اسعار واسواق

قوة أوروبا وروسيا في الميزان.. معادلات عسكرية ومالية


تحذيرات متكررة في أوروبا من احتمالية نشوب مواجهة عسكرية مع موسكو قبل نهاية العقد الحالي، تضع الطرفين على كفتي الميزان عسكريا.

في هذا السياق، قدم المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، دراسة تحليلية تقارن القدرات العسكرية بين أوروبا وروسيا، لتسليط الضوء على نقاط القوة والضعف لدى الطرفين.

ووفق إيلي تينينباوم، مؤلف الدراسة، فإن أوروبا تتفوق على روسيا بلا منازع.

وأوضح: “نظرنا في تقريرنا إلى قدرات التدريب وإدارة العمليات واسعة النطاق، ومن هذا المنظور، لدى الأوروبيين تفوق واضح في المجالين الجوي والبحري مقارنة بروسيا”.

وتساءل: “هل يمكن استغلال هذه الميزة بشكل فعال مع توفر الذخائر والكوادر المناسبة؟”، مضيفاً:” اليوم هذا متاح، لكن هناك توتر على مستوى الطيارين، ولا توجد استراتيجية واضحة للاستفادة الكاملة من هذه القوة”.

وأضاف: “على سبيل المثال، التفوق البحري الأوروبي لا يستغل بالكامل، فالروس، عبر أسطولهم الظلي لنقل النفط، يمرون أمام البحريات الأوروبية التي تُطبق القانون الدولي، من دون أي تدخل. وهذا يظهر أن الاستراتيجيات العامة لم تركز بعد على استغلال هذه الميزة”.

ثغرات القدرات الأوروبية

ورغم التفوق التكنولوجي، تواجه القوات الأوروبية ثغرات في قوة النيران والقدرات التمكينية، إذ قال تينينباوم: “هناك ضعف في القدرة على الضربات بعيدة المدى، سواء برًا أو جوًا، بما في ذلك الصواريخ جو-جو أو جو-أرض”.

وفي المجال البحري، عدد أنظمة الإطلاق على السفن أقل مما هو موجود في أماكن أخرى بالعالم. كما أن بعض القدرات الأساسية مثل القيادة والتحكم والاستخبارات العميقة ما زالت تعتمد على الدعم الأمريكي، مما يعني أن أوروبا لوحدها قد تواجه صعوبة في بعض السيناريوهات، وفق الدراسة.

لكن الدراسة ذكرت مقارنة رقمية بين حلف شمال الأطلسي (الدول الأوروبية جزء منه) وروسيا، فيما يتعلق بالعتاد، دون أن تذكر مقارنة بين أوروبا وروسيا. 

ويملك الناتو 22,377 طائرة مقابل 4,957 طائرة لدى روسيا، و1,143 سفينة حربية مقارنة بـ 419 سفينة روسية، إضافة إلى 11,495 دبابة قتال رئيسية مقابل 5,750 دبابة في الترسانة الروسية. 

ميزة روسية

الأكثر من ذلك، تملك روسيا نقطة قوة كبيرة، تتمثل في العدد الهائل لقواتها البرية، حيث يسعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى بناء جيش يبلغ 1.5 مليون جندي، أي ضعف عدد الجنود الأوروبيين.

تينينباوم قال في هذه النقطة: “هناك تفوق بسيط للروس على الورق، خصوصًا في القوات البرية. روسيا يمكنها تعبئة معظم قواتها، بينما القوات الأوروبية موزعة بين نحو 30 دولة، وبعضها قد لا يشارك في أي نزاع. بالتالي، العدد الفعلي للجنود الأوروبيين القادرين على التعبئة يقل عن 700 ألف”.

مفتاح الردع

ولتحقيق ردع فعّال، تحتاج أوروبا إلى وحدة وتماسك كاملين، وفقًا للدراسة، لأن أي انقسام قد يضعف بنيتها الدفاعية.

وأوضح تينينباوم: “أوروبا تمتلك الموارد الاقتصادية، والخبرة العسكرية، والقدرات التكنولوجية لمواجهة روسيا، شرط وجود الإرادة السياسية والتماسك”.

وأضاف:” إذا اتحد جميع الأوروبيين، بما في ذلك على دعم أوكرانيا، تصبح روسيا مهددة بالردع الفعال، أما الانقسام، فقد يؤدي إلى صعوبات كبيرة، مثل توقف تمرير الإمدادات العسكرية من غرب إلى شرق أوروبا”.

وبصفة عامة، تخصص أوروبا 400 مليار يورو سنويًا للدفاع، مقابل 150 مليارًا لروسيا.

ومع ذلك، عند معادلة القدرة الشرائية، تتقارب الميزانيات الروسية والأوروبية، ما يجعل التوازن العسكري يعتمد بشكل كبير على الالتزام السياسي والاستراتيجية الموحدة أكثر من الأرقام المالية وحدها.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى