اسعار واسواق

خطة سلام معدّلة.. كوشنر وويتكوف يتحركان لحسم مفاوضات أوكرانيا


في تطوّر لافت لمسار المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يستعد جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للمشاركة إلى جانب المبعوث الخاص ستيف وويتكوف في اجتماع مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الثلاثاء.

ويأتي التحرك الأمريكي الجديد وسط حديث من البيت الأبيض عن “تفاؤل كبير” بشأن إمكانية التوصل إلى اختراق سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات، بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية.

وأصبح كوشنر وويتكوف فعلياً أبرز المفاوضين الأمريكيين في الملف الأوكراني، فيما جرى تهميش وزير الخارجية ماركو روبيو، المعروف بموقفه الأكثر ميلاً لدعم كييف.

وكان روبيو قد لعب دوراً محورياً في إعادة صياغة خطة سلام تضم 28 بنداً، وُضعت خلال محادثات سرية في ميامي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمشاركة وويتكوف وكوشنر وكيريل ديمترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي.

لكن روبيو سيغيب عن الزيارة المرتقبة إلى موسكو، تاركاً لكوشنر وويتكوف مهمة نقل العرض الأوكراني المضاد إلى الكرملين في مرحلة تعتبر الأدق منذ بدء المفاوضات.

وأكدت المتحدثة باسم ترامب، كارولين ليفيت، مساء الإثنين، أن الإدارة الأمريكية تشعر بـ“تفاؤل كبير”، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب وفريقه يعملون “بكل طاقتهم” لإنهاء الحرب.

وأشارت إلى أن المفاوضين حققوا “تقدماً جيداً” خلال لقائهم الوفد الأوكراني في فلوريدا الأحد الماضي، قبل أن يتوجه وويتكوف إلى موسكو لمواصلة الجهود الدبلوماسية.

وكانت الخطة الأصلية، المكوّنة من 28 نقطة، قد أثارت انتقادات واسعة، إذ اعتُبرت متساهلة مع موسكو لكونها تتضمن تنازلات إقليمية من الجانب الأوكراني، إضافة إلى تحديد سقف القوات المسلحة الأوكرانية بـ600 ألف جندي.

غير أن إعادة التفاوض أدت إلى صياغة مسودة جديدة من 19 بنداً، وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس بأنها “أفضل من الخطة الأولى”، مع إقراره بأن مسألة الأراضي تبقى “الأكثر تعقيداً”.

ويبدو أن كوشنر يلعب دوراً دبلوماسياً متزايدا رغم خروجه من الإدارة الرسمية، إذ لعب دورا كبيرا في تسهيل اتفاق غزة الأخير، كما أن له سوابق في التعامل مع مسؤولين روس، بينها لقاء جمعه برئيس بنك التنمية الروسي سيرغي غوركوف بعد انتخابات 2016، وهو لقاء أكد كوشنر وقتها أنه لم يتضمن أي نقاشات ذات طابع تجاري.

وفي المقابل، لا يبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي استعداد لتقديم تنازلات كبيرة في المرحلة الحالية، مكرراً أن الحرب لن تتوقف إلا بانسحاب أوكرانيا من جميع المناطق التي أعلنت موسكو ضمّها – وهي خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك – إضافة إلى القرم.

وأجرى زيلينسكي خلال وجوده في باريس اتصالاً هاتفياً مع ويتكوف، شارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني سير كير ستارمر، لمراجعة مستجدات الخطة الجديدة.

كما عقد ويتكوف اجتماعاً إضافياً مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف، الذي تحدث عن “تقدم كبير” في محادثات فلوريدا، مع التأكيد أن الخطة لا تزال بحاجة إلى “صياغة أكثر دقة”.

وقال عمروف على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي إن الجانب الأوكراني يقدّر “النهج البنّاء وروح الشراكة” لدى المفاوضين الأمريكيين، مؤكداً اتفاق الطرفين على مواصلة التنسيق المكثّف في المرحلة المقبلة، التي يُتوقع أن تكون حاسمة في رسم ملامح التسوية المنتظرة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى