اسعار واسواق

آلية جديدة.. هل تنجح ليبيا في وقف نزيف تهريب الوقود؟


في تحرك لافت على طريق إصلاح منظومة المحروقات وتطويق أزمة التهريب، تبحث ليبيا اعتماد آلية جديدة لتوريد الوقود وتطوير قدرات المصافي المحلية، في خطوة تقول المؤسسة الوطنية للنفط إنها تهدف لضمان انسيابية الإمدادات وكفاية السوق المحلي.

 ويرى خبراء أن وقف النزيف المستمر عبر شبكات التهريب يبقى شرطًا أساسيًا لنجاح أي استراتيجية.

آلية توريد جديدة

رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، المهندس مسعود سليمان، شارك في اجتماع موسع جمعه بالنائب العام، ورئيس ديوان المحاسبة، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، لبحث استعدادات المؤسسة لطرح مناقصة دولية تستهدف كبرى الشركات العالمية المختصة بتوريد المحروقات وبيع النفط الخام.

وأكد سليمان أن هذه الخطوة تأتي في إطار “تعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة”، مشيرًا إلى الاستعانة بمكتب استشاري عالمي لإعداد عقود التوريد وفق أحدث المعايير الدولية، بما يضمن الحصول على أفضل العروض.

وكشف عن قرب اعتماد آلية جديدة لتوريد المحروقات تضمن انسياب الكميات وتفادي أي اختناقات قد تؤدي إلى نقص الوقود في السوق المحلي، لافتًا إلى التعاقد مع مكتب KPMG لإدارة هذه العملية وتطويرها.

ملفات مالية واستكشافية

الاجتماع الذي استضافه ديوان المحاسبة بطرابلس ناقش أيضًا ميزانية قطاع النفط والإيرادات وسداد قيمة المحروقات.

كما أعادت المؤسسة التذكير بخططها لتطوير المصافي المحلية بهدف تغطية جزء كبير من احتياجات السوق وتقليل الاعتماد على التوريد الخارجي.

مكافحة التهريب

محلل أسواق المال والطاقة، علي الفارسي، يرى أن تطوير المصافي خطوة مهمة لكنها تحتاج تمويلاً ضخمًا قد يتجاوز المليار دولار لإعادة تأهيل منشآت مثل مصفاة رأس لانوف والسرير والزاوية.

وأضاف الفارسي في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية” أن ليبيا تشهد خلال الفترة الأخيرة تصاعدًا لعمليات تهريب الوقود، خصوصًا في زوارة والزاوية، مشيرًا إلى أن هذه الأنشطة تدر مليارات على عصابات مسلحة، ما يجعل مكافحة التهريب أولوية قصوى قبل أي خطة لتغطية السوق المحلي.

ويرى الفارسي أن الاستعانة بمكاتب استشارية دولية يعزز الشفافية في إدارة القطاع، مشيدًا بقيادة رئيس المؤسسة المهندس مسعود سليمان، الذي وصفه بأنه “رجل محايد ويحظى بقبول كبير داخل القطاع”.

وأشار إلى أن المؤسسة نجحت في تجنب أزمة خانقة عبر اللجوء إلى آليات مبادلة مؤقتة عندما تأخر التمويل، مؤكّدًا أن التمويل لا يزال التحدي الأكبر أمام المؤسسة الوطنية للنفط في ظل تعقيدات المشهد السياسي

خطة طموحة

تأتي هذه التحركات ضمن سياق أوسع لرفع قدرات القطاع النفطي، إذ أكد وزير النفط والغاز الليبي خليفة عبدالصادق، خلال مشاركته في معرض “أديبك 2025″، أن ليبيا تستهدف رفع الإنتاج إلى:

  • 1.6 مليون برميل يوميًا في 2026
  • 1.8 مليون برميل يوميًا في 2027
  • 2 مليون برميل يوميًا خلال خمس سنوات

وذلك مقارنة بإنتاج حالي يبلغ نحو 1.4 مليون برميل يوميًا.

وأوضح الوزير أن الخطة جزء من استراتيجية شاملة لزيادة الإنتاج وتنويع المنتجات النفطية، وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، بما يعزز الدور الاقتصادي للمؤسسة الوطنية للنفط.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى