نهاية درامية لصراع طويل.. القلب الاصطناعي الفرنسي يعود للحياة

صادقت العدالة أخيراً على خطة إعادة هيكلة شركة “كارماه”، المصنع الشهير للقلب الاصطناعي الكامل، فاتحةً الباب أمام “ولادة جديدة” لهذا المشروع الطبي الثوري الذي كاد يختفي بسبب الأزمات المالية.
أعلنت المحكمة التجارية في فرساي قبولها العرض الوحيد المقدم لإعادة إطلاق شركة كارماه، التي كانت قد وُضعت في حالة إعادة هيكلة قضائية منذ مطلع يوليو.
وقد جاء العرض من رئيس مجلس الإدارة، بيار باستيد، الذي تقدّم بخطة تسمح بنقل أصول الشركة إلى كيان جديد يحمل اسم Carmat SAS، بحسب صحيفة “لوفيجارو”الفرنسية.
وجاء في قرار المحكمة أنها “تقر العرض الوحيد المقدم، وتصدر حكماً يقضي بـ”نقل شركة كارماه لصالح شركة كارماه ساس، التي ستواصل النشاط.
لكن هذه العودة لم تأت بلا ثمن، إذ تنصّ الخطة على تسريح 39 موظفاً من أصل 127 لأسباب اقتصادية، فيما سيُحتفظ بـ88 موظفاً فقط.
شركة على حافة الانهيار تعود إلى الساحة
كانت كارماه، المتخصصة في تصنيع قلوب اصطناعية لمرضى فشل القلب النهائي — مهددة فعلياً بالاختفاء منذ وضعها تحت الحماية القضائية في يوليو الماضي.
وتعود بداية الأزمة إلى أغسطس حين تقدم باستيد لأول مرة بعرض إنقاذ للشركة، لكنه قوبل بالرفض في سبتمبر لعدم تمكنه من جمع التمويل اللازم في الوقت المحدد لتنفيذ خطة الإنقاذ.
وفي منتصف أكتوبر، منح القضاة مهلة إضافية خلال فترة إعادة الهيكلة، وكان باستيد، الذي يمتلك 17% من الشركة، لوحيد الذي تقدم بعرض جديد، هذه المرة بالشراكة مع عائلة ليغريستي عبر شركتها Santé Holding، أحد المساهمين التاريخيين.
خطة إنقاذ تعتمد على شراء الأصول وتأسيس كيان جديد
وتتضمن الخطة الجديدة شراء أصول الشركة بالكامل ثم إنشاء كيان خاص جديد تحت اسم Carmat SAS، بتمويل متساوٍ بين الشريكين، المرتبطين باتفاق أسهم مشترك.
وتجدر الإشارة إلى أن اسم كارماه يجمع بين اسم مخترع القلب الاصطناعي، البروفيسور ألان كاربانتييه، الجراح الفرنسي الشهير، واسم شركة Matra Defense التي ساهمت في تطوير المشروع.
وتعد كارماه واحدة من الشركات القليلة في العالم القادرة على تصنيع قلب اصطناعي كامل.
القلب الاصطناعي يستعد لمرحلة جديدة بعد ثلاثين عاماً من التطوير
منذ ثلاثة عقود تعمل كارماه على تطوير قلب اصطناعي مستقل، موجّه لمرضى القصور القلبي في مراحله النهائية.
غير أن نقص التمويل كان على وشك إغراق المشروع، لولا خطة إعادة الهيكلة التي أنقذته في اللحظات الأخيرة، رغم الخسارة المؤلمة لـ39 موظفاً.
وبذلك ينتهي فصل من القلق والاضطرابات المالية، وتبدأ الشركة مرحلة جديدة قد تعيد لها مكانتها كمبتكر عالمي في تقنيات القلب الاصطناعي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




