اسعار واسواق

70% من الفرنسيين قلقون من تمدد «الإسلام السياسي».. تحذيرات من «نفوذ ناعم» للإخوان


مخاوف تتزايد داخل المجتمع الفرنسي حيال تمدد «الإسلام السياسي” على وقع مؤشرات رأي عام لافتة أعادت إشعال الجدل حول حضور تنظيم الإخوان في المشهد الداخلي.

وكشفت دراسة حديثة أجراها معهد “أيفوب” لدراسات الرأي العام عن حالة قلق مجتمعي متنامية، يتقاطع فيها الخوف من التطرف الديني مع ازدياد الخطابات السياسية المتشددة، إذ أعرب 70% من الفرنسيين عن قلقهم من تزايد حضور الإسلام السياسي.

وأوضحت الدراسة التي أجراها معهد “أيفوب” لصالح منظمة Agir Ensemble، ونشرتها مجلة “لا ريفيو بوليتيك” الفرنسية، الأربعاء، أن 70% من الفرنسيين يعتقدون أن “الإسلام السياسي” آخذاً في التقدم داخل فرنسا.

وتأتي هذه المعطيات في وقت نشرت فيه الحكومة تحقيقًا رسميًا حول “الإخوان المسلمين والإسلام السياسي”، ما أعاد هذا الملف الحساس إلى مقدمة السجالات السياسية والإعلامية.

تحقيق حكومي

ولم يكن حضور ملف الإسلام السياسي في فرنسا بمعزل عن ذكر تنظيم الإخوان الذي تصفه عدة تقارير استخباراتية فرنسية بأنه يمتلك “شبكة ناعمة” تنتشر في الجمعيات الثقافية والدينية والتعليمية، مع تأثير غير مباشر في بعض الأوساط المحلية.

وقالت المجلة الفرنسية إن التحقيق الحكومي الذي نشر في مايو/أيار الماضي أشار إلى أن الإخوان يعتمدون استراتيجية طويلة المدى تقوم على “التمكين الاجتماعي” بدل المواجهة المباشرة، وهو ما تعتبره السلطات محاولة لبناء نفوذ موازٍ داخل المجتمع الفرنسي تحت غطاء العمل المدني.

وكشفت الدراسة أن جزءًا واسعًا من المستجوبين يربط صعود الإسلام السياسي تحديدًا بأنشطة الجماعات المرتبطة بفكر الإخوان، في حين يرى آخرون أن الخطر لا يكمن في وجود منظمات دينية، وإنما في تحول بعض هذه الشبكات إلى أدوات تعبئة سياسية داخل الجاليات المسلمة.

ووفقاً للمجلة الفرنسية فإن هذا الجدل يعزز القناعة لدى شريحة من الفرنسيين بأن معركة “مكافحة التطرف” لم تعد أمنية فقط، بل أصبحت مرتبطة بملف الهوية والاندماج والثقة بين الدولة ومواطنيها المسلمين.

وشمل الاستطلاع عينة مكونة من 1,200 شخص تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، اختيروا وفق منهجية الكوته التي تضمن التمثيل النسبي للسكان وفق الجنس والعمر والمهنة، مع تصنيف بحسب المناطق وحجم المدن.

وأجريت المقابلات عبر استبيان إلكتروني، ما يمنح نتائجها مصداقية علمية معتبرة في قياس المزاج الاجتماعي الفرنسي تجاه الإسلام السياسي والتطرف.

أحد أبرز مؤشرات الدراسة هو الشعور الحاد بتصاعد مستوى العنف، فوفق الإجابات، فإن 80% قالوا إن العنف في فرنسا ازداد خلال السنوات الأخيرة، و6% فقط يرون أنه تراجع، و14% يعتبرون أن الوضع بقي مستقرًا، وهذا الإحساس العام بالعنف يشكل أرضية خصبة لصعود مواقف أكثر تطرفا تجاه قضايا الهوية والدين وملف الإسلام السياسي، وتنظيم الإخوان في فرنسا.

ماذا تعني كلمة “تطرف” في وعي الفرنسيين؟

طرحت الدراسة سؤالًا مفتوحًا دون اقتراحات جاهزة: ماذا يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة “راديكالية”؟ والإجابات كشفت دلالة واضحة: جزء كبير من المستجوبين ربط المصطلح بفكرة التطرف والتشدد وغياب الاعتدال، ونسبة واسعة ربطته مباشرة بـالعنف والإرهاب والاعتداءات، وآخرون ربطوه بالمشهد السياسي، خاصة اليمين المتطرّف واليسار الراديكالي.

لكن العامل الأبرز هو حضور البعد الديني، إذ أشار العديد من المشاركين إلى كلمات مثل  “الإسلام السياسي”.

من يثق بهم الفرنسيون في مواجهة الإسلام السياسي في فرنسا؟

وعند سؤال المشاركين حول الشخصيات السياسية الأكثر قدرة على مواجهة “الإسلام السياسي”، جاءت النتائج لافتة.

وتصدرت زعيمة التجمع الوطني اليميني مارين لوبان نسب الثقة، رغم الجدل الدائم حول خطابها المتشدد، ثم وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان حل ثانيًا، نتيجة حضوره المتواصل في الملفات الأمنية، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سجل نسبة ثقة أقل من المتوقع، فيما جاء جان-لوك ميلانشون زعيم حزب فرنسا “الأبية” جاء في أدنى القائمة، إذ لم يحظ بثقة أكثر من 5% في هذا الملف

ورسمت الدراسة صورة مجتمع يعيش توترا داخليا متزايدا، ما بين شعور متنام بارتفاع العنف، وأرقام مرتفعة حول تمدد الإسلام السياسي في فرنسا، وتراجع الثقة في المؤسسات السياسية التقليدية ومخاوف من كون الإسلام السياسي خطرًا على قيم الجمهورية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى