رحلة الملياردير المتواضع.. مؤسس BYD الذي بدأ من قرية بلا كهرباء

ألقى تقرير نشرته صحيفة إلبايس الإسبانية الضوء على قصة مؤسس شركة BYD الصينية العملاقة في صناعة السيارات الكهربائية.
وذكر التقرير أن وانغ تشوانفو، المولود عام 1966 في قرية فقيرة بجنوب الصين، أصبح اليوم أغنى رجل في البلاد. نشأ وانغ في أسرة فلاحين بسيطة، وكان الأصغر بين ثمانية أبناء. وبعد وفاة والديه في سن مبكرة، تكفّل أشقاؤه بتعليمه وضحّوا كثيرًا ليمنحوه فرصة الحياة الأفضل التي غيّرت مستقبله لاحقًا.
وبفضل نبوغه، حصل وانغ على منحة لدراسة الكيمياء والفيزياء والمعادن في جامعة “سنترال ساوث” بمدينة تشانغشا، ثم نال درجة الماجستير في تكنولوجيا البطاريات من معهد بكين للمعادن غير الحديدية.
وبعد سنوات من عمله باحثًا في إحدى المؤسسات الحكومية، قرر الشاب الطموح الخروج من عباءة النظام البيروقراطي لتأسيس مشروعه الخاص. ففي عام 1995، أطلق شركة BYD في مدينة شينزن برأسمال متواضع لم يتجاوز 250 ألف يوان (نحو 30 ألف دولار)، استدانها من ابن عمه لو شيانغيانغ.
بدأت الشركة بصناعة بطاريات الهواتف المحمولة، وسرعان ما حققت نجاحًا كبيرًا بفضل قدرتها على إنتاج بدائل أرخص من المنافسين اليابانيين دون المساس بالجودة. وفي غضون خمس سنوات، أصبحت BYD من أكبر مورّدي البطاريات في العالم.
لكن وانغ لم يكتفِ بالنجاح في قطاع الإلكترونيات، فاستحوذ في عام 2003 على مصنع سيارات صغير متعثر، ليحوّل شركته من منتِج للبطاريات إلى شركة سيارات متكاملة. وبعد عامين فقط، أطلقت BYD أولى سياراتها، F3، التي أصبحت من الأكثر مبيعًا في الصين.
ورأى وانغ مبكرًا أن مستقبل النقل سيكون كهربائيًا. ففي عام 2008، قدّم أول طرازات الشركة الكهربائية والهجينة في وقت كان كثيرون يشككون في جدوى هذا التوجه. لكن رهانه كان صائبًا. فبعد عام واحد، لفتت BYD أنظار العالم عندما قرر تشارلي مانغر، شريك الملياردير الأمريكي وارن بافيت، الاستثمار في الشركة، واصفًا وانغ بأنه “مزيج من توماس إديسون وجاك ويلش”.
واستثمرت بيركشاير هاثاواي نحو 232 مليون دولار مقابل حصة بلغت 9.9% من الشركة، ما شكّل نقطة تحول كبيرة في مسيرتها، إذ تضاعفت قيمتها السوقية خمس مرات خلال عام واحد فقط.
واليوم، أصبحت BYD أكبر مصنع للسيارات الكهربائية في العالم، متجاوزة تسلا من حيث حجم المبيعات، إذ تنتج أكثر من 3 ملايين سيارة كهربائية وهجينة سنويًا وتُصدّر إلى أكثر من 60 دولة. وتُقدّر قيمتها السوقية بنحو 110 مليارات دولار، مع توسع مستمر في أوروبا من خلال خطط لإنشاء مصانع في المجر وتركيا وموقع محتمل في إسبانيا.
أما وانغ، الذي تُقدّر ثروته بنحو 24 مليار دولار، فما زال يعيش حياة بسيطة. يُعرف بتواضعه الشديد، إذ يسافر في الدرجة الاقتصادية ويحمل حقيبته بنفسه، وكان لسنوات يتناول طعامه في مطعم موظفي شركته.
وفي أحد الاجتماعات مع ممثلي “بيركشاير هاثاواي” قبل الاستثمار، أراد وانغ إثبات أمان بطارياته، فشرب أمامهم كوبًا من السائل المستخدم فيها. ظنه بعضهم مجنونًا، لكن الزمن أثبت أنه عبقري برؤية سبقت عصره.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




