اسعار واسواق

هاريس ونيوسوم.. تنافس مبكر يربك معادلة الديمقراطيين قبل 2028


فيما يشبه سيناريو هوليوودي، تستعد نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم لمواجهة ساخنة في 2028.

ومنذ دخولهما معترك السياسة في ولاية كاليفورنيا قبل أكثر من 20 عامًا، تجنبت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم خوض مواجهة مباشرة لكن السياسيين الديمقراطيين المتنافسين في طريقهما نحو المواجهة على المسرح السياسي الأكبر في الولايات المتحدة وخوض سباق البيت الأبيض 2028.

هاريس التي تروج حاليا لكتابها الجديد “107 أيام” تسعى للتكفير عن أخطائها بعد خسارة الانتخابات الرئاسية 2024 أمام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ستكون في مواجهة نيوسوم الذي سطع نجمه على الساحة الوطنية هذا العام كصوت رائد في مقاومة ترامب.

ومع تفكير كل منهما في الترشح للرئاسة، ألقت مجاملاتهما العلنية بظلالها على توتر قديم خلف الكواليس بدأ يبرز حاليا وذلك وفقا لما ذكره موقع “أكسيوس” الأمريكي الذي أشار إلى سخرية هاريس من نيوسوم في كتابها الذي يتناول حملتها الانتخابية الرئاسية القصيرة العام الماضي.

وكتبت هاريس أنها بعد انسحاب الرئيس السابق جو بايدن من الانتخابات في يوليو/تموز، اتصلت بالسياسيين الديمقراطيين لطلب تأييدهم ومن بينهم نيوسوم الذي قال لها إنه يتنزه سيرًا على الأقدام وسيتصل بها مجددًا وبعد ساعات، نشر حاكم كاليفورنيا تأييده على الإنترنت لكنه لم يعاود الاتصال بها أبدًا.

ومؤخرا، قال نيوسوم إنه سأل هاريس سرًا عن سبب عدم ذكرها في كتابها أنه سارع إلى تأييدها، فأجابت “في جولة ترويجية للكتاب.. سأعاود الاتصال بك لاحقًا”.

وحاليا، تسعى هاريس لاستغلال جولتها الترويجية للكتاب للتأكيد على أنه رغم حملتها القصيرة فقد كانت على وشك أن تهزم ترامب.

في المقابل، يشدد نيوسوم على هزيمة الديمقراطيين فقال في تصريحات الشهر الماضي “بصفتنا الحزب الديمقراطي، لدينا الكثير من العمل لنعوض إخفاقاتنا في الماضي. لقد هُزمنا في هذه الانتخابات الأخيرة”.

والعام الماضي وبعدما تولت هاريس راية الديمقراطيين في انتخابات البيت الأبيض، سادت حالة من الإحراج في المؤتمر الوطني للحزب عندما لم يُلقِ نيوسوم خطابًا، رغم وجوده في المؤتمر حيث تحدث بإيجاز معلنا تصويت مندوبي كاليفورنيا لنائبة الرئيس.

وفي ذلك الوقت، أرجع الجانبان الأمر إلى مشكلات في السفر واللوجستيات وقال مينيون مور، حليف هاريس الذي ترأس المؤتمر، لـ”أكسيوس” إن نيوسوم “أحد نجوم حزبنا” وأضاف أن “أسلوبه في إدارة حملته الانتخابية للرئيس ونائب الرئيس كان رائعًا.. كنا نتمنى أن يلقي كلمة في المؤتمر”.

ووفقا لـ”أكسيوس” فإن الأمر المثير للاهتمام هو أن العديد من موظفي هاريس السابقين، بمن فيهم قيادة حملتها الرئاسية الأولى لعام 2020، يعملون الآن مع نيوسوم، ومن المتوقع أن يبقوا معه إذا ترشح في عام 2028.

ومن بين هؤلاء الأشخاص، إيس سميث، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم الذي يعرف هاريس منذ أوائل الألفية الثانية، وقاد حملاتها الانتخابية لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، ومجلس الشيوخ الأمريكي، والرئاسة.

لكن سميث لم يعد جزءًا من دائرة هاريس، بل يعمل حاليا هو وشركته “بيرستار ستراتيجيز” التي تضم أيضا مدير حملة هاريس لعام 2020، خوان رودريغيز مع نيوسوم، ويقودان الآن صعوده كخصم لترامب.

وكانت الأزمة قد طالت دائرة هاريس بعد نفاد تمويل حملتها وخروجها من السباق الرئاسي في ديسمبر/كانون الأول 2019 حيث تبادل فريقها السياسي الاتهامات مع شقيقتها مايا، مما أدى إلى تصدع في العلاقات طويلة الأمد.

ودائما ما كانت علاقة نيوسوم وهاريس ودية في العلن، لكن التوترات الشخصية والسياسية كانت حاضرة خلف الكواليس وذلك منذ تنصيب نيوسوم عمدةً لسان فرانسيسكو في نفس اليوم من عام 2004 الذي أدت فيه هاريس اليمين الدستورية كمدعي عام للمدينة.

وكتب هاريس لاحقًا “كان هناك شعور ملموس في المدينة بأن فصلًا جديدًا يُفتح في سياسة سان فرانسيسكو”.

لكن التوترات الشخصية اشتعلت على الفور تقريبًا حيث اتهمت زوجة نيوسوم آنذاك، كيمبرلي جيلفويل، هاريس بمنعها من العمل في مكتب المدعي العام وهو ما نفته هاريس.

ومنذ ذلك الحين، صعد السياسيان الشابان على مستوى الولاية والوطن، لكنهما تجنبا التنافس على منصب وقال مصدر مطلع على ديناميكيات علاقتهما “يشعر كل منهما بالحيرة من نجاح الآخر، لكنهما يحترمان بعضهما بما يكفي لعدم تحدي بعضهما البعض”.

وبشكل علني، يشيد كل من هاريس ونيوسوم بالآخر وفي تصريحات لـ”أكسيوس”، قال ناثان كليك، المتحدث باسم حاكم كاليفورنيا “إنهما صديقان وحليفان منذ زمن طويل”.

وأضاف أن “نيوسوم عمل جاهدًا لمساعدة هاريس على الفوز بالانتخابات بمجرد ترشيحها، حيث عمل كبديل رئيسي في المناظرة، وألقى الخطاب الختامي خلال نداء الأسماء في المؤتمر الوطني الديمقراطي، وجمع أكثر من مليون دولار لها، وأيدها بعد ساعات فقط من انسحاب بايدن”.

وقال أحد مساعدي هاريس السابقين “يشبه أسلوب جافين الحالي أسلوب كامالا في مجلس الشيوخ.. تكتيكات مختلفة، لكن استراتيجية متشابهة لجذب أكبر عدد من الإعجابات” وأضاف “أتساءل إن كانت تشعر ببعض الحسد لأنه أصبح الآن الشخصية الصاعدة في الوقت الحالي”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى