اسعار واسواق

«حرب الأسلاك الخفية».. مُسيرات الألياف الضوئية تربك الجبهة الأوكرانية


لمواجهة عمليات التشويش، أصبحت مسيرات كابلات الألياف الضوئية، جزءًا لا يتجزأ من العمليات القتالية على الجبهة الأوكرانية وهو ما أدى إلى انتشار الكابلات في كل مكان، وتحول ساحة المعركة إلى شبكة معقدة من الأسلاك.

وجاء الاستخدام المتزايد لمسيرات الألياف الضوئية كرد فعل على الحرب الإلكترونية واسعة النطاق إلا أن انتشار الكابلات دفع الجنود للتحرك بحذر أكبر وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.

وقال جندي أوكراني للموقع “ترى الشبكات الصغيرة، ولا تعرف أبدًا هل هي مسيرة تعمل بالألياف الضوئية؟ أم أنها جزء من فخ” في إشارة إلى الألغام والفخاخ التي شكلت تهديدات خطيرة في هذه الحرب.

وفي بداية الحرب، اعتمدت روسيا وأوكرانيا على المسيرات الصغيرة رباعية المراوح التي غالبا ما كانت تحمل رؤوسًا حربية متفجرة وتعتمد على اتصالات الترددات الراديوية لكن سرعان ما اكتشف الجانبان كيفية استخدام تشويش الإشارات لإيقافها.

وردًا على ذلك، بدأت روسيا وأوكرانيا في تطوير مسيرات تعمل بالألياف الضوئية، تتصل بمشغليها من خلال بكرات من الكابلات الطويلة والرفيعة التي حافظت على اتصال ثابت، وجعلت المسيرات مقاومة لأساليب الحرب الإلكترونية التقليدية.

وتعد كابلات الألياف الضوئية، التي توفر لهذه المسيرات أهم مزاياها، أكبر نقاط ضعفها أيضًا، إذ يُمكن أن تتشابك في البيئة المحيطة وتؤدي إلى توقفها المفاجئ وحتى لو لم تتشابك، تبقى الكابلات مغطاة في ساحة المعركة بعد استخدامها.

وقال الجندي الأوكراني في فوج “الرينجرز الرابع”، وهي وحدة عمليات خاصة أوكرانية مُصممة على غرار نظيراتها في الجيش الأمريكي، إنه “من الشائع جدًا رؤية كابلات الألياف الضوئية في كل مكان نظرًا لتزايد استخدام هذه المسيرات، وكثيرًا ما تعلق الكابلات في الأشجار والحقول.”

وفي وقت سابق، نشر “فوج الرينجرز الرابع” لقطات قتالية تظهر عددا من الجنود وهم يتجنبون بأعجوبة غارة روسية بمسيرة من الألياف الضوئية وقال أحدهم “كانت الكابلات في كل مكان”.

وتُظهر لقطات فيديو أخرى من ساحة المعركة كيف تتقاطع كابلات الألياف الضوئية كشبكات العنكبوت، وأحيانًا لا يمكن رؤيتها إلا في ضوء الشمس المباشر أو عند النظر إليها من زاوية معينة.

وأوضح الجندي الأوكراني أن هذه الكابلات تسبب إزعاجًا خاصًا خلال المهام الليلية، عندما لا يستطيع عناصر القوات الخاصة استخدام الكثير من الضوء ووصفها بأنها “مشكلة تكتيكية”.

وقال “لا يستطيع الجنود دائمًا التمييز فورًا ما إذا كان كابل ألياف ضوئية غير ضار أم شيئًا أكثر خطورة، مثل فخ.. هذا يُجبرهم على التفكير مليًا فيما إذا كان عليهم الاتصال بمهندس، أو تدمير الشبكة بالمتفجرات، أو التوقف، أو المضي قدمًا”.

وأضاف أن ذلك قد يبطئ المهمة وأشار إلى أن القلق يزداد كلما اقتربت القوات الخاصة من خطوط المواجهة، أو إذا كانت تعمل سرًا في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية.

وتوسّعت أوكرانيا وروسيا في إنتاج مسيرات الألياف الضوئية خلال العام الماضي، ويتسابق الجانبان لتطوير أنواع جديدة منها قادرة على التحليق لمسافات أبعد عبر خطوط المواجهة فعلى سبيل المثال، بدأت روسيا في استخدام مسيرة مزودة بالألياف الضوئية بمدى 50 كيلومترًا وهو ما يتجاوز المسافة التي تقطعها معظم الأنواع المعروفة الذي يتراوح عادة بين 10 و25 كيلومترًا.

وفي أوكرانيا، أصبحت المسيرات المزودة بالألياف الضوئية تهديدًا كبيرًا لطرق الإمداد الحيوية، لدرجة أن الجنود غطوا الطرق بشبكات لحماية المركبات من الهجمات، على الرغم من أن ذلك لا يضمن سلامتهم دائمًا.

وتعمل صناعة الدفاع الأوكرانية على تطوير تدابير مضادة جديدة للدفاع ضد هذه المسيرات وقد لفتت هذه الابتكارات انتباه قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي استعانت بالدروس المستفادة من الحرب لتوجيه تخطيطها العسكري.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى