اسعار واسواق

أزمة تجنيد غير مسبوقة.. الجيش الأمريكي يغازل الشباب بـ«التيك توك»


أصبحت الأساليب التقليدية لاستقطاب الشباب للعمل في الجيش الأمريكي أكثر صعوبة مع تزايد استخدامهم للإنترنت.

فرغم أن الجيش الأمريكي، يعرف بحملات تجنيد قوية مثل “كن كل ما يمكنك أن تكونه” و”جيش قوي”، لكنه يريد الآن تجربة نهج جديد من خلال السماح لنجوم مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج للحياة العسكرية، وفقا لموقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.

ولعقود، كانت مهمة البحث عن جنود جدد تقع على عاتق أشخاص يرتدون الزي الرسمي، ويزورون المدارس ومعارض التوظيف والفعاليات المجتمعية.

لكن مع تزايد اعتماد الشباب على الإنترنت ومع غرق الجيش في ركود طويل الأمد فيما يتعلق بالتجنيد، أطلق الجيش برنامجًا تجريبيًا قبل أقل من عام مع 8 جنود يحظون باهتمام واسع على منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” و”إنستغرام” و”يوتيوب”.

وفي تصريحات للموقع، تحدث العقيد كريس سالينج، المُشرف على التجارب والابتكار في إدارة المواهب في الجيش عن البرنامج قائلا “أدركنا أن هناك جيوبًا لا نستطيع دفع المال للدخول إليها”.

ويهدف البرنامج التجريبي إلى إثارة اهتمام الشباب بالتجنيد وفي حين لا يتم دفع رسوم لهؤلاء المؤثرين مقابل منشوراتهم، أنفق الجيش حوالي 22 ألف دولار على سفرهم وإقامتهم خلال فعالية بارزة في يونيو/حزيران الماضي للمساعدة في زيادة الوعي حول الذكرى الـ ٢٥٠ لتأسيس الجيش.

ويبدو أن هذه الاستراتيجية قد نجحت حيث وصلت منشورات هؤلاء المؤثرين المتعلقة بالفعالية إلى 40 مليون شخص عبر الإنترنت، وفقًا لوثائق داخلية.

ورغم تردد الجيش في تبني البرنامج بالكامل، حيث جرى وقفه بشكل مؤقت مؤخرًا لإجراء مراجعة أخلاقية، إلا أن فرقة عمل التجنيد التابعة لوزير الدفاع بيت هيغسيث تسعى إلى إيجاد “استراتيجيات مبتكرة” لتعزيز الاهتمام بالخدمة العسكرية وسط إدراك متزايد بأن الجنود الذين تحولوا إلى مؤثرين يتواصلون مع الشباب بطرق لا تستطيع الحملات التقليدية تحقيقها.

وتحظى حسابات هؤلاء المؤثرين بشعبية واسعة لدى المدنيين والجنود على حد سواء، حيث تقدم محتوى ترفيهيًا يتراوح بين محتوى عائلي صحي ومحتوى جريء.

وينشر العديد من هؤلاء الجنود منشوراتهم من منازلهم أو من صالات الألعاب الرياضية، كأي مؤثر آخر كما يظهر بعضهم بالزي العسكري، مما يزيد من أهمية الجيش من خلال ربط علامته التجارية بمحتوى غير رسمي وغالبا ما يكون الجمهور المستهدف لمؤثري الجيش هو المدنيين والجنود المبتدئين.

وقال سالينغ “إنهم أشخاص يسهل التواصل معهم، إنهم بشر وليسوا ممثلين بأجر مرتفع يتحدثون نيابةً عنا”.

ومن بين أبرز المؤثرين الثمانية في الجيش، أوستن فون ليتكمان الذي تتناول منشوراته في العادة عبثية العقوبات العسكرية أو تتفاعل مع مقاطع فيديو تُظهر سوء تقدير الناس.

وأحيانًا يكون فون ليتكمان في قاعدة فورت هود بولاية تكساس، حيث يتعاون أحيانًا مع مؤثرين آخرين مثل الرقيب أول جوني فارغاس، والرقيب أول روكسولانا سافيويك.

 وفي مقابلة، قال فون ليتكمان “أريد أن أُظهر للناس أنه ليس عليك أن تكون مثل كابتن أمريكا للانضمام إلى الجيش الأمريكي”.

وفي العديد من مقاطع الفيديو، يبدو كأي مدني عادي مسترخ في منزله، باستثناء لمحات من الفكاهة الساخرة الشائعة بين الجنود وفي مقاطع أخرى يتناول قضايا الصحة النفسية أو التحديات الثقافية داخل الجيش.

ويشتهر فون ليتكمان، وهو جندي مجند تحول إلى ضابط مبتدئ، بأسلوبه الجامد، وقد حصد أكثر من 3.5 مليون متابع عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقال إن قدرة الجيش على التواصل مع اثنين من أهم فئاته السكانية وهم المدنيين الشباب الذين قد يصبحون مجندين والجنود الصغار الذين يعمل الجيش على الاحتفاظ بهم تعد مسألة أمن قومي وهو ما يساعد فيه المؤثرين.

وأوضح أنه في الجيش اليوم، الذي يشهد حالة شبه سلمية، من المرجح أن يقضي أفراد الخدمة الشباب وقتًا أطول في إدخال البيانات، أو التعامل مع البيروقراطية، أو انتظار الأوامر بدلاً من الاندفاع نحو ساحة المعركة.

وأكد أن تسليط الضوء على هذه الإحباطات لا يقلل من قيمة الخدمة؛ بل يكشف الستار للمساعدة في وضع توقعات واقعية مشيرا إلى أن بريده غالبًا ما يمتلئ برسائل من مجندين محتملين.

وفي تصريحات لـ”بيزنس إنسايدر”، قال جندي مبتدئ، يُدعى ديلان أوغل، إنه تخلى سابقًا عن فكرة الانضمام إلى البحرية بسبب مشكلة طبية لكن مقطع فيديو من فون ليتكمان دفعه إلى المحاولة مرة أخرى مع الجيش.

وأضاف أن عددًا من منشوراته أثارت انتقادات من القادة بسبب محتواها غير اللائق لكنه اعتبر أن تلك الوقاحة والسخرية الصارخة هي التي تلقى صدى لدى الجنود والجمهور أكثر من غيرها.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى