«القطار الرئاسي».. درع فولاذي حمى قادة أمريكا قبل «إير فورس1»

قبل ظهور الطائرة الرئاسية الشهيرة إير فورس وان، كانت رحلات رؤساء الولايات المتحدة عبر البلاد تتم على متن عربة قطار بعرض 10 أقدام، أعيد تصميمها خصيصًا لتصبح وسيلة آمنة ومريحة للرئيس.
وبحسب تقرير لموقع بيزنس إنسايدر، أعادت شركة بولمان بناء العربة في عام 1942 لتلبية طلب جهاز الخدمة السرية الأمريكي، وأطلق عليها اسم “فرناندو ماجلان” أو “US Car No. 1″، لتصبح وسيلة النقل الرسمية للرئيس بين عامي 1943 و1954.
وتمتاز العربة بمواصفات أمنية مشددة ومساحات واسعة لتناسب الرئيس فرانكلين روزفلت خلال الحرب العالمية الثانية، لتصبح أثقل عربة قطار تم بناؤها في الولايات المتحدة، واليوم هي العربة الوحيدة للركاب التي تعد موقعًا تاريخيًا وطنيًا.
أتاحت العربة للرئيس ممارسة مهامه براحة تامة أثناء التنقل، وغالبًا ما كانت تسافر مرفقة بعربات أخرى مخصصة للاتصالات الإذاعية وموظفي البيت الأبيض وأعضاء الصحافة، لضمان استمرار العمل الرئاسي دون انقطاع.
تم تقديم العربة للرئيس روزفلت في ديسمبر/كانون الأول 1942، واستخدمها بشكل متكرر في رحلاته بين واشنطن ومنزله في هايد بارك، بولاية نيويورك.
وكان يشترط ألا تتجاوز سرعة العربة 35 ميلاً في الساعة، لضمان أمانه، ما جعل الرحلات أقل سرعة لكن أكثر أمانًا. وكانت آخر مرة استخدم فيها روزفلت العربة في 30 مارس/آذار 1945، قبل أسابيع قليلة من وفاته، ليقطع خلالها أكثر من 50000 ميل.
اكتسبت العربة شهرة واسعة خلال حملة هاري ترومان الانتخابية عام 1948، المعروفة بجولات “الصفارة”، إذ استخدمها الرئيس بكثافة وسافر بسرعة تصل إلى 80 ميلاً في الساعة، وألقى 356 خطابًا من منصة العربة، ما حولها إلى أداة مهمة للتواصل المباشر مع الشعب الأمريكي.
ومع وصول الرئيس دوايت أيزنهاور إلى السلطة، بدأ الاعتماد على الطائرات في السفر، واستخدمت العربة للمرة الأخيرة في عام 1954، فيما أعيد استخدامها لاحقًا من قبل رونالد ريغان في جولة تذكارية بولاية أوهايو عام 1984.
واليوم، تقبع العربة في متحف غولد كوست للسكك الحديدية في ميامي بولاية فلوريدا، بعد أن استحوذ عليها المتحف عام 1959
تتميز العربة بطول 84 قدمًا وعرض 10 أقدام وارتفاع 15 قدمًا، ومغطاة بدرع فولاذي ونيكلي بسُمك نصف بوصة، وزجاج مضاد للرصاص بسُمك 3 بوصات، ما جعلها أثقل عربة قطار أمريكية على الإطلاق، إذ بلغ وزنها 285,000 رطل بعد إعادة تصميمها، أي أكثر بكثير من دبابات الحرب الحديثة.
وتمت إزالة اسم “فرناندو ماجلان” عن جوانب العربة لإخفاء وجود الرئيس، كما أضيفت فتحتا هروب وبروتوكولات أمنية صارمة، بما في ذلك منع مرور أي قطار أمام أو خلف العربة لمدة 30 دقيقة على الأقل.

ويضم القطار مطبخًا مجهزًا بالكامل لإعداد وجبات الرئيس وضيوفه، ومساكن للموظفين تشمل غرف نوم للشيف والبواب. كما يحتوي على غرفة طعام واجتماعات بمائدة من خشب الماهوغاني بطول 6 أقدام، إضافة إلى أدوات فاخرة خاصة بالرئيس، بما فيها طقم صيني مطلي بشعار الرئاسة.
كما تضم العربة جناحًا رئاسيًا مجهزًا لاستيعاب كرسي روزفلت المتحرك، ويحتوي على سرير كامل الحجم وخزانة وهاتف وحمام متصل مجهز بحوض استحمام ومرحاض وحوض غسيل، مع فتحة هروب أمنية.
ويشمل القطار غرفتي ضيوف يمكن استخدامهما كمساحة لتناول الطعام أو الاجتماعات، كما يمكن تحويل الأسرة إلى مقاعد قابلة للجلوس مع طاولة قابلة للسحب.

ويضم القطار عربات أخرى تشمل: جهاز الخدمة السرية وموظفي البيت الأبيض والصحافة، بالإضافة إلى عربات اتصالات مجهزة للتحكم بالبث الإذاعي والبرقي لضمان التواصل المستمر مع الرئيس أثناء التنقل. ويصل ممر ضيق من غرف الضيوف إلى منصة المراقبة في الخلف، حيث كان الرئيس يلقي خطاباته من منصة مكشوفة، كما فعل ترومان في جولاته الانتخابية.
ورغم أن العربة لم تُستخدم كوسيلة رئيسية للسفر منذ أكثر من سبعين عامًا، فإن “فرناندو ماجلان” تظل شاهدًا حيًا على تاريخ الرئاسة الأمريكية وكيفية نقل الرسائل الرئاسية، وما زالت مرتبطة بخطوط السكك الحديدية الحالية ويمكن أن تُستخدم من قبل أي رئيس أمريكي مستقبلي، ما يجعل احتمالية جولة رئاسية حديثة على متن “US Car No. 1” أمرًا ممكنًا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




