اسعار واسواق

زلزال أفغانستان يترك آثارًا مدمرة قد تستمر لعقود


دمرت الزلازل في شرق أفغانستان هذا الشهر المنازل والماشية، وهي الأصول الوحيدة بالنسبة لمعظم الأسر، مما ترك الناجين بلا أي إمكانيات تقريبا لإعادة البناء في ظل نقص المساعدات بعد أن سوت الزلازل بعض القرى بالأرض.

ولا تزال تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان في 31 أغسطس/آب الماضي تلقي بظلالها الثقيلة على مئات الآلاف من السكان.

فقد أودت الهزات العنيفة بحياة ما لا يقل عن 2200 شخص، وأصابت أكثر من نصف مليون آخرين بأضرار مباشرة، فيما تركت عشرات الآلاف من العائلات بلا مأوى بعد انهيار منازلها الحجرية تحت الأنقاض.

في إقليم ننكرهار، يعيش عبدالغفار، البالغ من العمر 52 عاماً، مع عائلته المكونة من 10 أفراد تحت سقف من القماش المشمع، بعد أن تصدع منزله بالكامل.

وبحسب شهادته، فإن السلطات لم تُدرج منزله ضمن المباني غير الصالحة للسكن، رغم حاجته الملحة لخيمة تؤوي أسرته.

الصدمة لم تقتصر على فقدان المساكن فحسب، بل امتدت لتشمل الأصول الاقتصادية للأسر الريفية.

إذ يشير خبراء إلى أن المنازل والأراضي والماشية تمثل الثروة الحقيقية لمعظم العائلات، ومع تدميرها، انهارت ميزانيات الأسر بين ليلة وضحاها. ووفق بيانات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد تضرر أكثر من 1.3 مليون حيوان، ودُمرت مخازن الحبوب وأنظمة الري، مما يهدد الأمن الغذائي والموسم الزراعي المقبل.

المنظمات الإنسانية حذرت من تداعيات طويلة الأمد على التغذية والصحة، خصوصاً بين الفئات الأكثر فقراً. فغياب التمويل الكافي قد يجعل التعافي يستغرق أجيالاً، بحسب خبراء اقتصاديات الكوارث.

ورغم أن الأمم المتحدة وجهت نداءً لجمع 140 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة، فإن التعهدات المالية تواجه بطئاً واضحاً، بسبب انشغال المانحين بأزمات غزة وأوكرانيا، فضلاً عن تحفظهم على التعامل مع سلطات طالبان.

ومع اقتراب فصل الشتاء، تتصاعد المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني، خصوصاً في ظل اقتصاد يعاني منذ سنوات من العقوبات وتجميد الأصول وانكماش فرص العمل. ويصف خبراء المساعدات الطارئة بأنها “منشفة مبللة في حريق غابة”، في إشارة إلى محدودية أثرها أمام حجم الكارثة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى