COP30.. تحديات التمويل والطاقة والشفافية تواجه مفاوضات المناخ العالمية

بدأت إدارة البرازيل لمؤتمر الأطراف الثلاثين بأسلوب غير تقليدي، مع التركيز على معالجة القضايا الأكثر صعوبة أولا، بينما تظل بعض الملفات الكبرى غير مدرجة على جدول الأعمال الرسمي.
تتصاعد الضغوط الدولية على الدول لتقديم حلول عاجلة في التمويل، والتحول من الوقود الأحفوري، وتنفيذ خطط المناخ الوطنية، وسط تباعد واضح في مواقف الأطراف المشاركة وغياب توافق سريع.
واصل المضيفون نهجهم غير المعتاد، حيث أعلن رئيس المؤتمر رغبته في معالجة القضايا الأكثر صعوبة خلال اجتماع وزاري الأربعاء، ثم الموافقة على الاتفاق، مع السماح بمعالجة القضايا الأقل جدلية الخميس والجمعة.
سيكون هذا عكس الشكل المعتاد لمؤتمرات الأطراف، التي تبدأ بالقضايا الروتينية، بينما تشهد الساعات الأخيرة عادة مشادات كلامية بين الوزراء حول خلافات مستعصية، غالبًا في مجالات المال والمسؤولية عن خفض الانبعاثات، حتى وقت متأخر من الليل.
قد يكون الهدف تمرير “حزمة بيليم السياسية” الأربعاء، لكن على أرض الواقع، لا تزال الدول متباعدة جدًا بشأن القضايا الرئيسية، ما يجعل تحقيق هذا الهدف أمرًا صعبًا للغاية. وقد عُرفت القضايا الأربع الكبرى منذ بداية المؤتمر، حين أُخرجت من جدول الأعمال وأُدرجت في “مشاورات رئاسية” خاصة في اليوم الرسمي الأول.
وتشمل القضايا الأربع الكبرى: التمويل، والشفافية، والتجارة، والاستجابة لقصور المساهمات المحددة وطنيًا.
يُعد التمويل قضية دائمة في مؤتمرات الأطراف، وقد شعرت الدول النامية بالإحباط العام الماضي عندما وافقت الدول المتقدمة على تقديم 300 مليار دولار فقط من أصل 1.3 تريليون دولار موعودة لتمويل المناخ سنويًا بحلول 2035. وقد اقترحت بعض تجمعات الدول النامية مناقشات حول المادة 9.1 من اتفاقية باريس، التي تلزم الدول المتقدمة بدعم العالم الفقير ماليًا.

ترى الدول الغنية أن ذلك محاولة لإعادة تعريف التمويل، معتبرةً أن تقسيم الدول إلى متقدمة ونامية وفق تصنيف 1992 لم يعد مناسبًا، إذ أصبحت بعض الدول الغنية، مثل السعودية وقطر والإمارات، ذات موارد ضخمة، بينما تتمتع اقتصادات مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة بنصيب أعلى للفرد من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالدول الأوروبية.
القضايا التجارية أثارت جدلًا أيضًا، لا سيما التعريفات الجمركية الخضراء التي فرضها الاتحاد الأوروبي، ما أغضب الصين وعدة دول نامية. إذ تُفرض رسوم عبر آلية تعديل حدود الكربون على واردات السلع عالية الكربون، مثل الصلب، القادمة من ولايات قضائية ضعيفة الضوابط الكربونية. وتخشى الدول النامية من أن تُحاصر بشكل غير عادل ضمن هذا النظام، بينما يرى الاتحاد الأوروبي أن اتفاقية المناخ ليست الساحة المناسبة لتسوية خلافات التجارة.

تتعلق الشفافية بمسألة التقارير الدورية التي تقدم كل عامين إلى الأمم المتحدة وفق اتفاقية باريس، والتي توضح كيفية خفض الانبعاثات وتوظيف تمويل المناخ. ومع رفض بعض الدول الكشف عن بيانات تفصيلية، يُصبح من الصعب تقييم مدى التقدم العالمي نحو أهداف باريس دون هذه المعلومات.
أحد أبرز الملفات هو الاستجابة للمساهمات المحددة وطنيًا، وهي خطط وطنية تتعلق بخفض الانبعاثات وإظهار التدابير التمويلية. وكان من المفترض تقديم الجولة الثالثة من هذه المساهمات هذا العام، إذ تشير التقديرات إلى أنها قد ترفع حرارة العالم بنحو 2.5 درجة مئوية، بعد أن كانت الجولات السابقة في باريس وغلاسكو تشير إلى زيادات أعلى.

وتبرز التحديات في التوفيق بين هذه الخطط المحدودة وهدف اتفاقية باريس في الحد من ارتفاع الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو الهدف الذي تجاوزناه فعليًا منذ عامين، لكن يمكن الالتزام به على المدى الطويل وفق تقديرات متفائلة. وتُعتبر الاقتراحات الحالية، سواء بإرجاء المفاوضات أو مطالبة الدول بتحسين أدائها، ضعيفة وبدون ضمانات.
اضطرت البرازيل إلى الرضوخ لضغوط أكثر من 80 دولة لإدراج “الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري” ضمن جدول الأعمال. وقد صدرت مسودة “قرار موتيراو” يوم الثلاثاء، متضمنة خيارات للصياغة المحتملة لهذه القضية، فيما ستُعلن الدول الرافضة لذكر أي التزامات بالتخلص التدريجي عن مواقفها يوم الأربعاء، على أن تُعد مسودات جديدة لتحديد مسار موحد بحلول نهاية اليوم.

يشرف كوريا دو لاغو على استضافة رؤساء الوفود، ويُسهّل دبلوماسية مكوكية بين الدول المتنافسة والمجموعات الإقليمية والمصالح الخاصة في بيليم. ومن المتوقع أن يساهم وصول الرئيس لولا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تحفيز المحادثات، عبر استخدام نفوذهما لسد الخلافات وإفشال محاولات عرقلة الاتفاقات بين الأطراف.
قد تُحدث التغييرات التي أدخلتها البرازيل على صياغة المؤتمر تأثيرًا محدودًا، لكن العملية تنتهي عادةً بنفس الشكل التقليدي: اجتماع الدول في غرف مغلقة لمناقشة تفاصيل التسويات المحتملة، مع تحقيق بعض مصالحها الوطنية قصيرة الأجل ضمن إطار الصالح العام.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




