اسعار واسواق

الذهب الأخضر يلمع في تونس.. قفزة تاريخية في إنتاج زيت الزيتون


تشهد تونس موسمًا استثنائيا في إنتاج زيت الزيتون، إذ يقدر المحصول بنحو 500 ألف طن، بزيادة تبلغ 30% مقارنة بالموسم الماضي، ما مكن التونسيين من شراء احتياجاتهم بأسعار تصل إلى 12 دينارا للتر الواحد، أي ما يعادل نحو 4 دولارات فقط.

وينطلق موسم إنتاج زيت الزيتون في تونس خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، ليستمر حتى مارس/ آذار من العام التالي.

ورغم انخفاض الأسعار، دعا الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري إلى زيادة دعم زيت الزيتون المحلي بدلًا من الزيوت النباتية. وقال رئيس الاتحاد معز زغدان في تصريحات إعلامية، إن دعم زيت الزيتون التونسي من شأنه أن يخفّض الأسعار على مستوى الاستهلاك الوطني، ليكون في متناول جميع المواطنين.

وأضاف أن الأسعار العالمية تبقى رهينة العرض والطلب، مشيرًا إلى أن الدعم الموجّه للزيوت النباتية كافٍ لتوجيهه نحو زيت الزيتون التونسي لما يتمتع به من قيمة وجودة عالية. وأوضح أن المحاصيل هذا الموسم كبيرة، غير أن هاجس الفلاحين يتمحور حول أسعار البيع في ظل ارتفاع كلفة الإنتاج.

كما أكد أن قطاع الزراعة يُعدّ ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، إذ يوفّر آلاف فرص العمل ويسهم بنسبة كبيرة في الصادرات الزراعية.

من جانبها، أفادت رئيسة الغرفة الوطنية لمنتجي الزياتين نجاح السعيدي لـ”العين الإخبارية” بأن سعر بيع اللتر الواحد من زيت الزيتون سيتراوح مبدئيًا بين 12 و12.4 دينارًا، لافتة إلى أن السعر قابل للتراجع أو الارتفاع وفق المقاييس والأسعار العالمية.

واعتبرت السعيدي أن محاصيل الموسم الحالي ممتازة، إذ تتراوح بين 460 و500 ألف طن، مشيدة بتحسّن دعم الدولة للقطاع. كما دعت إلى إنشاء شركة قابضة بإشراف الدولة تُعنى بتنظيم قطاع الزيتون ومتابعة مراحل الإنتاج والتسويق، بهدف تطوير هذا المجال الحيوي الذي يدر عملة صعبة على الاقتصاد التونسي.

ويُقدّر عدد أشجار الزيتون في تونس بنحو 107 ملايين شجرة موزعة على مساحة تقارب مليوني هكتار، ما يجعلها من أكبر دول العالم من حيث المساحة المزروعة بالزيتون.

ويمثل زيت الزيتون شريانًا رئيسيًا للاقتصاد التونسي، إذ يدرّ نحو مليار دولار سنويًا، أي ما يعادل 40% من إجمالي الصادرات الغذائية، ويُصدّر إلى أكثر من 50 وجهة دولية.

وتتصدر محافظة صفاقس قائمة المناطق المنتجة بنسبة 17% من الإنتاج الوطني، تليها المهدية وسيدي بوزيد وسوسة والقيروان.

ويضم القطاع نحو 1750 معصرة و15 وحدة تكرير و14 وحدة لاستخراج زيت الثفل، إلى جانب 35 وحدة تعبئة ومعالجة. وتغطي غراسات الزيتون حوالي 2 مليون هكتار، ما يجعل تونس الثانية عالميًا بعد إسبانيا في المساحة المزروعة، وواحدة من أكبر أربع دول منتجة لزيت الزيتون.

ويمثل القطاع مصدر رزق مباشر وغير مباشر لأكثر من مليون تونسي، ويوفر نحو 34 مليون يوم عمل سنويًا، أي ما يعادل 20% من إجمالي التشغيل في القطاع الزراعي.

ووفق بيانات المرصد الوطني للفلاحة (حكومي)، بلغت عائدات صادرات تونس من زيت الزيتون بين نوفمبر 2024 وأغسطس/آب 2025 نحو 3.3 مليارات دينار تونسي (أي ما يعادل 1.1 مليار دولار) بإجمالي 252.7 ألف طن من الصادرات.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى