اسعار واسواق

مخرجات قمة شرم الشيخ مفصلية وتعيد إطلاق عملية السلام


جاءت قمة شرم الشيخ للسلام لتشكل تحولًا مهمًا في مسار الجهود الدولية لإنهاء الحرب على غزة، وإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط.

وبحسب خبراء تحدثوا لـ”العين الإخبارية” فإن أبرز ما ميّز القمة هو تثبيت وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب الاتفاق على إطلاق خطة لإعادة إعمار القطاع بإشراف مصري ودولي، بما يعكس استعادة مصر لدورها التاريخي كوسيط إقليمي أساسي في تحقيق الاستقرار.

وأشار الخبراء إلى أن نجاح مخرجات القمة مرهون بقدرة الأطراف على تحويل التوصيات إلى التزامات عملية، وتشكيل آلية رقابة دولية تتابع التنفيذ وتمنع أي خروقات. كما شددوا على أن التحديات المقبلة، من تفكيك الأنفاق ونزع سلاح الفصائل إلى إعادة الإعمار وإدارة المرحلة الانتقالية، تتطلب تنسيقًا عربيًا ودوليًا وثيقًا، وإرادة سياسية حقيقية لضمان تحقيق سلام دائم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

الباحث والمحلل السياسي اللبناني، طارق أبو زينب، قال لـ”العين الإخبارية”، إن “قمة شرم الشيخ شكّلت محطة مفصلية في مسار الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب على غزة، وإعادة إطلاق عملية السلام في المنطقة”.

وأشار إلى أن أبرز ما تحقق هو الاتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وضمان دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب النقاش حول إطلاق خطة لإعادة إعمار القطاع بإشراف مصري ودولي.

‎واعتبر أن حجم المشاركة الدولية الواسعة في القمة يعكس وجود إجماع على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تجدد الصراع، مؤكدًا أن مصر استعادت دورها التاريخي كوسيط إقليمي أساسي يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

‎وحول متطلبات المرحلة المقبلة بعد قمة شرم الشيخ، قال أبو زينب “إنها تتطلب تحويل المخرجات إلى التزامات عملية وجداول زمنية واضحة، مع ضرورة تشكيل آلية رقابة دولية تتابع التنفيذ وتمنع أي خروقات أو تأخير، إلى جانب ضمان فتح المعابر وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية دون عراقيل سياسية أو أمنية”.

‎التحديات في المرحلة القادمة لن تكون بسيطة، إذ تتطلب إرادة سياسية صادقة من جميع الأطراف، وفقا للمحلل السياسي اللبناني، الذي أوضح أنه من أبرز هذه التحديات مسألة تفكيك الأنفاق ونزع سلاح حركة حماس، كما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها ركيزة أساسية لضمان عدم عودة الصراع المسلح مستقبلاً، وتحقيق استقرار طويل الأمد داخل القطاع.

‎وأكد أن هذا الملف يحتاج إلى مقاربة أمنية وسياسية متوازنة تحفظ الأمن من جهة، وتمنع انزلاق غزة إلى فوضى داخلية من جهة أخرى، عبر تمكين إدارة فلسطينية موحدة تشرف على الأمن والإعمار في آن واحد، ضمن إطار عربي ودولي منسق.

‎واعتبر أن إعادة الإعمار وإدارة المرحلة الانتقالية تمثل تحديًا آخر يتطلب شفافية عالية وتنسيقًا محكمًا بين الدول المانحة والمنظمات الدولية، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، ولمنع أي استغلال سياسي أو مالي لهذا الملف الإنساني.

‎وأكد أن نجاح مخرجات القمة مرهون بتنفيذها الواقعي لا بالتصريحات السياسية، وأن تحقيق السلام الدائم في غزة والمنطقة لن يتم إلا عبر معالجة جذور الصراع ونزع فتيل السلاح غير الشرعي، في إطار مشروع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية تعيد الحقوق للشعب الفلسطيني ويضمن أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

من جهته، قال الدكتور مأمون المساد، الخبير السياسي الأردني، لـ”العين الإخبارية”، إن أبرز ما حققته قمة شرم الشيخ للسلام هو تحقيق تثبيت وقف إطلاق النار، حيث أن القمة تأتي بعد تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام، والتي تضمنت وقفاً لإطلاق النار وإطلاق سراح بعض الرهائن، الأمر الذي خلق فرصة دبلوماسية لتثبيت هذا التهدئة بالحد الأدنى، من خلال وجود الدعم الدولي الواسع الذي شهدته القمة اليوم.

واعتبر أن هذا الأمر يؤشر إلى رغبة ملحوظة لدى بعض الدول بأن تكون الشرعية الدولية والعملية السياسية مكوِّنات أساسية للمضي قدماً في إحلال السلام وتثبيت وقف النار.

ومما حققته القمة، والحديث للمساد، أنها لم تكتفِ بتثبيت وقف إطلاق النار، وإنما شرعت في مناقشة المراحل التالية: إعادة الإعمار، الحوكمة المؤقتة لغزة، الأدوار الأمنية، تشكيل جهاز أمني فلسطيني جديد، وما إلى ذلك.

وأكد الخبير السياسي الأردني، أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل خطوة دبلوماسية مهمة تحمل في طيّاتها أملًا جديدًا، بيد أنه أكد أنها ليست ضمانة بأن السلام سيُحقَّق بسهولة.

وقال إنه “من جهة التنفيذ، فالتوازن بين القوى، والإشراف الدولي، ومشاركة كل الأطراف، كلها عوامل ستحدد ما إذا كانت القمة ستكون نقطة تحول فعلية أو فعلاً محطة فقط في مسار طويل من التعاقدات والتسويات المؤقتة”.

وتوافق السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، في رأيه مع ما ذهب إليه سابقيه، قائلا لـ”العين الإخبارية”، إن “أهم ما حققته قمة اليوم هو الإجماع الدولي على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وتقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني البطل في صموده داخل القطاع”.

ووصف العرابي، ما تحقق في قمة شرم الشيخ بأنه “انتصار كبير للدبلوماسية العربية ولصمود الشعب الفلسطيني”، مضيفا أنه “حين يتحقق هذا الاتفاق، ويكون مصحوبًا بضمان دولي واضح، فإن ذلك يُعد إنجازًا كبيرًا للدولة المصرية وللقيادة السياسية”.

وأشار إلى أن الإنجاز الكبير سيكون يوم تُقام الدولة الفلسطينية المستقلة، لكن أيضا ما تحقق اليوم فهو خطوة إيجابية على الطريق نحو ذلك الهدف.

وأعرب العرابي عن توقعه بأن اتفاق وقف النار سيصمد، في ضوء الاجماع الدولي الذي بدا اليوم، لكن من الطبيعي أن يشهد بعض الشد والجذب، وأن تظهر بعض العقبات والتأخيرات في تنفيذ الالتزامات.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي، لـ”العين الإخبارية”، إن قمة شرم الشيخ للسلام رسمت مسارات وجسور للسلام في منطقة الشرق الأوسط، وأعادت التأكيد على تمسك العرب بالسلام كخيار استراتيجي، وأنهم بالفعل شركاء يعتمد عليهم لصالح نزع فتيل الأزمات، والعمل على حقن الدماء والتفاوض ومد طاولة المفاوضات لصالح شعوب ودول المنطقة.

وأضاف أن قمة اليوم أعادت التأكيد على أحقية هذه المنطقة لأن تعود لممارسة دورها الطبيعي في العيش بسلام، والتفاعل والتعايش مع المجتمعات الأخرى، بعيداً عن الاستقطابات وبعيداً عن آلة الحرب الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الكرة الآن في مرمى الجانب الإسرائيلي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأكد ضرورة أن تتوجه الجهود الدولية الآن بشكل مباشر لصالح حل لب الصراع الحقيقي في المنطقة، وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عبر حل الدولتين الذي قدمته المجموعة العربية.

وقال: “نحن في منعطف مهم جداً صنعه الرئيس الأمريكي بجهوده الحقيقية لصنع السلام وإعادة الاستقرار للمنطقة بجهود عربية وإسلامية متضافرة مع جهوده”.

وأضاف أن قمة شرم الشيخ تعتبر منعطفا مهما، نحو مبادرة جديدة، تسهم في خلق فرص كبيرة وجديدة لتحقيق السلام في المنطقة، والتوصل إلى مسارات من شأنها أن تؤدي إلى تفكيك حالة الصراع، والسعي لتقريب وجهات النظر، والعمل على تنفيذ حل الدولتين.

وتابع قائلا إن “الدول العربية عندما عملت بتضافر وتنسيق عالٍ بينها، تمكنت من إقناع المجتمع الدولي والقوى الكبرى بضرورة تحقيق السلام في المنطقة”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى