«يوم العلم» الإماراتي.. راية السلام تحلق في فضاء التسامح

عاليا خفاقا، يحلّق علم الإمارات شاهدًا على مكانة تتعاظم، وإنجازات تتزايد، وريادة تترسخ، فيما يتحلّق الجميع حوله احتفالا بـ«يوم العلم».
وتحتفل دولة الإمارات بهذه المناسبة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، برفع علم الاتحاد عالياً خفاقاً في وقتٍ واحد فوق مقرات الوزارات والجهات الرسمية والمدارس، فيما تتوشح المباني السكنية بألوان العلم.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد دعا جميع الوزارات والمؤسسات إلى رفع العلم بشكل موحّد الساعة الحادية عشرة صباحاً.
وقال في تدوينة عبر حسابه على منصة «إكس»:
«الإخوة والأخوات.. نحتفي في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) بيوم العلم؛ يوم سنوي نجدد فيه العهد والولاء والمحبة لراية دولتنا ورمز سيادتنا وعلم اتحادنا».
وأضاف: «ندعو جميع المواطنين والمقيمين وكافة المؤسسات في الدولة إلى رفع علم الدولة يوم الإثنين 3 نوفمبر (تشرين الثاني) تمام الساعة 11 صباحاً، تعبيراً عن تلاحم الشعب والتفافه حول علمه، وتجسيداً لقيم الاتحاد والانتماء والوفاء للوطن وقيادته. دام علم الإمارات بالعز شامخاً، ودام بالمجد خفاقاً».
ويحلّ الاحتفال بيوم العلم في وقتٍ تتعاظم فيه مكانة الإمارات، وتتعزز شراكاتها، وتتزايد إنجازاتها، وتتعمّق ثقة العالم بسياساتها ودبلوماسيتها الداعمة للأمن والسلم والسلام والتسامح.
إنجازات وشراكات كان شاهدًا عليها علم دولة الإمارات، منذ أن رفعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأول مرة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971 في «دار الاتحاد» بإمارة دبي، وصولاً إلى العهد الزاهر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
نشر السلام
تحلّ المناسبة فيما تتواصل مبادرات الإمارات العابرة للحدود والقارات لنشر السلام والوئام والتسامح حول العالم.
وفي أحدث تلك الجهود، شارك الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، في مؤتمر دعم السلام والازدهار في منطقة البحيرات العظمى الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس في 30 أكتوبر/تشرين الثاني، بمشاركة عدد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، لبحث سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية والتنمية في المنطقة، ولا سيما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أعلنت الدولة خلال المؤتمر عن تعهد بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لدعم الجهود والمبادرات الإنسانية المشتركة الهادفة إلى تلبية احتياجات المتضررين في شرق الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين ووكالات الأمم المتحدة.
أزمة السودان
وفي اليوم نفسه، قدمت الإمارات خارطة دبلوماسية وإنسانية شاملة لإنهاء أزمة السودان، خلال مشاركة السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، في الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، وتناول الأوضاع في السودان في ظل التصعيد بمدينة الفاشر شمال دارفور، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها قبل أيام.
وتضمنت الخارطة محورين رئيسيين، أحدهما يتعلق بالتطورات في الفاشر، والآخر يخص الأزمة بشكل عام، بما يقود إلى “سودان آمن لكل أفراد شعبه، من دون تطرف أو إرهاب أو عنف عرقي”، مع التأكيد على أن دولة الإمارات “ستواصل دعم الجهود الإقليمية والدولية من أجل وقف إطلاق النار وإرساء السلام والاستقرار الذي يريده الشعب السوداني”.
كما أعلنت الإمارات خلال الاجتماع عن تقديم تبرع إضافي بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لدعم العمليات الإنسانية المنقذة للحياة في الفاشر، ليرتفع إجمالي مساعدات الإمارات للسودان على مدار السنوات العشر الماضية إلى أكثر من 3.6 مليار دولار.
دعم فلسطين
من السودان إلى فلسطين، واصلت دولة الإمارات تحركاتها ومساعيها الحثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما تُوّج في 10 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي بالتوصل إلى اتفاق هدنة شاملة.
وجاء الاتفاق في إطار تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي بادرت الإمارات بدعمها باعتبارها خطوة نحو إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع مسار السلام الشامل.
أهداف دأبت دولة الإمارات على العمل لتحقيقها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى اليوم. وقد وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدى إعلانه الخطة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، شكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تقديراً لدوره في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. كما أشاد مجدداً خلال توقيع الاتفاق في شرم الشيخ في 13 أكتوبر/تشرين الثاني بجهوده في التوصل إلى وقف الحرب في غزة، واصفاً إياه بأنه “قائد عظيم قام بجهد رائع ونقدّر هذا الأمر للغاية”.
ويحل يوم العلم هذا العام، فيما تتواصل جهود الإمارات لحماية الحقوق الفلسطينية والدفع بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. وفي أحدث تحركاتها بهذا الصدد، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، في قصر الشاطئ بأبوظبي في 28 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، المستجدات في منطقة الشرق الأوسط والتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد الجانبان أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة بما يتيح استمرار تقديم الدعم الإنساني الكافي والمستدام، إلى جانب تكثيف الجهود الدولية للدفع نحو مسار واضح للسلام الدائم القائم على “حل الدولتين” بما يخدم مصالح شعوب ودول المنطقة.
كما شدد الطرفان على ضرورة تعزيز المساعي الدبلوماسية والحوار كسبيل وحيد لحل الأزمات في الشرق الأوسط وأوروبا، حفاظاً على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وكانت الإمارات قد أكدت في أكثر من مناسبة أن أي ضم للأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل يُعد “خطاً أحمر”.

أذربيجان وأرمينيا
تواصل دولة الإمارات توظيف علاقاتها الدولية وحضورها الدبلوماسي الفاعل في سبيل حل الأزمات التي يشهدها العالم، انطلاقاً من ثوابت سياستها الخارجية القائمة على مبادئ العمل المشترك، وإعلاء قيمة الحوار كوسيلة للتعامل مع التحديات، بهدف الوصول إلى صيغ وحلول فاعلة تعزز جهود السلم والاستقرار.
وقبل نحو أربعة أشهر، استضافت الإمارات في 10 يوليو/تموز الماضي قمة أذرية – أرمينية، أسفرت عن إنهاء خلاف دام أربعة عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما. وجسد ذلك القمة عمق العلاقات التي تجمع الإمارات بالبلدين، والثقة الدولية المتنامية في دورها وقيادتها كوسيط داعم لتحقيق السلام في المنطقة والعالم.
كما رحّبت دولة الإمارات في 9 أغسطس/آب الماضي بإعلان جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا التوصّل إلى اتفاق سلام تاريخي برعاية أمريكية، مثمّنة هذه الخطوة التي تُعد إنجازاً دبلوماسياً مهماً يجسّد انتصار الحوار، ويكرّس مبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي.

الأزمة الأوكرانية
جاء هذا الإنجاز فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وهي الجهود التي تُوّجت بنجاحها في إبرام 17 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024، كان أحدثها في 24 أغسطس/آب الماضي، تم بموجبها إطلاق 4592 أسيراً، وهو رقم كبير يجسد إنجازاً دبلوماسياً وإنسانياً غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيداً متواصلاً بين طرفيها.
وترأست ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي والمبعوثة الخاصة لوزير الخارجية إلى أوكرانيا، وفد دولة الإمارات الرفيع الذي قام بزيارة رسمية إلى جمهورية أوكرانيا، بهدف تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والإنساني، في تجسيد للنهج الشامل الذي تتبناه دولة الإمارات لدعم استقرار أوكرانيا وتعافيها وتنميتها على المدى الطويل.
وخلال الزيارة، التقت فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، حيث نقلت إليه تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وتعكس الوساطات المتتالية التي نجحت دولة الإمارات في إبرامها أنها لم تكن مجرد وسيط محايد، بل صانعة فرص سلام، وتؤكد أن الدبلوماسية النابضة بالإنسانية قادرة على اختراق جدران الحرب.
كما تأتي هذه الوساطات في وقت تتبادل فيه روسيا وأوكرانيا الهجمات، لتبقى جهود الإمارات نافذة أمل لإنهاء الأزمة دبلوماسياً وسط أجواء مشحونة.
وتقديراً لإسهامات دولة الإمارات في دعم الشعب الأوكراني وتعاونها الإنساني البنّاء، منح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، خلال زيارة أجرتها إلى كييف في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسام الأميرة أولغا من الدرجة الأولى، أحد أرفع الأوسمة المدنية في أوكرانيا.

دبلوماسية الشراكة
تبرز المكانة الدولية لدولة الإمارات في حضورها الفاعل وقيادتها المؤثرة داخل مختلف القمم والمحافل الدولية، حيث تحرص الدول على الاستماع إلى رؤاها والاستفادة من مبادراتها لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وقبل أيام، شارك الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الذي اختتم أعماله في كوريا الجنوبية مطلع الشهر الجاري، نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتواصل الإمارات حضورها الفاعل في اجتماعات مجموعة العشرين خلال العام الجاري، بدعوة من جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة الدورة الحالية، في تأكيد جديد على تقدير المجتمع الدولي لمكانة الدولة ودورها الإقليمي والدولي المتنامي. وتُعد هذه المشاركة الرابعة على التوالي والسابعة في تاريخها، لتكون الإمارات أكثر دولة عربية دُعيت للمشاركة كضيف في قمم واجتماعات مجموعة العشرين.
كما شارك الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، نيابة عن رئيس الدولة، في القمة الافتراضية لقادة دول مجموعة “بريكس” التي افتتحها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، بينما شهد أكتوبر/تشرين الأول 2024 المشاركة الأولى للإمارات كعضو رسمي في القمة السادسة عشرة لقادة المجموعة في مدينة قازان الروسية، وهو إنجاز دبلوماسي يعكس ثقة دول العالم في الإمارات ودورها كشريك فاعل في رسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد.
وتؤكد هذه المشاركات المكانة الرفيعة التي باتت تتمتع بها دولة الإمارات، وثقلها المتزايد في المجتمع الدولي، بما يعكس حرصها على تعزيز الحوار والتعاون الدولي، ونقل خبراتها وتجاربها الرائدة، وتكريس مكانتها الاقتصادية والتجارية كشريك موثوق يربط شمال العالم بجنوبه وشرقه بغربه.
وتؤمن دولة الإمارات بأن الشراكات العالمية تمثل السبيل الأمثل لتجاوز التحديات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم، وفي مقدمتها أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والرعاية الصحية، باعتبارها الطريق إلى تحقيق السلام والأمن والرخاء والتنمية المستدامة.

8 زيارات دولة.. تقدير يتواصل
يأتي احتفال دولة الإمارات بـ”يوم العلم” بعد نحو شهرين من زيارة دولة تاريخية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنغولا، لتتوج سلسلة من زيارات الدولة التي شملت عدداً من العواصم العالمية خلال العامين الماضيين.
وتُعد زيارة أنغولا ثالث زيارة دولة يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال عام 2025، بعد زيارتيه إلى تركيا في يوليو/تموز الماضي وإيطاليا في فبراير/شباط، لترتفع بذلك حصيلة زيارات الدولة التي أجراها منذ توليه قيادة البلاد في 14 مايو/أيار 2022 إلى ثماني زيارات، وفق إحصاء لموقع “العين الإخبارية”. وهو رقم يعكس وتيرة التحرك الدبلوماسي النشط، والمكانة المتصاعدة للإمارات وقيادتها على الساحة الدولية.
وتُعد “زيارة الدولة” أرفع مستويات التواصل بين القادة في الأعراف الدبلوماسية، إذ تحظى بمراسم واستعدادات خاصة، ما يعكس حجم التقدير والمكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى نظرائه حول العالم.
وقبيل زيارات العام الجاري، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أجرى خمس زيارات دولة شملت الكويت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وكوريا الجنوبية يومي 28 و29 مايو/أيار، والصين يومي 30 و31 من الشهر نفسه، إضافة إلى زيارتي دولة سابقتين إلى فرنسا في يوليو/تموز 2022 وسلطنة عمان في سبتمبر/أيلول من العام ذاته، حيث قوبل خلال جميعها بحفاوة تجسد عمق العلاقات الثنائية والمكانة المرموقة لدولة الإمارات وقيادتها.

الأكثر أماناً في العالم
ريادة تترسخ وثقة دولية تتزايد، فيما تتوالى إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة على مختلف الأصعدة، لتجني ثمار سياساتها الحكيمة الداعمة للأمن والسلام والازدهار والاستقرار في المنطقة والعالم.
وضمن أبرز تلك الإنجازات، تصدّرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر أماناً في العالم وفقاً لمؤشر الأمان الصادر عن موقع نومبيو لمنتصف عام 2025.
وكانت الإمارات قد تصدّرت المؤشر أيضاً في وقت سابق من العام الجاري، علماً بأن التصنيف يستند إلى عدة عوامل، من بينها معدلات الجريمة، ومستوى الشعور بالأمان ليلاً ونهاراً، ونسب الجرائم العنيفة وجرائم الممتلكات.
إنجازات تتوالى تحت راية الاتحاد، وفي ظل قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لتُعزّز مكانة “دار زايد” وموقعها العربي والإقليمي والعالمي، وتؤكد أن “دبلوماسية الحكمة” الإماراتية النابضة بالإنسانية تصب في خدمة الأمن والسلام والرخاء للبشرية جمعاء.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز





