عيد الاتحاد يبث الفرح بغزة.. الإمارات تنسج مبادرات ملمهة بخيوط التاريخ

آثرت دولة الإمارات وهي تحتفل بمرور 54 عاما على تأسيس الاتحاد، أن تخلد هذه الذكرى التاريخية في وجدان أهل غزة، عبر مبادرات إنسانية استثنائية.
ومن وحي الذكرى الـ54، أطلقت دولة الإمارات مبادرة “ثوب الفرح” لتنظيم عرس جماعي لـ (54) عريساً من مختلف محافظات قطاع غزة.
أما تاريخ تأسيس الاتحاد 1971، فكان حاضرا في تنظيم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي فعالية وطنية إنسانية بمناسبة عيد الاتحاد الـ54، تضمنت إعداد “1971 “طرداً إغاثياً موجهاً إلى غزة، في مبادرة رمزية تجسّد عام تأسيس دولة الإمارات، وتعكس قيم العطاء والانتماء، وسط أجواء احتفالية عبّرت عن روح المناسبة الوطنية.
وإلى جانب تلك الأرقام، التي تحمل رمزية تاريخية وإنسانية في تلك المناسبة، تواصل دولة الإمارات ريادتها الإنسانية في دعم غزة بتقديم مساعدات بلغت أكثر من 9.4 مليار درهم خلال عامي الأزمة، شكّلت أكثر من 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن.
وتحتفل دولة الإمارات، الثلاثاء، بعيد الاتحاد الـ54، الذي يصادف تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
وتحلّ المناسبة فيما تتواصل مبادرات الإمارات الإنسانية لدعم غزة.
ثوب الفرح
بمناسبة عيد الاتحاد (54)، تنظم عملية “الفارس الشهم (3) عرس جماعي في حفل يحمل اسم”ثوب الفرح” لـ(54) عريساً من مختلف محافظات قطاع غزة، لإدخال الفرحة إلى قلوب الغزيين بعد شهور كانت مليئة بالحزن والألم.
جرى اختيار العرسان عبر قرعة شارك فيها 577 عريسًا من مختلف محافظات قطاع غزة.
وبمناسبة عيد الاتحاد أيضا، أهدت عملية الفارس الشهم 3 جميع العرسان الذين شاركوا في القرعة وعددهم 577، خيامًا وطرودًا إغاثية، دعمًا لصمودهم ومساندةً لهم في بداية حياتهم الجديدة.
وقدم عرسان غزة التهنئة للإمارات بمناسبة عيد الاتحاد، معبرين عن شكرهم لوطن الإنسانية في دعم غزة المتواصل.
“1971” طرداً إغاثياً
أيضا نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قبل أيام فعالية وطنية إنسانية بمناسبة عيد الاتحاد الـ54، تضمنت إعداد”1971 “طرداً إغاثياً موجهاً إلى غزة، في مبادرة رمزية تجسّد عام تأسيس دولة الإمارات، وتعكس قيم العطاء والانتماء، وسط أجواء احتفالية عبّرت عن روح المناسبة الوطنية.
وقال الدكتور حمدان بن مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في تصريحات صحفية إن مبادرات الهلال الأحمر في عيد الاتحاد الـ54 تنطلق من رؤية دولة الإمارات التي جعلت الإنسان وكرامته محور سياستها، وهي رؤية تتجلى بوضوح في برامج الهيئة، لا سيما مبادرة تعبئة الطرود الغذائية الموجهة لغزة بعدد 1971 طرداً، باعتبارها تجسيداً عملياً لربط العمل الإنساني بروح الاتحاد وقيم التأسيس.
وبين أن تخصيص هذا العدد يرسّخ أن العمل الإنساني جزء أصيل من الهوية الإماراتية منذ اليوم الأول للاتحاد، إذ تُترجم كل سنة من عمر الدولة بعمل خيري يصل إلى من يحتاجه حول العالم، ليغدو الاحتفال بعيد الاتحاد، عبر هذه المبادرة، أكثر من مجرد مناسبة وطنية، بل موقفاً أخلاقياً وإنسانياً يعكس التزام دولة الإمارات بدعم الشعوب المتضررة.
وأشار المزروعي إلى أن دولة الإمارات استحقت عن جدارة لقب “وطن الإنسانية”، مؤكداً أن الهلال الأحمر يرسخ هذا اللقب عبر مبادراته، خاصة وأن الإمارات تعد أكبر مانح مساعدات إنسانية في العالم قياساً بدخلها القومي، ما يعكس أن العطاء هوية وطنية راسخة.
وأضاف أن الهلال الأحمر لا يقدم نفسه كهيئة إنسانية تطوعية فقط، بل كصوتٍ وطني يعكس فلسفة الدولة وقيادتها في خدمة الإنسان بلا تمييز ولا حدود.

ريادة إنسانية
ويتزامن احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد مع مرور نحو عامين على إطلاق عملية “الفارس الشهم 3” كبرى العمليات الإغاثية الإماراتية لإغاثة أهل غزة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وتحل تلك المناسبة في وقت تكثف فيه عملية “الفارس الشهم 3” دعمها الإنساني لأهل غزة، منذ التوصل لوقف إطلاق نار 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتعزيز صمود المدنيين وتخفيف معاناتهم، وتوفير مقومات الحياة الكريمة في ظل التحديات القائمة
وقبل نحو أسبوع، تم الإعلان عن تسيير دولة الإمارات وضمن عملية “الفارس الشهم 3″، أكثر من 8,700 شاحنة نقل بري، حملت ما يزيد على 1,600,000 طرد من المساعدات المتنوعة، ضمن أكثر من 250 قافلة مخصصة لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق منذ بداية العملية.
وخلال هذه المسيرة، تتابعت القوافل بمختلف الأنواع والأحجام والحمولات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة والمستمرة للأشقاء في قطاع غزة، بما يشمل المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية والصحية وغيرها من المستلزمات الأساسية، مؤكدة بذلك التزام الإمارات الثابت بدعم غزة وتعزيز استقرارها.
وضمت القوافل المتتابعة طروداً غذائية وطبية وإيوائية وصحية، إلى جانب طرود مخصصة لكسوة الشتاء، وطرود خاصة بالمرأة والطفل، بما يعكس حرص العملية على تلبية احتياجات مختلف الفئات المتضررة في قطاع غزة.
كما شملت المساعدات 33 سيارة إسعاف، وخيماً طبية، و36 صهريجاً، ومخابز ميدانية، إضافة إلى مواد ومستلزمات لدعم مشاريع المياه والبنية التحتية في القطاع، بما يعزز القدرة على الصمود ويخفف من حدة المعاناة الإنسانية.
ويشرف على تجهيز وإرسال هذه القوافل فريق المساعدات الإنسانية الإماراتية من خلال المركز اللوجستي للمساعدات الإنسانية في مدينة العريش، حيث يتولى الفريق عمليات الاستقبال والتخزين وإعادة التعبئة والتجهيز، لضمان سرعة وكفاءة إيصال المساعدات إلى القطاع بالتنسيق مع الجهات المعنية.
جاء هذا الإعلان، بعد نحو شهر من تسيير عملية “الفارس الشهم 3” أكبر قافلة صهاريج مياه إلى شمال قطاع غزة في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع تنفيذها إخلاء طبيا عاجلا لـ57 مريضا من قطاع غزة، برفقة ذويهم، ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لعلاج 1000 من الجرحى الفلسطينيين و1000 من المصابين بأمراض السرطان.
أيضا ضمن جهودها البارزة لدعم القطاع، افتتحت الإمارات في 29 أغسطس/آب 2025 أضخم مشروع مياه في قطاع غزة، لتأمين مياه محلاة لعشرات آلاف الأسر التي تعاني من أزمة عطش خانقة.
ويمتد خط المياه الإماراتي بطول 7.5 كيلومتر بإنتاجية تصل إلى نحو مليوني غالون يوميًا، ويخدم أكثر من 600 ألف شخص.
مبادرات تتواصل ودعم يستمر، تؤكد من خلاله دولة الإمارات إنها كما كانت حاضرةً بمبادراتها الإنسانية والإغاثية على مدار عامَي الحرب التي انطلقت 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي ساهمت في تخفيف وجع وألم ومعاناة أهل غزة، فإنها ستكون حاضرةً دائمًا لدعم أهل غزة في المرحلة المقبلة.
وقدمت الإمارات لغزة منذ اندلاع الأزمة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مساعدات بأكثر من 9.4 مليار درهم شملت نقل أكثر من 100 ألف طن إمدادات وإجلاء 3000 مصاب.
وشكّلت تلك المساعدات أكثر من 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




