عامان على «الفارس الشهم 3».. رسائل محبة فلسطينية تتوج علاقات الأخوة

“الفارس الشهم 3 .. عامان من العطاء والتميز”، “عامان من الشهامة.. عطاء مستمر”، ” بنحب الامارات”، “مساندتكم بريق أمل لنا في الحياة”.
رسائل محبة من غزة وأهلها إلى الإمارات وقيادتها وشعبها، أرسلها أهل غزة عبر لافتات رفعوها خلال احتفائهم هذه الأيام بمرور عامين على إطلاق عملية “الفارس الشهم 3” كبرى العمليات الإغاثية الإماراتية لإغاثة أهل غزة.
وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، وتحديدا في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية “الفارس الشهم 3 ” الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومن رحم تلك العملية الإنسانية الكبرى ولدت عدة مبادرات لدعم أهل غزة، نجحت عبرها الإمارات في تأمين استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة برا وبحرا وجوا.
ومع حلول الذكرى الثانية لانطلاق عملية “الفارس الشهم 3″، يستذكر أهل غزة جهود ومبادرات الإمارات الإنسانية على مدار العامين الماضيين، وسط امتنانٍ وتقديرٍ لدولة الإمارات التي تربّت دائمًا على قلوبهم، لمداواة جروحهم وتخفيف آلامهم وبثّ الأمل في نفوسهم.
مبادراتٌ لم تتوقّف على مدار الساعة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتزايدت وتيرتها بعد التوصل لوقف إطلاق النار 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتويجًا لحراك الإمارات المتواصل لدعم غزة على مختلف الأصعدة.
رسمت دولة الإمارات على مدار تلك الفترة ملحمةً إغاثيةً إنسانيةً، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكلٍ خاص، والعمل الإنساني بشكلٍ عام، في مسارٍ توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، حيث بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها منذ بدء عملية “الفارس الشهم3” في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى اليوم نحو 100 ألف طن، بتكلفة 2.57 مليار دولار
لقاء جماهيري
جهود إنسانية كانت محل امتنان وتقدير من أهل غزة ، الذين آثروا الاحتفاء بتلك المناسبة بفعاليات عدة على مدار الشهر الجاري، شارك فيه أهل غزة ورجالها ونسائها وأطفالها وشبابها.
وثمن ماهر مزهر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية “الفارس الشهم 3″، داعيًا إلى مواصلة الدعم الإماراتي لغزة، حيث تزداد حاجة النازحين في فصل الشتاء.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الحيّة سيذكرون على الدوام جهود الإمارات العربية المتحدة في مساندة شعبنا وتبنّي قضيته في المحافل الدولية ومساعدته في كل ما يقربه إلى الحرية والاستقلال الوطني.
جاء هذا خلال مشاركته في لقاء جماهيري تم تنظيمه في محافظة الوسطى بقطاع غزة، الثلاثاء، تحت شعار “عامان من الشهامة.. عطاء مستمر”، أحيت خلاله عمليةُ “الفارس الشهم3 ” ذكرى مرور عامين على انطلاقتها، بحضور شخصياتٍ وكوادر سياسية وفصائل وطنية ومؤسسات المجتمع المدني والوجهاء وشيوخ العشائر.
بدوره، أشاد عماد محسن الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بدعم دولة الإمارات العربية المتحدة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وحضورها الدائم في الوعي الوطني من خلال مواقفها الراسخة لجهة دعم حقوق الشعب الفلسطيني السياسية، وجهودها في إغاثة أهالي قطاع غزة ضمن عملية الفارس الشهم (3) التي لولاها لكانت المعانة مضاعفة والألم أكبر.
مشيدا بدوره بالدعم الإماراتي، كشف الدكتور رائد حسين مدير مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بعضًا من مشاريع “عملية الفارس الشهم3” لدعم القطاع الصحي، من خلال إنشاء المستشفى الميداني الإماراتي في رفح والمستشفى العائم في مدينة العريش، وتزويد القطاع الصحي بكل ما يحتاجه من أدويةٍ ومعدّاتٍ ومستهلكاتٍ طبية، إضافة إلى إجلاء آلاف المرضى ومرافقيهم إلى المدينة الإنسانية في الإمارات كي يحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة.
وأوضح أن القطاع الصحي كان على وشك الانهيار لولا التدخل الكريم لدولة الإمارات الشقيقة ممثلة في عملية الفارس الشهم 3 .
ومن القطاع الصحي إلى قطاع المياه، شرح المهندس عمر شتات نائب مدير مصلحة مياه بلديات الساحل في قطاع غزة جهود عملية الفارس الشهم (3) في تشغيل ست محطاتٍ لتحلية المياه وتمديد عدة كيلو مترات من خطوط نقل المياه العذبة لجموع النازحين، وتزويد مصلحة مياه بلديات الساحل في القطاع بعشرات الصهاريج التي نقلت المياه إلى خيام النازحين، إضافة إلى مساعدة بلديات القطاع في تأهيل الشبكات بما يضمن تزويد من بقوا في أماكن سكناهم بالمياه الصالحة للاستخدام الإنساني.
وبين أن هذا التدخل النوعي الذي نفذته دولة الإمارات أنقذ غزة من العطش، وساهم بشكلٍ رئيسيٍ في إسناد الأهالي وتثبيت وجودهم على أرضهم باعتبار أن الماء سر الحياة.
وفي ختام الفعالية، أعلن الدكتور محمد إربيّع نائب رئيس لجنة إسناد عملية الفارس الشهم (3) أن فريق الإسناد في العملية أعدّ سلسلة من المشروعات التي تعتزم العملية تنفيذها في المرحلة القادمة، وشرح الصعوبات التي واجهت فريق العمل خلال مراحل الإغاثة المختلفة، وتوقف عن محطاتٍ إنسانيةٍ متعددة شهدها الفريق أثناء أداء مبادراته، مؤكداً أن الحضور الواسع من المؤسسات والمخاتير والأهالي هو وسام شرف ودافع قوي لاستكمال العمل الإغاثي في قطاع غزة.
أيتام غزة
أيضا بمناسبة مرور عامين على إطلاق عملية “الفارس الشهم 3″، نظمت مدينة البركة لرعاية الأيتام في خان يونس بغزة احتفالية لتوجيه الشكر للإمارات وقيادتها على مبادرتها الإنسانية الرائدة “الفارس الشهم3″، بحضور ومشاركة أكثر من 500 طفل يتيم فقدوا أبويهم خلال الحرب.
ورفع الأطفال خلال الاحتفالية أعلام الإمارات، ولافتات كتبوا عليها رسائل تعبر عن امتنانهم وتقديرهم، من قبيل: “بنحب الإمارات”، و”أنتم النور وسط الظلام”، و”الفارس الشهم 3.. في القلب أنتم”، و”جرح غزة يداوي بعطائك”، و”الفارس الشهم 3.. عامان من العطاء والتميز”، “مساندتكم بريق أمل لنا في الحياة”.

رسالة وفاء
وفي لفتة عفوية، تشهدها غزة هذه الأيام، تمتلئ شوارع القطاع، بأعلام دولة الإمارات، الذي يرفعها الشبان الفلسطينيين خلال عودتهم إلى منازلهم بعد عامين من النزوح، عقب التوصل لوقف إطلاق نار 10 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي.
لفتة عفوية تعبر عن مشاعر الشكر والعرفان، في وقت تواصل فيه عملية “الفارس الشهم3” نشاطها المكثف للتخفيف من تداعيات الحرب، وتوفير المساعدات الغذائية والطبية.
وأكد شبان فلسطينيون أن أعلام الإمارات التي رفعوها هي «رسالة وفاء لشعبٍ لم يتخلَّ عن غزة»، مشيرين إلى أن المبادرات الإماراتية لم تكن مجرد دعم مادي، بل مواقف تضامنية نابعة من إنسانية خالصة تركت أثرًا طيبًا في نفوسهم

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




