من رسائل سكايب إلى طرود ستارشيب.. رحلة مبرمج أعاد تعريف التوصيل الذكي

بعد نجاحه في تأسيس سكايب، يعود رجل التكنولوجيا الإستوني أهتي هاينلا ليقود ثورة جديدة في عالم الخدمات الذكية من خلال شركة “ستارشيب تكنولوجيز”، التي تسعى لإحداث نقلة نوعية في قطاع توصيل الطلبات باستخدام روبوتات ذاتية القيادة منخفضة التكلفة.
لطالما اعتاد سكان المدن حول العالم على خدمات التوصيل السريع للطعام الجاهز، وبشكل متزايد للبقالة. لكن ما لم يعتادوا عليه بعد هو رؤية روبوت يقترب من باب منازلهم.
يعتقد أهتي هاينلا، المؤسس المشارك لشركة سكايب، أن مشروعه الجديد على وشك تغيير هذا المشهد تماما.
هاينلا، الذي يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لشركة ستارشيب تكنولوجيز، يؤكد أن شركته باتت قادرة على تشغيل خدمات التوصيل بالروبوتات المتحركة بشكل مربح وبتكلفة أقل من السائقين البشريين، حتى في البلدات الصغيرة التي لم تتوفر فيها هذه الخدمات سابقًا.
ووفقا لصحيفة “الغارديان” قال هاينلا خلال لقاء في أحد فنادق لندن: “لقد حللنا كل ما كان يجب حله. ربما يستغرق الأمر بضع سنوات أو أشهر، لكنه سيحدث بلا شك. إنه المستقبل الواضح أمامنا”.
تعمل روبوتات “ستارشيب” بالفعل في مدن مثل مانشستر وليدز وكامبريدج وميلتون كينز في المملكة المتحدة، إضافة إلى مناطق في فنلندا وإستونيا. وقد أصبحت هذه الروبوتات مألوفة للناس، بعد أن ظهرت في فعاليات رسمية مثل حفل في 10 داونينغ ستريت، وحتى في مسلسل “الدب” الأمريكي الشهير.
نفذت الشركة حتى الآن أكثر من 8 ملايين عملية توصيل بواسطة فريق عمل صغير لا يتجاوز 200 موظف، وتسعى إلى توسيع نطاقها عالميا خلال السنوات المقبلة.
حقق هاينلا ثروته في بدايات الألفية بعد مشاركته في تأسيس سكايب، الذي باعه الفريق المؤسس إلى موقع eBay عام 2005 مقابل 3.1 مليار دولار.
ورغم النجاح المالي الكبير، يؤكد هاينلا أنه لم يعد يسعى وراء المال، قائلًا: “لست بحاجة إلى المزيد من المال أو القصور. أريد فقط أن أحقق تأثيرًا حقيقيًا في حياة الناس”.
يرى هاينلا أن التوصيل الذاتي يمثل أحد أسرع الطرق التي يمكن للروبوتات من خلالها تحسين جودة الحياة اليومية للبشر.
بعد سكايب، أسس هاينلا عدة شركات ناشئة، من بينها مشروع لشبكة اجتماعية لم يدم طويلا. وفي عام 2014، شارك في مسابقة لوكالة “ناسا” لتصميم مركبة جوالة منخفضة التكلفة للمريخ.
ورغم عدم فوزه بالمسابقة، أدرك أن التكنولوجيا التي طُوّرت للمريخ يمكن تكييفها لتتناسب مع شوارع المدن، فكانت تلك بذرة “ستارشيب تكنولوجيز”.
عام 2017، بدأت روبوتات “ستارشيب” العمل في إستونيا دون إشراف بشري مباشر، وهو ما اعتُبر سابقة عالمية. وبعد عام، أطلقت الشركة خدمتها التجارية الأولى في ميلتون كينز.
تعمل الشركة اليوم مع شركاء كبار مثل Bolt، وCo-op البريطانية، وGrubhub الأمريكية.
تُعد “ستارشيب” اليوم من أكبر الشركات في العالم امتلاكا لأسطول من المركبات الذاتية القيادة، لكنها تواجه منافسة قوية من شركات مثل Serve Robotics وNuro في الولايات المتحدة، ومنصات ناشئة أخرى مثل Noon المدعومة من السعودية.
كما تدخل شركات عملاقة مثل Tesla وBaidu السباق نحو التوصيل الذاتي.
وفي موازاة ذلك، تسعى شركات أخرى مثل Manna Aero وWing إلى تقديم خدمات التوصيل بالطائرات من دون طيار، لتفتح فصلاً جديدًا من المنافسة في هذا القطاع سريع النمو.
لكن رغم هذا التوسع، تواجه “ستارشيب” تحديات تنظيمية، إذ تضطر للتفاوض مع كل مجلس محلي على حدة في المملكة المتحدة، ما يعيق انتشارها السريع.
وفي المقابل، حققت الشركة نجاحا كبيرا في فنلندا، حيث سمحت القوانين الوطنية باستخدام الروبوتات على الأرصفة، مما مكنها من تنفيذ مليون عملية توصيل سنويا لسكان يبلغ عددهم 5.6 مليون نسمة، مقارنة بنطاق محدود في المملكة المتحدة التي تضم 69 مليون نسمة.
المواصفات التقنية لروبوتات ستارشيب
- نظام الملاحة: يعتمد على كاميرات، رادارات، وأجهزة استشعار موجات فوق صوتية.
- قدرة القيادة: ذاتية بالكامل دون إشراف مباشر منذ 2017.
- المدى: مصمم لتغطية المناطق الحضرية والمجتمعات الصغيرة.
- السرعة: تصل إلى 6 كم/ساعة في المناطق السكنية.
- عدد العمليات المنجزة: أكثر من 8 ملايين عملية توصيل حول العالم.
مميزات روبوتات ستارشيب
- خفض تكاليف التوصيل بنسبة تتجاوز 50% مقارنة بالسائقين البشريين.
- صديقة للبيئة بانبعاثات كربونية شبه صفرية.
- موثوقة في جميع الظروف الجوية.
- قابلة للعمل على مدار الساعة دون توقف.
- مصممة للمدن الصغيرة والمناطق ذات الكثافة المحدودة.
عيوب روبوتات ستارشيب
- صعوبة التوسع في الدول ذات القوانين المعقدة.
- بطء نسبي في السرعة مقارنة بالتوصيل بالدراجات.
- قيود على التنقل في الطرق المزدحمة أو غير الممهدة.
الأسعار والتكاليف التقديرية
- تكلفة التوصيل أقل بنسبة 20 إلى 60% من التوصيل التقليدي.
- تكلفة تصنيع الروبوت الواحد تتراوح بين 2000 و5000 دولار حسب التجهيزات.
- تستخدم في أكثر من 10 دول حتى الآن.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز