معركة «عزل» روسيا.. أمريكا تكشف عن تحوّل في موقف الهند

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهد بوقف شراء النفط من روسيا،
في خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها تحوّل كبير في موقف نيودلهي من الحرب في أوكرانيا.
وأوضح ترامب خلال حديثه للصحفيين في البيت الأبيض: «لم أكن سعيدا بشراء الهند للنفط، وأكد لي اليوم أنهم لن يشتروا النفط من روسيا»، مضيفًا: «هذه خطوة كبيرة. والآن سنجعل الصين تفعل الشيء نفسه».
وأكد ترامب أن واشنطن تسعى إلى قطع الإيرادات النفطية التي تموّل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، موضحًا أن الجهود الأمريكية باتت تركز على حشد دعم دولي لتقليص صادرات موسكو من الطاقة وإجبارها على قبول اتفاق سلام.
الهند.. من مستفيد إلى شريك مضغوط
تُعد الهند إلى جانب الصين أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحرًا، واستفاد البلدان من الأسعار المنخفضة التي فرضتها الظروف على موسكو بعد فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية عقب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
ووفقًا للبيانات الأخيرة، صدّرت روسيا نحو 1.62 مليون برميل يوميًا إلى الهند في سبتمبر/أيلول، أي ما يعادل قرابة ثلث واردات نيودلهي من النفط، وهو ما جعل موسكو المورد الأول للطاقة في البلاد.
ولمدة طويلة، تمسكت حكومة ناريندرا مودي بموقفها الرافض للضغوط الأمريكية، معتبرة أن شراء النفط الروسي بأسعار منخفضة ضرورة لأمن الطاقة الوطني. إلا أن الضغوط الاقتصادية الأمريكية الأخيرة بدأت تُحدث تحولًا في الموقف الهندي.
عقوبات تجارية بغطاء سياسي
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة هذا الصيف بعد فشل الجانبين في التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي.
وتبع ذلك فرض رسوم إضافية بنفس النسبة بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي رغم التحذيرات الأمريكية.
وقال ترامب إن هذه الإجراءات كانت ضرورية «لإجبار الهند على الالتزام بالمعايير التي تضمن الضغط على روسيا»، مشيرًا إلى أن «العلاقات الأمريكية الهندية ستتجه نحو شراكة أوثق بعد هذا القرار».
ورغم ذلك، أثار القرار استياءً واسعًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية بالهند، إذ رأت نيودلهي أن واشنطن لم تفرض عقوبات أو رسومًا مماثلة على دول أخرى تواصل شراء النفط الروسي مثل الصين وتركيا.
نحو ضغط متصاعد على بكين
قال ترامب إن الخطوة التالية ستكون «العمل مع الصين للقيام بالشيء نفسه»، في إشارة إلى رغبته في إقناع بكين بوقف مشترياتها من النفط الروسي.
وأوضح أن واشنطن «لن تسمح لأي دولة بمساعدة روسيا على تجاوز العقوبات»، مضيفًا أن الولايات المتحدة «تراقب عن كثب كل من يشتري النفط الروسي أو يساهم في تمويل آلة الحرب الروسية».
وأشار ترامب إلى أن «إدارة مودي أظهرت التزامًا حقيقيًا بالتعاون مع الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار العالمي»، مؤكدًا أن واشنطن «تنتظر الآن الخطوة التالية من الصين».
إعادة رسم خريطة الطاقة
يمثل قرار الهند وقف شراء النفط الروسي تغيرًا استراتيجيًا في مسار العلاقات بين موسكو ونيودلهي، كما أنه سيؤدي إلى تحولات ملموسة في أسواق الطاقة العالمية.
وتتوقع واشنطن أن يؤدي هذا القرار إلى تقليص عائدات روسيا النفطية، ودفعها نحو التفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط جديدة.
وقال ترامب إن «الهند اتخذت القرار الصحيح، والولايات المتحدة ستدعمها في تأمين بدائل للطاقة»، مشيرًا إلى أن بلاده «تسعى لبناء نظام اقتصادي أكثر استقرارًا دون الاعتماد على النفط الروسي».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز