فاتورة حرب غزة.. الضفة والقدس الشرقية تدفعان الثمن رغم الهدوء النسبي

رغم الهدوء النسبي الذي ساد أنحاء الضفة، بما فيها القدس الشرقية، خلال العامين الماضيين من الحرب على غزة، فإن الفلسطينيين هناك دفعوا ثمنا باهظا.
وتحديدًا في المخيمات الفلسطينية شمالي الضفة الغربية وفي مدينة القدس الشرقية، كانت تأثيرات الممارسات الإسرائيلية ملموسة خلال العامين الماضيين.
وتكاد تكون عمليات إخلاء السكان من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمالي الضفة الغربية غير مسبوقة، فضلًا عن إخلاء عشرات التجمعات السكانية في مختلف أنحاء الضفة.
كما أن انتهاكات الوضع القائم في المسجد الأقصى كانت غير مسبوقة، حيث بدأ متطرفون الصلاة في المسجد خلال الاقتحامات.
واقتصاديًا، دفعت الضفة الغربية الثمن باهظًا منذ بداية الحرب، إذ مُنع عشرات الآلاف من العمال من الوصول إلى أماكن عملهم في إسرائيل.
كما شهدت الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تصعيدًا غير مسبوق في عمليات الاعتقال.
وباستثناء عدد من عمليات إطلاق النار والطعن والدهس، فإن الضفة الغربية والقدس الشرقية كانتا نسبيًا هادئتين خلال فترة الحرب.
الضفة الغربية
قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير مؤيد شعبان، إن الجيش والمستوطنين الإسرائيليين نفذوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول ما مجموعه 38,359 اعتداءً طالت أراضي وممتلكات وحيوات الفلسطينيين.
وأضاف شعبان، في تقرير وصل «العين الإخبارية»، أن إسرائيل استولت على 55 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، منها 20 ألف دونم تحت مسمى «تعديل حدود محميات طبيعية»، و26 ألف دونم من خلال 14 إعلان «أراضي دولة» في محافظات القدس ونابلس ورام الله وبيت لحم وقلقيلية، وصادرت ما مجموعه 1,756 دونمًا من خلال 108 أوامر «لوضع اليد» لأغراض عسكرية هدفت إلى إقامة أبراج عسكرية وطرق أمنية ومناطق عازلة حول المستوطنات.
وتابع شعبان أنه بعد السابع من أكتوبر درست الجهات التخطيطية في إسرائيل ما مجموعه 355 مخططًا هيكليًا لغرض بناء 37,415 وحدة استيطانية على مساحة 38,551 دونمًا، جرت المصادقة على 18,801 وحدة منها، في حين تم إيداع 18,614 وحدة جديدة.
وأشار شعبان إلى أن السلطات الإسرائيلية نفذت منذ السابع من أكتوبر ما مجموعه 1,014 عملية هدم، في تصاعد كبير وخطير لإجراءات الاعتداء على المباني الفلسطينية، موضحًا أن عمليات الهدم طالت 3,679 منشأة، بينها 1,288 منزلًا مأهولًا، و244 منزلًا غير مأهول، و962 منشأة زراعية وغيرها.
وتركزت عمليات الهدم في محافظات القدس (880 منشأة)، والخليل (529 منشأة)، ثم طولكرم (464 منشأة).
القدس
سجلت محافظة القدس مقتل 97 فلسطينيًا واعتقال 2,688 شخصًا، و742 عملية هدم وتجريف في القدس الشرقية، فيما اقتحم 122,784 مستوطنًا المسجد الأقصى خلال عامي الحرب.
الأسرى
رصدت مؤسسات الأسرى الفلسطينية نحو 20 ألف حالة اعتقال في الضفة الغربية، بما فيها القدس، منذ بدء الحرب.
وقالت في تقرير تلقته «العين الإخبارية»: «بلغ عدد حالات الاعتقال في الضفة بما فيها القدس منذ بدء الحرب نحو 20 ألف حالة، من بينهم نحو 1,600 طفل، ونحو 595 امرأة».
وأضافت: «من ضمن الفئات التي تابعت المؤسسات حالات الاعتقال بين صفوفها الصحفيون؛ حيث بلغ عدد الصحفيين الذين تعرضوا للاعتقال بعد الحرب 202، غالبيتهم إمّا تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداري أو وُجهت إليهم تهم تتعلق بما يدّعيه الاحتلال بـ«التحريض»، أي الاعتقال على خلفية حرية الرأي والتعبير. نذكر هنا أن اثنين من الصحفيين من غزة ما زالا رهن الإخفاء القسري، وهما نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد».
وتابعت: «أما الأطباء والكوادر الطبية، فبحسب وزارة الصحة فإن عدد الكوادر الذين تعرضوا للاعتقال نحو 360، من بينهم ثلاثة استشهدوا داخل سجون الاحتلال نتيجة لعمليات التعذيب، وهم: إياد الرنتيسي، وعدنان البرش، وزياد الدلو».
وأشارت إلى أنه «بلغت حصيلة الشهداء الأسرى الذين أُعلن عن هوياتهم منذ بداية الحرب 77 شهيدًا على الأقل».
ونتيجة لذلك، فقد ارتفع إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية إلى أكثر من 11,100 أسير ومعتقل، غالبيتهم من المعتقلين الإداريين والموقوفين.
وقالت: «يُعدّ هذا العدد الأعلى منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وذلك استنادًا إلى المعطيات التوثيقية المتوفرة لدى المؤسسات المختصة».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز