لأول مرة في التاريخ.. تعهد عالمي خلال COP30 بمكافحة التضليل المناخي

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على مؤتمر الأطراف الثلاثين اسم “شرطي الحقيقة”، مع التركيز هذا الأسبوع على سلامة المعلومات في قضية المناخ.
وأعلن الرئيس البرازيلي الأربعاء عن التزام رسمي لمكافحة التضليل المناخي، مسجلا أول خطوة من نوعها لأي دولة في هذا المجال.
ويأتي هذا الإعلان عقب إدراج سلامة المعلومات على جدول أعمال مؤتمر الأطراف للمرة الأولى، فيما وصفته شارلوت سكادن، كبيرة مستشاري سلامة المعلومات في مكتب الاتصالات العالمية للأمم المتحدة، بأنه “لحظة فارقة” خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة بيليم البرازيلية.
ويهدف الإعلان، الذي وقّعته 12 دولة حتى الآن، إلى تعزيز المعلومات الدقيقة ومكافحة إنكار تغير المناخ والهجمات على العلوم البيئية والصحافة.
وتشمل الالتزامات دعم منظومة إعلامية قوية، وضمان تكافؤ الفرص في الوصول إلى معلومات دقيقة حول قضايا المناخ، وتعزيز نزاهة المعلومات، ودفع القطاع الخاص، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى، إلى منع التضليل والإعلانات غير المسؤولة.
ومن بين الدول الموقعة: البرازيل، وكندا، وتشيلي، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، والسويد، وأوروغواي، وهولندا، وبلجيكا.
ويأتي هذا الالتزام في وقت يزداد فيه التضليل المناخي. فقد كشف تقرير حديث صادر عن “التحالف ضد التضليل المناخي” ومرصد نزاهة المعلومات عن ارتفاع بنسبة 267% في التضليل المتعلق باتفاقية باريس، والمتداول في وسائل الإعلام وعبر الإنترنت بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2025. وأشارت الدراسات إلى أن الكوارث المناخية تزيد أيضًا من انتشار المعلومات الزائفة حول المناخ.
وقبل إعلان الالتزام الرسمي، أرسلت نحو 400 منظمة وأكاديمي وقادة عالميون، رسالة مفتوحة تحث الحكومات على حماية سلامة المعلومات ومكافحة التضليل المناخي.
وفي تعليق له، قال تيمونز روبرتس، خبير التضليل المناخي بجامعة براون: “لطالما سادت حالة من ‘إنكار الإنكار’ في محادثات المناخ. قد يبدو هذا الإعلان فضفاضًا، لكنه خطوة مهمة نحو فهم القوى التي تحشد لإيقاف العمل المناخي”.
وأكدت ميليسا ليم، طبيبة الأسرة ورئيسة الجمعية الكندية للأطباء من أجل البيئة: “المعلومات المضللة حول المناخ تؤثر مباشرة على صحة الإنسان، وتعرقل المجتمعات في الخطوط الأمامية من حماية نفسها خلال حرائق الغابات والفيضانات وموجات الحر”.
وفي وقت سابق، أصدرت منظمة “كلينت إيرث” غير الربحية دراسة جديدة تكشف دور منصات التواصل الاجتماعي في تضخيم انتشار المعلومات المضللة حول المناخ، مع التحذير من أن إدراج سلامة المعلومات على جدول أعمال COP30 يجب أن يكون بمثابة “جرس إنذار” للجميع.
ويؤكد الخبراء أن هذه المبادرة تمثل أول اعتراف رسمي بأن التضليل يشكل عائقًا رئيسيًا أمام التقدم في مواجهة تغير المناخ، وهو تحذير يطال الحكومات والمؤسسات والمجتمع المدني على حد سواء.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




