القصة الكاملة لأزمة ملابس «شي إن» الملوثة.. اتهامات ورد رسمي

أصدرت منصة التجارة الإلكترونية الصينية “شي إن” بيانا رسميا تعقيبا على تقرير منظمة السلام الأخضر “غرينبيس”، الذي كشف عن وجود مواد كيميائية محظورة أو تتجاوز الحدود القانونية في منتجات الملابس المعروضة على منصاتها داخل السوق الأوروبية.
وأكدت الشركة في بيانها أنها سحبت فورًا المنتجات المثيرة للجدل، قائلة: “سلامتكم أولويتنا.. اتخذت شي إن إجراءات فورية بعد تقرير غرينبيس الأخير، حيث قمنا بإزالة المنتجات المذكورة من جميع منصاتنا حول العالم أثناء إجراء التحقيق. وتظهر نتائج تحقيقنا حتى الآن أن جميع المنتجات التي خضعت للاختبار مطابقة للوائح الاتحاد الأوروبي. نحن ملتزمون بالشفافية الكاملة، والمعايير الصارمة للسلامة، وحماية عملائنا في كل خطوة”.
تعليق فرنسا والإجراءات الحكومية
ويأتي بيان “شي إن” بعد أيام من إعلان فرنسا تعليق دخول الشركة إلى السوق الفرنسية، عقب فضيحة تناولتها وسائل الإعلام بشأن مبيعات دمى جنسية تشبه الأطفال.
وأوضحت وزارة المالية الفرنسية أن الحكومة بدأت يوم الأربعاء إجراءات لحظر موقع “شي إن” الإلكتروني في فرنسا “للمدة اللازمة لإثبات للسلطات أن جميع منتجاتها متوافقة نهائيًا مع القوانين واللوائح الفرنسية”.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اتهم مكتب مكافحة الاحتيال الفرنسي “شي إن” بالسماح للبائعين من جهات خارجية بترويج دمى جنسية تشبه الأطفال على منصتها الفرنسية.
وردت الشركة بالإعلان عن تعليق مبيعات جميع منتجات الجهات الخارجية في فرنسا “لضمان الامتثال الكامل للقانون الفرنسي وأعلى معايير حماية المستهلك”، موضحة أن هذا القرار اتخذته بشكل مستقل عن خطوة الحكومة بحظر موقعها.
التحذيرات البيئية والصحية
وكانت منظمة “غرينبيس” قد أصدرت تحذيرات بشأن وجود مواد كيميائية ضارة في منتجات “شي إن”، مؤكدة أن بعض الملابس تجاوزت الحدود المقررة في الاتحاد الأوروبي بدرجات كبيرة.
وأظهرت نتائج فحص 56 قطعة من الملابس احتواء 18 منها على مواد خطرة، بينها سترات تجاوزت مستويات PFAS بما يصل إلى 3300 ضعف الحد المسموح، وأربعة عشر منتجًا احتوت على فثالات متجاوزة القيود، ستة منها تجاوزت الحدود القانونية بأكثر من 100 ضعف.
وأوضحت المنظمة أن هذه المواد الكيميائية، المستخدمة لصد السوائل والبقع، ترتبط بأمراض خطيرة مثل السرطان واضطرابات الإنجاب وتأخر نمو الأطفال وضعف المناعة، ويمكن أن تدخل الجسم عبر الجلد أو استنشاق الألياف، كما تم العثور عليها في ملابس الأطفال.
وأشارت أولريكه سييمرز، مديرة معهد بريمن البيئي، إلى أن الأطفال قد يضعون الملابس في أفواههم أو يبتلعون أجزاء صغيرة منها، وأن غسل الملابس يسمح بانتقال المركبات إلى المياه والتربة وسلاسل الغذاء.
ورغم إعلان “شي إن” التزامها بقائمة المواد المحظورة وإجراء ملايين الاختبارات واستبعاد بعض الموردين، أكدت غرينبيس أن هذه الإجراءات غير كافية، مشيرة إلى استمرار رصد مواد تتجاوز الحدود القانونية وإعادة طرح منتجات مشابهة بعد سحبها.
واتهمت المنظمة الشركة باتباع نموذج إنتاجي مفرط يضر بالبيئة، معتبرة أن “شي إن” تستفيد من ثغرات تنظيمية أوروبية عبر شحن المنتجات مباشرة إلى المستهلكين، ما يتيح لها تجنب الالتزامات القانونية.
وردت الشركة بأنها ستسحب أي منتجات يثار حولها الشك، وذلك بعد تحذيرات سابقة بشأن مواد خطرة في منتجاتها ومنصات آسيوية مشابهة.
وتأتي هذه التحذيرات في سياق تشديد الاتحاد الأوروبي الرقابة على منصات التجارة الإلكترونية الآسيوية، مع مقترحات تشريعية جديدة لإجبارها على الامتثال للمعايير الصحية والبيئية وإلغاء الإعفاء الجمركي للطلبات منخفضة القيمة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




