اسعار واسواق

«هارموني» الروسي.. خدعة سرية لتحصين الغواصات النووية


لجأت روسيا إلى شركات وهمية استخدمتها لشراء تكنولوجيا غربية وإقامة شبكة مراقبة في القطب الشمالي حيث تعمل غواصاتها النووية.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كشفت سجلات مالية ووثائق أن روسيا استخدمت نظام مراقبة تحت الماء يحمل اسم “هارموني” لحماية أسطولها من الغواصات النووية في القطب الشمالي.

ويعتمد هذا النظام على معدات عالية التقنية تم الحصول عليها من شركات أمريكية وأوروبية عبر شبكة من الشركات الوهمية.

وذكرت الصحيفة أنه عبر “هارموني”، تمكنت روسيا من الحصول على أنظمة سونار حساسة، وطائرات مسيرة تحت الماء قادرة على العمل على أعماق تصل إلى 3000 متر، وهوائيات متطورة تحت سطح الماء، وأسطول من السفن التي تظاهرت بأنها سفن تجارية أو بحثية.

ووفقا لسجلات محاكم ألمانية وتصريحات مسؤولين وخبراء أمنيين أمريكيين وغربيين، فإن هذه المشتريات كانت جزءًا من مشروع سري لإنشاء شبكة مراقبة غير مرئية عبر بحر بارنتس ومياه أخرى شديدة البرودة تعمل فيها غواصات روسية، تحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات تحسبًا لأي صراع نووي مع الولايات المتحدة.

ويعتمد نظام “هارموني”، على مجموعة من أجهزة استشعار قاع البحر لرصد دخول الغواصات الأمريكية إلى “الحصون” البحرية الروسية، مما يُعيق محاولات الغرب لتتبع الغواصات الروسية، أو تدميرها في حال اندلاع حرب.

حصن الغواصات

قال برايان كلارك، المسؤول البحري الأمريكي السابق وضابط الغواصات، ومدير مركز مفاهيم وتكنولوجيا الدفاع في معهد هدسون، إن نظام “هارموني” يعزز قدرة روسيا على إدخال غواصاتها النووية إلى الموانئ وإخراجها منها دون أن يتم اكتشافها أو مضايقتها أو اعتراضها.

وكشفت تقارير “أسرار روسيا” التي شاركت فيها “واشنطن بوست” وائتلاف من وكالات الأنباء الأوروبية كيف استطاعت روسيا لسنوات الالتفاف على العقوبات الغربية لتعزيز نظام “هارموني”.

وأوضحت التحقيقات الصحفية كيف كانت شركة “موستريلو التجارية المحدودة” التي يقع مقرها الرئيسي في قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، واجهة للمجمع الصناعي العسكري الروسي وكيف قامت بشراء معدات حساسة بعشرات الملايين من الدولارات.

وسبق أن تم الكشف عن دور “موستريلو” خلال محاكمة في ألمانيا هذا العام لمواطن روسي تمت إدانته بتنسيق عمليات شراء للشركة القبرصية، في انتهاك لقوانين التجارة الألمانية.

وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” هي التي أبلغت برلين بالقصة عام 2021.

ومع ذلك لم تتحرك السلطات الألمانية إلا العام الماضي حيث داهمت مواقع مرتبطة بالشبكة وألقت القبض على مشتبه به رئيسي، يُدعى ألكسندر شنياكين، وهو مواطن روسي من أصول قيرغيزية مقيم في ألمانيا.

وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة انتهاك قوانين التجارة، وبعدها أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على “موستريلو” وشركات أخرى مرتبطة بالحكومة أو الجيش الروسي.

وأشارت وثائق “موستريلو” إلى أن الشركة اشترت خلال 10 سنوات معدات من شركات في الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج والسويد وإيطاليا وغيرها.

إشارات واضحة

ورغم أن معظم هذه الشركات أكدت أنها لم تكن على علم بأن المشتري الحقيقي هو الجيش الروسي، إلا أن بعض العقود تضمنت إشارات واضحة باللغة الروسية، مما يثير الشكوك حول مدى تدقيقها في وجهة الصادرات.

وكشفت السجلات أن المعدات كانت تُشحن أولاً إلى ألمانيا لتجنب التدقيق الأمني، ثم يتم نقلها لاحقاً إلى روسيا.

وأوضحت أن الشركة الروسية الحقيقية التي تقف خلف “موستريلو” فهي “إدارة التقنيات المستقبلية” التي تعمل منذ سنوات مع أجهزة الأمن الروسية.

ويرى خبراء أن نظام “هارموني” يعزز القدرات الدفاعية الروسية في مواجهة الولايات المتحدة، ويقوض التفوق التاريخي للبحرية الأمريكية.

كما يسلط الضوء على فشل العقوبات الغربية في منع روسيا من الحصول على التكنولوجيا الحساسة، رغم الجهود المستمرة لتضييق الخناق على صناعتها العسكرية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى