تجاهل التاريخ بدوائر صنع القرار.. هل يتجه العالم لحرب عالمية؟

يشهد العهد الحالي تراجعا بدور التاريخ، إذ تعمل القوى العظمى على صياغة سياساتها، وتتجاهل التجارب التاريخية أو تسيء استخدامها.
وبعد 3 أجيال من الحرب العالمية الثانية، يبدو أن دروس الكساد الكبير، والحرب الباردة، وتوحيد أوروبا، قد تلاشت من ذاكرة صانعي القرارK مما يفاقم من خطر تكرار الحكومات الغربية للأخطاء نفسها، وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي.
وعلى مدى قرون، دأبت الحكومات على نسيان دروس الماضي أو الانتقاء من بينها.
كما أدى قصور الفهم والثقافة التاريخية إلى الاستهانة بقومية الآخرين، وهو عامل رئيسي في فشل السياسات الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
ففي فيتنام، تجاهلت الولايات المتحدة حقيقة أن الشعبين الفيتناميين الشمالي والجنوبي، على الرغم من انقسامهما، كان لهما وطن مشترك.
تجاهل القومية الفيتنامية ومضاعفة التركيز على نظرية “الدومينو” المناهضة للشيوعية، فسر تجاهل واشنطن لتحذيرات جهات خارجية في آسيا من قصف هانوي وإخضاعها.
وبالمثل، في العراق، أدت الافتراضات الخاطئة بأن العراقيين سيرحبون بالمحتلين الأمريكيين كمحررين، إلى نتائج كارثية لإدارة الرئيس الأسبق جورج بوش التي عانت من ثقة مفرطة بنفسها.
على النقيض، وفي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، جاء نظام “بريتون وودز” الذي كان الأساس لمنظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة والأمم المتحدة، وحلف شمال الأطلسي، وتحالفات الولايات المتحدة في آسيا، ليساهم في تحقيق 80 عامًا من السلام والازدهار غير المسبوقين.
وكان النظام مصمما لإضفاء طابع مؤسسي على التجارة المفتوحة نسبيًا، والاستقرار المالي، والأمن الجماعي، مما أدى في العقود التالية إلى نهوض أوروبا، والنمور الآسيوية، والصين من رمادها.
ورغم بعض العيوب، تجنبت القوى العظمى خلال الثمانين عامًا التي تلت ذلك، حربًا عالمية أخرى.
واليوم، قد يؤدي تجاهل صانعي السياسات لدروس التاريخ إلى نتائج خطيرة. ففي حين يرى العديد من صناع القرار الأمريكيين في توسع الصين تكرارًا لصعود ألمانيا النازية، إلا أنهم يغفلون عن أن التنافس الأمريكي الصيني المتنامي يشبه التنافس الأنجلو-ألماني قبل الحرب العالمية الأولى.
وكما هو الحال اليوم، لا يرغب أي من الجانبين في الحرب، لكن الشك المتبادل منع صناع القرار من إيجاد سبيل للتعايش أو المصالحة.
وأشارت المؤرخة الكندية للحرب العالمية الأولى مارغريت ماكميلان، إلى أن السلام الطويل الذي أعقب نهاية الحروب النابليونية خدع صناع القرار قبل الحرب العالمية الأولى وجعلهم يعتقدون أن اندلاع حرب كبرى طويلة الأمد يعد أمرا مستحيلا.
واعتبرت، أن عوامل مثل فترة طويلة السلام منذ الحرب العالمية الثانية، إلى جانب العولمة وإنشاء الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات متعددة الأطراف، لها تأثير مماثل على صانعي السياسات اليوم، إذ يستبعدون احتمال الحرب.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه إحساس أكثر حدة بإمكانية نشوب حرب كبرى ومخاطرها النووية، لذا يتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”المقامرة بالحرب العالمية الثالثة”، ويشير إلى أن إدارته “تعمل على خطة لنزع السلاح النووي”.
لكنه حتى الآن لم يتخذ الخطوات اللازمة للتخفيف من مناهضة الصين أو إبطاء سباق التسلح النووي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




