اسعار واسواق

اليوان الصيني يصعد 4% في 2025.. أقوى أداء منذ 5 سنوات


يسجل اليوان الصيني مسارا صاعدا لافتا هذا العام، مقتربا من تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ 5 سنوات، بعد أن ارتفعت قيمته بنحو 4% أمام الدولار خلال 2025.

ووسط اهتمام الأسواق المالية التقليدية بهذا الصعود، تبدو تداعياته على أسواق العملات المشفّرة أكثر تعقيداً، خصوصاً في ظل تشديد بكين قبضتها التنظيمية على القطاع.

ووفقاً لتقرير نشره موقع “بلومبرغ”، تستمد العملة الصينية دعمها من عدة عوامل، أبرزها التثبيت اليومي المرن الذي يعتمده بنك الشعب الصيني، إلى جانب تدفقات جديدة إلى سوق الأسهم المحلية، فضلاً عن تراجع مؤشر الدولار بنحو 7% خلال العام.

وقد عززت مؤسسات مالية دولية هذا الاتجاه، إذ توقّعت عدد من المصارف الاستثمارية استمرار صعود اليوان، مرجّحة أن يلامس سعره مستوى 6.85 يوان للدولار خلال العام.

لكن على عكس ما يتوقعه البعض، فإن قوة اليوان ليست بالضرورة نبأً ساراً لمستثمري العملات المشفّرة. ففي السنوات الماضية، مثل ضعف اليوان—كما حدث في فترتي 2018 و2019—محركاً رئيسياً لزيادة الإقبال الصيني على البيتكوين باعتباره ملاذاً يحمي من انخفاض قيمة العملة المحلية.

أما اليوم، فإن تحسّن سعر الصرف يقلل من دوافع خروج رؤوس الأموال ويحدّ من شهية المستثمرين الصينيين للأصول المقومة بالدولار، ومنها العملات الرقمية.

وفي سياق يزيد الضغط على المستثمرين في الأصول المشفّرة، عاد بنك الشعب الصيني الأسبوع الماضي ليؤكد موقفه الصارم تجاه القطاع.

وخلال اجتماع تنسيقي للهيئات التنظيمية يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني، حذّر البنك من عودة مظاهر المضاربة في العملات الرقمية، لافتاً إلى أنها تمثل تحديات جديدة على صعيد إدارة المخاطر. وأعاد التذكير بأن الأنشطة المتعلقة بالعملات الافتراضية لا تزال تُعد «أنشطة مالية غير قانونية» داخل البلاد.

ولم تقتصر التحذيرات على العملات المشفّرة التقليدية، إذ عبّر البنك المركزي عن مخاوف خاصة بشأن العملات المستقرة (Stablecoins)، مشيراً إلى عدم التزام عدد منها بقواعد التعرّف على العملاء وإجراءات مكافحة غسل الأموال. وحذّر من أن هذه العملات قد تُستخدم كقنوات لتمرير الأموال عبر الحدود أو للتحايل على القيود المفروضة على رأس المال، ما يشي بأن بكين تنظر إليها كتهديد محتمل حتى مع تحسّن موقع اليوان في أسواق الصرف.

ورغم هذه التطورات المحلية، لا تزال البيئة الاقتصادية العالمية توفر عوامل دعم قوية للأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفّرة.

فالتراجع الواسع في قيمة الدولار، واقتراب الاحتياطي الفيدرالي من بدء دورة خفض أسعار الفائدة، إضافة إلى تحسن المزاج العام في الأسواق العالمية، كلها عوامل تعزز شهية المستثمرين وتزيد من تدفقات السيولة إلى الأصول الرقمية.

وتتزامن موجة الصعود الأخيرة للبيتكوين مع قوة اليوان، ما يشير إلى أن العامل المحرك قد لا يتعلق بالصين وحدها، بل بالسيولة العالمية الواسعة التي تدفع باتجاه أسواق المخاطر على اتساعها.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى