في يومها العالمي.. بيئة اليمن ضحية إرهاب الحوثي

فيما يحتفل العالم باليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب والصراعات المسلحة، لا تزال البيئة في اليمن ضحية لإرهاب الحوثي.
فاليوم العالمي الذي يصادف 6 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يأتي في ظل تدهور المنظومة البيئة في اليمن عقب تلوثها بأكثر من مليوني لغم أرضي.
ولا تقتصر الأضرار التي تسببها الألغام الحوثية على الخسائر البشرية فقط، إذ تحدث الألغام على الصعيد البيئي، أضراراً جسيمة على مستوى القطاع الزراعي والتربة والحياة البرية.
أضرار للنظام الإيكولوجي
وتتسبب الألغام الحوثية بأضرار للنظام الإيكولوجي بشكل لا رجعة فيه، حيث تتدهور البنية الداخلية للتربة، ما يؤثر على الإنتاجية بشكل كبير ويجعلها معرضة أكثر للتعرية، وفقا لتقارير.
وزرع الحوثيون الألغام التي تشكل أحد أخطر الأسلحة المُدمرة للبيئة في 18 محافظة تقريباً.
وبحسب آخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة المعني باليمن فإن “الخسائر المدنية الناجمة عن الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع والذخائر غير المنفجرة ما تزال مرتفعة، ومعظم المتضررين هم من النساء والأطفال” وقد أسفرت عن حدوث 51 إصابة منها 17 حالة وفاة على مدى عام مضى.
وتُعد محافظات مأرب وتعز والجوف الأكثر تضرراً، حيث أن الأجهزة المضادة للأفراد تُستخدم عادة، وإلى حد كبير، من أجل النيل من معنويات الخصوم، فيما الألغام الحوثية مصممة من أجل القتل.
وأشار إلى أن “الأجهزة المضادة للأفراد يتم وضعها داخل المناطق المدنية وبالقرب المدارس وعلى مسارات المشاة وفي المزارع، وغالباً ما تُموّه على أنها أشياء يومية معتادة (مثل الحجارة ولعب الأطفال)”.
كما تستخدم الألغام المضادة للدبابات مع خفض عتبة الضغط إلى نحو 2 كيلوغرام، وتُزرع تحسبا لهجمات مضادة من قبل قوات الحكومة المعترف بها دوليا أو لمعاقبة المجتمعات التي تقاوم حكم الحوثيين.

تهديد مصادر المياه
منذ الانقلاب الحوثي أواخر عام 2014، تسببت الاعتداءات الحوثية في أضرار جسيمة بالبيئة ومصادر الماء، في بلد يصنف أصلا منذ سنوات، كإحدى الدول المعرضة أكثر من غيرها لخطر نفاد المياه النقية بشكل كامل.
وتشير تقارير دولية إلى أن ما يزيد عن 45% من شبكات المياه والمنشآت المرتبطة بها في اليمن تعرضت لدمار كلي أو جزئي نتيجة هجمات مليشيات الحوثي وقد شمل هذا التدمير محطات الضخ، وخزانات المياه، وشبكات التوزيع، ما أدى إلى تعطيل شبه كامل للخدمات الأساسية في العديد من المناطق.
وتعد أزمة المياه في مدينة تعز المحاصرة حوثيا منذ 10 أعوام، مثال حي على استخدام مليشيات الحوثي المياه كسلاح لتطويع السكان المحليين لسطوة حكمهم.
وتعمدت مليشيات الحوثي محاصرة تعز من المياه من خلال سيطرتها على مصادر المياه المدينة، كما عملت لتدمير للآبار وتلويث إمدادات المياه.

ورغم أن التحذيرات الأممية تشير إلى أنه بحلول 2030 سيتم استنفاد أحواض المياه في اليمن، إثر الاستنزاف الجائر إلا أن مليشيات الحوثي لم تأبه بذلك وتواصل حفر الآبار العشوائية لاسيما في الحوض المائي في محافظة عمران.
وبحسب مصدر حكومي لـ”العين الإخبارية”، فإن مليشيات الحوثي تمارس عبث ممنهج بالموارد المائية، حيث وصل حفر الآبار العشوائي في المحافظات الخاضعة للانقلاب لاسيما صنعاء وعمران وذمار لعمق 1500 متر وهو ما يعرض المياه الجوفية لتجفيف ويفاقم العجز المائي فيما تتحصل المليشيات على أموال مقابل التصاريح أو جبايات تفرضها على ملاك هذه الآبار.
وبحسب السفير الألماني لدى اليمن توماس فريدريش شنايدر فإن الحرب الذي فجرها الحوثيون “في اليمن خلّفت العديد من الضحايا، وكان من بينهم البيئة، فقد دُمّرت المزارع واستُنزفت مصادر المياه”.
وأضاف “يصادف اليوم اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة، ليذكّرنا هذا اليوم بأهمية حماية الموارد المستدامة” داعيا لإحلال السلام في اليمن من أجل شعبه ومن أجل بيئته.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




