قطرات أنف تهزم أخطر أورام الدماغ.. تقنية جديدة تبشر بعلاج غير جراحي

في تطور علمي واعد، نجح باحثون في ابتكار علاج غير جراحي لأحد أخطر الأورام الدماغية وأكثرها فتكا “الورم الأرومي الدبقي”.
التقنية التي طورها الفريق من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بالتعاون مع جامعة نورث وسترن، تعتمد على جسيمات نانوية مصممة بدقة يمكن إيصالها مباشرة إلى الدماغ عبر قطرات الأنف، لتفعيل استجابة مناعية قوية داخل الورم نفسه، وهو إنجاز يفتح بابا جديدا أمام علاجات تُعد أقل ألما وأكثر فعالية من الطرق الحالية، وذلك وفق الدراسة نُشرت هذا الشهر في دورية “بروسيدنجز أوف ذان ناشونال أكاديمي أوف ساينس”.
تحويل الورم البارد إلى ساخن
والورم الأرومي الدبقي يُعرف بأنه “ورم بارد”، أي أنه لا يثير استجابة مناعية طبيعية، ما يجعله مقاوما للعلاج المناعي، والتقنية الجديدة تستهدف مسارا داخل الخلايا يُعرف باسم” STING”، وهو المسار المسؤول عن تنبيه جهاز المناعة عند اكتشاف مواد غريبة مثل الحمض النووي غير الطبيعي.
والجديد أن الباحثين استخدموا هياكل نانوية فريدة تُسمى “الأحماض النووية الكروية”، وهي جزيئات تحمل شظايا من الحمض النووي تُغلف نواة صغيرة من الذهب، لتحفيز مسار “STING” داخل خلايا مناعية محددة في الدماغ، دون الحاجة لأي تدخل جراحي.
من الأنف إلى الدماغ مباشرة
وعند اختبار العلاج على الفئران، أظهر الباحثون أن القطرات الأنفية تنقل الدواء مباشرة على طول العصب الوجهي حتى الوصول إلى الدماغ، دون أن ينتشر العلاج في بقية الجسم.

نتائج تتفوق على العلاجات الحالية
وبجرعة أو جرعتين فقط، تمكن العلاج من القضاء على الأورام بالكامل في النماذج الحيوانية، محققًا نتائج أفضل من علاجات ” STING ” التقليدية، التي تتطلب تدخلًا جراحيا لحقن الدواء مباشرة داخل الورم.
ورغم النتائج المشجعة، يؤكد الباحثون أن مسار ” STING ” وحده لا يكفي للقضاء على الورم بالكامل في البشر، نظرًا لقدرة الورم على تعطيل الجهاز المناعي، والفريق يعمل الآن على دمج عدة مسارات علاجية في جسيم نانوي واحد لجعل العلاج أكثر شمولية وفعالية.
ويقول الباحث المشارك ألكسندر ستيغ: “هذا النهج يمهد الطريق لعلاجات أكثر أمانا وفعالية للورم الأرومي الدبقي ولأنواع أخرى من السرطانات المقاومة للعلاج المناعي”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




