نجل نتنياهو يثير أزمة جديدة بعد ترشيحه لوظيفة «تعادل رتبة وزير»
جدل في الساحة السياسية الإسرائيلية مع طرح اسم نجل نتنياهو لتولي منصب رفيع، ما أثار تساؤلات حول نفوذ العائلة.
ووفق ما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، طُرح اسم يائير، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كمرشح لتولي منصب مدير دائرة الإعلام في المنظمة الصهيونية العالمية، و”هو منصب يتقاضى شاغله راتبا وامتيازات تعادل رتبة وزير في الحكومة”.
وكان من المقرر أن يصوت المؤتمر الصهيوني العام بكامل هيئته على التعيين، لكن الجلسة في قاعة “بنياني هاعوما” تم تعليقها بعد أن قوبل المقترح بموجة غضب ودهشة من المندوبين.
في أعقاب هذه الضجة، أعلن حزبا “ياش عتيد” و”الديمقراطيون” – وهما حزبان معارضان وقّعا اتفاقية لتقاسم السلطة مع كتل أخرى – سحب دعمهما للاتفاقية.
إذ لم تتضمن الوثيقة التي تحدد توزيع المناصب داخل المؤسسات الصهيونية أسماء المرشحين، وجاء إدراج اسم يائير نتنياهو بشكل مفاجئ للمشاركين، بحسب المصدر.
وبعد إعلان زعيم “يايش عتيد” يائير لابيد وعدد من قادة المعارضة انسحابهم، انتهت الجلسة دون تصويت أو توقيع نهائي، ومن المتوقع استئناف المحادثات خلال أسبوعين.
ما دور نتنياهو الأب؟
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المنظمة الصهيونية العالمية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التقى مؤخرا، بعدد من المندوبين خلال زيارة إلى نيويورك، وطلب منهم دعم ترشيح وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار لرئاسة المنظمة، وهو ترشيح أعلنه الأخير رسميا يوم الأربعاء.
وأوضح المسؤولون أن نتنياهو سعى لاستبدال الرئيس الحالي يعقوب هاغويل، وأن طرح تعيين ابنه كشف الدافع وراء هذه الخطوة.
مزايا المنصب
وفي حال الموافقة على التعيين، سيحصل يائير نتنياهو على مزايا وزير، بما في ذلك مكتب وسيارة وميزانية نشاط وراتب، مع خصم بنسبة 4%.
ورغم أن الترشيح لم يُطرح للتصويت بعد وأصبح مصيره غير مؤكد، إلا أن المنصب سيسمح له باختيار إحدى الإدارات العليا في المنظمة، مثل الأقسام المعنية بالجاليات الناطقة بالفرنسية، أو بمكافحة معاداة السامية، أو بترويج تعليم اللغة العبرية.
ردود فعل غاضبة
خارج القاعة، نظم محتجون تظاهرة رفعوا خلالها لافتات كتب عليها: “أبي، أريد مكتبا أيضا”.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو لم يكن المرشح المثير للجدل الوحيد، إذ كان من المتوقع تعيين مومو ديري، شقيق زعيم حزب شاس أرييه ديري، رئيسا مشاركا للصندوق القومي اليهودي، لمدة خمس سنوات،.
في حين يشغل نجل ديري، يانكي، منصب رئيس دائرة جمع التبرعات في المنظمة، منذ عام 2020 ، وهو منصب يعادل رتبة وزير كذلك.
أما “ياش عتيد”، فوصف المقترح بأنه “وصمة عار”، قائلا في بيان: “شعرنا بالاشمئزاز عند سماع قرار تعيين يائير نتنياهو في منصب رفيع داخل المؤسسات الصهيونية. لن نوقع على أي اتفاق من هذا النوع”.
وكتب زعيم الحزب يائير لابيد، على منصة “إكس”: “لن يحدث ذلك. نقطة”.
وقال مسؤول رفيع في الحزب: “بمجرد ذكر اسم نتنياهو، توقفت جميع المناقشات في المؤتمر الصهيوني. كان الجميع في حالة صدمة. الاتفاق بات في مهب الريح”.
وصرح مصدر معارض آخر بأن ما فعله حزب الليكود “خداع واضح”، مضيفا: “لم يصدق أحد أنهم سيستغلون الاتفاق لتأمين وظيفة ليائير نتنياهو”.
كما أدان حزب “الديمقراطيين” الخطوة، واصفا إياها بأنها “تعيين فاسد ومخز” و”خطوة أخرى في تدمير المؤسسات الوطنية الإسرائيلية”،مشيرا إلى أن نتنياهو الابن “كرّس حياته للتحريض والانقسام” و”لا يصلح لتمثيل الشعب اليهودي أو تلقي أموال عامة”.
ووفق مسؤول في إحدى المؤسسات الصهيونية، فإن رئيس الوزراء “نسّق الخطوة سرا مع زوهار”، موضحا: “على مدى شهرين، كان بيبي يعمل من أجل زوهار، بل ألغى اجتماعات قبل زيارته مع ترامب في نيويورك ليقابل ممثلي الليكود العالمي. كل ذلك من أجل تأمين وظيفة لابنه”.
وأضاف أحد المندوبين الذين حضروا الاجتماع: “عندما أعلن زوهار الترشيح، ظن الناس أنهم سمعوا خطأ. استغرق الأمر وقتا قبل أن يفهم أحد ما يحدث”.
من جهته، اتهم ميكي زوهار المعارضة بالنفاق، قائلا: “كيف يمكنهم تعيين عشرات من المقربين والأقارب في مؤسسات وطنية، ثم يحاولون منع شخص ما لمجرد أن اسمه الأخير هو نتنياهو؟”.
وأضاف “هذا اضطهاد دنيء ليائير نتنياهو، الذي لم يُرد سوى الدفاع عن إسرائيل في الخارج”.
ليست المرة الأولى
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن تعيين الأقارب في المناصب العليا بالمؤسسات الوطنية ليس أمرا جديدا في إسرائيل، فقد قام سياسيون من مختلف الاتجاهات بخطوات مشابهة عبر السنوات، بما في ذلك يانكي ديري عام 2020، وكذلك تعيينات عائلية سابقة من قبل شخصيات مثل لابيد والوزيرة السابقة تمار زاندبرغ.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
