اسعار واسواق

السودان وسد النهضة والإرهاب.. ملفات ساخنة في مباحثات أمريكية أفريقية


مباحثات أفريقية أمريكية مهمة جرت في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا اليوم الأربعاء.

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بحث مع مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، اليوم الأربعاء في مقر الاتحاد الأفريقي، أبرز التحديات في القارة، وفي مقدمتها الوضع في السودان، تصاعد الإرهاب، جهود الوساطة في شرق الكونغو الديمقراطية، والتعاون الاقتصادي بين أفريقيا والولايات المتحدة.

وقال يوسف في مؤتمر صحفي مشترك مع بولس عقب مباحثتهما إن اللقاء كان “بناء”، حيث ناقشنا قضايا السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب”.

وأشاد المسؤول الأفريقي بدور الوساطة الأمريكية في السودان وشرق الكونغو، لكنه شدد على أن “الأولوية تبقى للاستجابات الأفريقية للأزمات”.

وأكد يوسف أن الاتحاد يحرز تقدما في خطته الإصلاحية الخاصة بالكونغو الديمقراطية، مشيرا إلى دور شخصيات أفريقية في دفع اتفاقية واشنطن.

وبشأن السودان، أوضح يوسف أن الاتحاد الافريقي يواصل جهوده لإشراك الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتمهيد الطريق لحوار يقوده السودانيون، وصولا إلى انتخابات تُعيد الحكم المدني.

وحذر يوسف من توسع هجمات الجماعات الإرهابية ضد منشآت عسكرية ومدنية، في الصومال معتبرا أن مواجهة هذا الخطر تتطلب “عملا جماعيا ودعما دوليا”.

وكشف عن تعيين مبعوث خاص للتنسيق مع الدول المجاورة بشأن الوضع في الصومال، مؤكدا استمرار دعم القوات الميدانية في مواجهة حركة الشباب، مع الدعوة لالتزام المجتمع الدولي بتمويل مهمة الانتقال وفق القرار الأممي رقم 2719.

وفي الجانب الاقتصادي، رحب يوسف بنتائج منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي الذي انعقد في يونيو بأنغولا، وأعرب عن تطلعه إلى استثمارات أمريكية أوسع في البنية التحتية، الاقتصاد الرقمي، والطاقة الخضراء.

كما شدد على أهمية تفعيل قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA) وربطه بمنطقة التجارة الأفريقية الحرة القارية، مؤكدا أن “التجارة العادلة هي الطريق الأمثل لشراكة مستدامة”.

كما تناول الاجتماع تعزيز التعاون في مجال الصحة العامة، إذ أشاد يوسف بدعم واشنطن لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، معتبرا أن هذا التعاون “لا يخدم القارة وحدها، بل يصب في مصلحة المجتمع الدولي بأسره، فالأوبئة لا تعترف بالحدود”.

وفيما يتعلق بمبادرة الاتحاد الأفريقي للتوسط في مفاوضات سد النهضة، قال يوسف إنه “لا بديل عن التعاون الثلاثي بين إثيوبيا والسودان ومصر”، مشيرا إلى نماذج ناجحة للتعاون المائي في غرب أفريقيا مثل نهر السنغال، مؤكدا استعداد المفوضية لتقديم الدعم لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.

من جهته، وصف مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية ،مسعد بولس، مباحثات مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بأنها “استراتيجية وهادفة”، مشددا على التزام إدارة الرئيس دونالد ترامب بتعميق الشراكة مع أفريقيا.

وقال إن “رؤية الرئيس ترامب لأفريقيا لا تعرف بالصراعات، بل بالفرص الاقتصادية المشتركة والقيادة السيادية”.

وأكد بولس دعم بلاده الكامل لجهود الاتحاد الأفريقي في حل النزاعات، لا سيما في الكونغو الديمقراطية والسودان، لافتا إلى أن إحلال السلام يمثل المدخل الحقيقي لجذب الاستثمارات الأمريكية وفتح آفاق التنمية.

وقال إن: “السلام يفتح الباب أمام صفقات تجارية بمليارات الدولارات، لكن هذه الفرص يجب أن ترتبط بالحوكمة الرشيدة والمسؤولية السياسية”.

وأضاف أن الشركات الأمريكية “مستعدة للاستثمار في قطاعات المعادن، البنية التحتية، والطاقة”، معتبرا أن ذلك يصب في بناء “ازدهار حقيقي قائم على الشراكة لا التبعية”ـ مؤكدا أن سياسات واشنطن تجاه أفريقيا “تسترشد بالاحترام والواقعية والنتائج الملموسة”.

وفي سياق حديثه عن ملف سد النهضة، قال بولس إن الولايات المتحدة “سبق أن ساعدت في هذا الشأن خلال إدارة الرئيس ترامب الأولى، ولا يزال متاحا لنا أن نُقدم كل ما نستطيع من دعم، للمساهمة في حل الخلافات سلميا”.

وأشار إلى أن ذلك ليس فقط في أفريقيا وإنما في أي مكان آخر تتطلب فيه الأزمات حلولا عبر الحوار والتفاهم”.

وحول الأزمة في السودان، قال مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس، إن الولايات المتحدة لا تستبعد الاتحاد الأفريقي أو أي طرف آخر في معالجة الأزمة السودانية، مؤكدا أن “منصة الرباعية ليست بديلا بل هي إحدى المبادرات المهمة التي حققت تقدما ملموسا، والجهود الأمريكية تأتي كدعم مُكمل لعمل الاتحاد الأفريقي”.

وأضاف أن “البيان الأخير للرباعية يُمثل خطوة قوية، ليس فقط لأنه يحدد خارطة طريق واضحة ومفصلة، بل لأنه يتضمن أيضا مهلة زمنية للتنفيذ، مشددا على أن نجاح هذه الجهود مرهون بالتطبيق العملي.

وأوضح أن الولايات المتحدة “لا تفرض أي حلول على السودان أو شعبه، فالقرار في النهاية يعود للسودانيين أنفسهم”، لكنها ملتزمة بتقديم كل الدعم اللازم للوصول إلى تسوية سريعة.

وقال إن “الأزمة الإنسانية في السودان تُعد الأكبر عالميا، إذ يموت عشرات الآلاف، بمن فيهم الأطفال، جراء الجوع، وهذا البعد الإنساني وحده يحتم علينا سواء في إطار الرباعية أو عبر الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ودول الجوار تكثيف الجهود لإيجاد حل عاجل”.

وأكد أنه حان الوقت “لإنهاء معاناة الشعب السوداني وعودة الملايين من النازحين إلى مناطقهم، وطي صفحة النزاع التي أرهقت البلاد”.

وقال إن نجاح القارة الأفريقية مرهون بالإرادة السياسية لقادتها، مضيفا أن “الولايات المتحدة، بشعبها وشركاتها، مستعدة لدعم هذا النجاح، والاتحاد الأفريقي يظل شريكا حيويا في بناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى