اسعار واسواق

على طريقة ممداني.. ماجيار يهدد عرش أوربان في المجر


في خطوة تعكس تصاعد موجة التغيير السياسي في المجر، استقبلت قرية تابوبيتشكيه خارج بودابست السياسي الشاب بيتر ماجيار بحفاوة جماهيرية.

 الحفاوة غير مسبوقة، تبرز على ما يبدو تصدر ماجيار السريع للمشهد السياسي وتحديه القوي لرئيس الوزراء فيكتور أوربان وحزب فيديس الحاكم منذ 15 عامًا، في رحلة انتخابية قريبة الشبه من جملة المرشح الديمقراطي الشاب زهران ممداني الذي فاز الثلاثاء الماضي في انتخابات اختيار عمدة نيويورك.

ففي 16 مايو/أيار، تجمع عشرات من أنصاره في الساحة الرئيسية للقرية، حاملين الزهور وصناديق الحلويات والبالينكا المحلية، بينما لوّح آخرون من نوافذ منازلهم وحدائقهم، مرحبين بماجيار بحماس كبير. وخلال كلمته قال: “في غضون 11 شهرًا، سنعيش في بلد مختلف تمامًا، في مجر إنسانية”، لتعلو الهتافات والتصفيقات التي عكست الشعبية المتنامية للسياسي الشاب.

يأتي هذا الاستقبال ضمن مسيرة امتدت لأسبوع ونصف، قادها ماجيار سيرًا على الأقدام من بودابست إلى أوراديا برومانيا، في محاولة للتواصل المباشر مع الناخبين قبل الانتخابات البرلمانية المقررة أبريل/ نيسان 2026. ويقول ماجيار: “لا يوجد جناح يميني أو يساري، هناك فقط المجر”، في رسالة واضحة تركز على الوحدة الوطنية.

ولد ماجيار في بيئة سياسية مرموقة بالعاصمة، إذ كان جده قاضيًا في المحكمة العليا وشخصية تلفزيونية محبوبة، وعمه الأكبر كان الرئيس الثالث للمجر.

كما درس في جامعة بيتير الكاثوليكية حيث نشأت نخبة حزب فيديس الشابة، وانضم مع صديقه جيرجي غوياش إلى الحزب بعد التخرج. ورغم مشاركته في احتجاجات ضد الحزب الاشتراكي ومساعدته القانونية للمصابين، عمل لاحقًا دبلوماسيًا في بروكسل بين حكومة أوربان والاتحاد الأوروبي، بينما كانت زوجته جوديت فارغا عضوة في البرلمان الأوروبي.

عاد الزوجان إلى المجر عام 2018 مع تعيين فارغا وزيرة للعدل، بينما تقلد ماجيار مناصب قيادية حكومية، لكنه ظل غير معروف على نطاق واسع حتى انفصالهما عن الحزب في 2023 ورفضه استخدام زوجته السابقة كبش فداء. بعد ذلك، انضم إلى حزب الاحترام والحركة (تيسزا)، الذي أسسه سياسي سابق في فيديس لتوحيد الناخبين المستائين من اليمين واليسار معًا.

وفي انتخابات البرلمان الأوروبي 2024، حقق تيسزا نحو ثلث الأصوات، في حين انخفض دعم فيديس إلى 45 في المئة مقارنة بـ52 في المئة في 2019، في مؤشر بارز على تصاعد شعبية ماجيار.

وتعزز هذا التقدم في استطلاعات الرأي، حيث أظهر مركز 21 للأبحاث تقدم الحزب بسبع نقاط مئوية في أكتوبر/تشرين الأول، وجذب ماجيار نحو 170 ألف متظاهر في ذكرى الثورة المجرية 1956، متفوقًا على مسيرة أوربان في اليوم نفسه.

تعود شعبية ماجيار إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في المجر، خصوصًا أزمة غلاء المعيشة، وسط أعلى معدلات تضخم في الاتحاد الأوروبي بين 2022 و2024، وعجز حكومة فيديس عن توفير حلول ناجعة. كما وسّع ماجيار من قاعدته الانتخابية إلى المناطق الريفية والناخبين المائلين لليمين عبر حملاته الميدانية المباشرة.

يركز برنامج تيسزا على المحافظة وحماية البلاد من الهجرة غير الشرعية ودعم الأسرة، إلى جانب تنفيذ برامج اجتماعية تشمل الاستثمار في التعليم والصحة والإسكان، مع تعزيز العلاقات الأوروبية واستعادة حرية الأكاديمية والصحافة، متجنبًا القضايا المثيرة للانقسام ومتمسكًا بشعار الوحدة الوطنية.

بيتر ماجيار بين أنصاره

رغم التحديات الكبيرة ومنها هيمنة فيديس على دوائر الدولة والإعلام والقضاء، وحملات التشويه المستمرة التي تستهدف ماجيار باستخدام الاتهامات ضد زوجته السابقة، إلا أن مؤيديه يثنون على أسلوبه الصريح وظهوره القوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد ماجيار عزمه الفوز بالانتخابات بقوله: “إذا لم يكن الهدف هو الفوز بميدالية ذهبية، فلا ينبغي للمرء أن يبدأ أصلًا”، متعهدًا بتمثيل جميع المجريين وإنهاء خطاب الانقسام والكراهية الذي يروج له فيديس.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى