بعد فوز ممداني.. رسالة «دعم مشروط» وتحذير من ترامب

لم ينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طويلاً بعد فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك ليبعث برسالة حملت مزيجًا من الدعم
المشروط والتحذير السياسي، عاكسًا بذلك طبيعة العلاقة المتوقعة بين رجلين يقفان على طرفي النقيض أيديولوجيًا.
ففي حين يقدّم ممداني نفسه ممثلاً للجناح التقدمي والاشتراكي داخل الحزب الديمقراطي، يسعى ترامب إلى توظيف صعوده كأداة تعبئة انتخابية ضد اليسار الأمريكي، واضعًا فوزه في خانة «التهديد الاقتصادي» الذي يواجه رؤيته المحافظة لإدارة البلاد.
دعم حذر وتحذير مبكر
في خطابٍ ألقاه في ميامي بعد يوم واحد من الانتخابات، قال الرئيس ترامب: «سنساعده، ربما قليلاً. نريد لنيويورك أن تكون ناجحة».
#ترامب بعد فوز “#ممداني“: لنرَ كيف سيتصرف “الشيوعي” في #نيويورك.. سنساعده قليلاً#عينك_على_العالم pic.twitter.com/1iDFPxWYbX
— العين الإخبارية (@AlAinNews) November 6, 2025
لكن نبرة الحذر كانت واضحة. فترامب الذي لوّح قبل الانتخابات بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة في حال فوز ممداني، عاد ليؤكد في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أن على رئيس البلدية الجديد «احترام واشنطن ودعمها المالي للمدينة إذا أراد أن ينجح».
وقال ترامب: «على ممداني أن يسعى إلى إقامة علاقة جديدة مع الحكومة الاتحادية. إذا لم يتعاون، فسيخسر الكثير».
وألمح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية التواصل مع ممداني مستقبلًا، لكنه شدد على أن «الاحترام المتبادل شرط لأي دعم اتحادي لمدينة نيويورك».
ممداني يمدّ يده للحوار
في المقابل، أبدى زهران ممداني موقفًا هادئًا ومتوازنًا، مؤكدًا رغبته في فتح قنوات تواصل مع البيت الأبيض رغم الخلافات الأيديولوجية العميقة مع ترامب.
وقال خلال إحاطة صحفية في نيويورك: «البيت الأبيض لم يتواصل معي لتهنئتي بعد، لكنني ما زلت مهتمًا بإجراء محادثة مع الرئيس ترامب حول السبل التي يمكننا من خلالها العمل معًا لخدمة سكان نيويورك».
وأضاف ممداني أنه مستعد للتباحث حول كلفة المعيشة، وهي القضية التي وضعها في صلب حملته الانتخابية، مؤكدًا أن «تشخيص الأزمة لا يكفي، بل يجب تقديم حلول واقعية لمعالجتها».
ويُذكر أن ممداني، وهو مشرّع من أصل هندي وعضو في الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، خاض حملته الانتخابية على وعود بخفض الإيجارات، وجعل النقل العام مجانيًا، وتوسيع دور الحضانة المجانية، معتبرًا أن تلك السياسات «تجسّد العدالة الاجتماعية الحقيقية».
اشتباك أيديولوجي مبكر
وشكّل فوز ممداني صدمة داخل الأوساط الجمهورية، إذ يعدّ من أبرز رموز التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، وينتمي إلى «الديمقراطيين الاشتراكيين في أمريكا»، وهو جناح طالما هاجمه ترامب واعتبره «تهديدًا لقيم الاقتصاد الحر».
وقال ترامب في خطابه بميامي عقب الانتخابات: «علينا أن نختار بين الشيوعية والمنطق السليم.. خصومنا يعرضون عليكم كابوسًا اقتصاديًا، أما نحن فنحقق معجزة اقتصادية».
ممداني يختار فريقه الانتقالي
وفي أول قراراته بعد الفوز، أعلن ممداني عن لجنة انتقالية تضم 5 نساء لتولي تنسيق انتقال السلطة في بلدية نيويورك.
ومن أبرز الأسماء لينا خان، الرئيسة السابقة للجنة التجارة الفيدرالية في عهد جو بايدن، وماريا توريس-سبيرنغر التي شغلت منصب نائبة رئيس البلدية المنتهية ولايته إريك آدامز، قبل أن تستقيل بسبب قربه من ترامب.
وقال ممداني في كلمته إن «اختيار هذا الفريق يعكس التزامنا بالشفافية والتنوع، وتركيزنا على السياسات التي تضع الإنسان أولًا».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




