدرت الولايات المتحدة استراتيجية للأمن القومي انتقدت أوروبا، وأشارت إلى أن أمن القارة سيكون أقل أولوية بالنسبة لواشنطن، حتى في مواجهة التهديد الذي تشكله روسيا.
ومع ذلك، يواجه مشروع قانون ماسي العديد من العقبات، خاصة بين زملائه الجمهوريين، الذين ضغطوا مؤخرًا من أجل تعزيز مشاركة الولايات المتحدة في الحلف.
ففي الشهر الماضي، قدّم السيناتور الديمقراطي مايكل بينيت والسيناتور الجمهورية جوني إرنست مشروع قانون لإنشاء نظام دفاع جوي متكامل لمواجهة التوغلات الروسية مع حلفاء الناتو.
وفي غضون ذلك، يواجه ماسي معركة سياسية قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 بسبب معارضته لسياسات إدارة ترامب.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




