يوم المرأة الإماراتية.. «الصناعة» تبرز الإنجازات النسائية الملهمة في جلسة حوارية

نظمت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتية، جلسة حوارية بعنوان قصص ملهمة: المرأة الإماراتية في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
ويأتي تنظيم الجلسة تزامنا مع احتفالات دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية في الثامن والعشرين من أغسطس/ آب سنوياً، والذي اعتمدته الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
حضور بارز
وسلطت الجلسة الضوء على الحضور البارز للمرأة الإماراتية في النمو الصناعي المستدام على مستوى الإدارة والتنافسية، وإبراز مساهمات المرأة الإماراتية في نمو وازدهار القطاع الصناعي في دولة الإمارات، بما يدعم الرؤية والمستهدفات الاستراتيجية للوزارة ومبادرة “اصنع في الإمارات” وتوثيق أثرها الاقتصادي والاجتماعي المستدام، والجهود المستمرة في التمكين والتحفيز وتعزيز الجاذبية الاستثمارية.
شارك في الجلسة الحوارية التي استضافتها الوزارة بمقرها في دبي، كلا من الدكتورة فرح الزرعوني، وكيل الوزارة المساعد لقطاع شؤون التقييس في الوزارة، وسلامة العوضي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الصناعية، والمهندسة أمينة أحمد، المدير التنفيذي لمركز الإمارات العالمي للاعتماد، وسارة المعمري، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة ستراتا للتصنيع، و عائشة صقر السويدي، رئيس مجلس شباب وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والمهندسة ياسمين العنزي، مدير مركز الثورة الصناعية الرابعة في شركة ماكس بايت تكنولوجي، بحضور عدد من المسؤولين والشركاء ووسائل الإعلام، وأدارتها سعاد كشواني مدير إدارة الاتصال الحكومي في الوزارة.
مناسبة مهمة
وأكد المشاركون في الفعاليات أن يوم المرأة الإماراتية يعد مناسبة مهمة لمجتمع دولة الإمارات، كونه يعد بمثابة تكريم لإنجازات ومساهمات المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، خاصة في قطاعات حيوية وذات أولوية للاقتصاد الوطني ولمجتمع دولة الإمارات مثل قطاع الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والذي يحظى بنمو غير مسبوق تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومبادرة “اصنع في الإمارات”، وأثرها على النمو الصناعي المستدام وتحفيز الجاذبية الاستثمارية، وتعزيز الاكتفاء الذاتي ومرونة واستدامة سلاسل الإمداد، وتنافسية منتجات دولة الإمارات في الأسواق المحلية والدولية.
“اصنع في الإمارات”
وأكدت سلامة العوضي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الصناعية، أن المرأة الإماراتية اليوم تقود وتشارك بفاعلية في العديد من المبادرات الوطنية المهمة مثل مبادرة “اصنع في الإمارات”، وبرنامج المحتوى الوطني، وبرنامج “مُصنّعين”، الذي يجسّد الدور الحيوي للكوادر الوطنية في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
وأضافت: في مختلف المصانع على مستوى الدولة، تترك المرأة الإماراتية بصمة واضحة، من المهندسة في خطوط الإنتاج إلى القيادات التنفيذية التي تدير الشركات والمصانع، بما يؤكد قدرتها على الحضور والتأثير في قطاع حيوي يشكّل رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني.
وأشارت إلى أن وجود المرأة في القطاع الصناعي لم يعد مجرد مشاركة رمزية، بل أصبح مساهمة قيادية مؤثرة، تدعم مسيرة التقدم والتنوع والابتكار، مؤكدة أن تمكين الكوادر النسائية الوطنية يمثل اليوم أولوية في بناء اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، يعكس رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
جودة وتنافسية المنتجات
من جهتها، أكدت الدكتورة فرح الزرعوني، وكيل الوزارة المساعد لقطاع شؤون التقييس في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن “التقييس يُعد أداة حيوية لتعزيز جودة وتنافسية المنتجات الوطنية والخدمات المقدمة، خاصة ضمن مبادرة ‘اصنع في الإمارات’، حيث تُسهم المرأة الإماراتية بشكل مساند في دعم النمو الصناعي المستدام والارتقاء بكفاءة مخرجات الصناعة في الأسواق المحلية والدولية.” ورفع ثقة المستهلك في سلامة وجودة المنتجات المتداولة في الدولة. وأضافت أن هذا الدور يتماشى مع رؤية الوزارة لتعزيز التنافسية العالمية لدولة الإمارات، وجذب الاستثمارات النوعية في الصناعات المتقدمة وصناعات المستقبل.
وأشارت إلى إنجازها كأول سيدة إماراتية وعربية تُنتخب لعضوية مجالس إدارات المنظمات الدولية ISO، IEC،، مؤكدة أن “هذا الإنجاز يعكس ثقة العالم في قدرات المرأة الإماراتية، ويُعزز مكانة الإمارات كمركز رائد في منظومة البنية التحتية للجودة على المستوى الإقليمي والدولي، مما يدعم بدوره جهود النمو الصناعي المستدام والارتقاء بالتجربة الإماراتية كنقطة جذب رئيسية للاستثمارات الصناعية والتكنولوجية.”
كما ركزت على دور الوزارة في تمكين الشباب والعنصر النسائي، مشيرة إلى أن “برامج مثل المحترفين الشباب في اللجنة الكهروتقنية الدولية IEC ودور شباب وفتيات الإمارات الحيوي والمؤثر في اللجنة على مستوى قارة آسيا، وكذلك مبادرة مختبر صناعات المستقبل التي تُمكّن الكفاءات الإماراتية من قيادة الابتكار في التقييس، مما يعزز الجودة وكفاءة المخرجات الصناعية، ويُعزز منافستنا في الأسواق المحلية والدولية.
رئاسة جهاز الاعتماد العربي
إلى ذلك، قالت المهندسة أمينة أحمد، المدير التنفيذي لمركز الإمارات العالمي للاعتماد: إن المرأة الإماراتية تلعب دوراً حيوياً في جميع المجالات خاصة مجال الاعتماد والاعترافات الدولية وتقييم المطابقة، ومشاركة المرأة في هذه المجالات ليست مشاركة رمزية وإنما من خلال أدوار قيادية، وتشارك في اتخاذ القرارات في جميع مراحل الاعتماد، وهي أحد وسائل تحقيق الريادة الإماراتية، وحصول منظومة الاعتماد والمختبرات الإماراتية على الاعتراف الدولي وحلول دولة الإمارات في المركز الأول إقليمياً في مؤشر الاعتماد أجد أهم العناصر الخاصة بمؤشر البنية التحتية للجودة للتطور المستدام (منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO) في تقريرها الصادر بهذا الخصوص في 2024.
وأضافت: حظيت بشرف أن أكون أول امرأة إماراتية وعربية تترأس الجهاز العربي للاعتماد لدورتين متتاليتين، وبفضل الجهود والخطط أصبح منظمة إقليمية عربية تجمع أجهزة الاعتماد على مستوى الدول العربية أثناء قيادتي للجهاز، وأصبحت قرارات الاعتماد والشهادات الصادرة مقبولة عالمياً، وهذا يدعم الجهات المانحة للشهادات للقطاع الصناعي، بحصولها على شهادات معترف بها دولياً، تسهل الصادرات وتنافسية المنتجات في الأسواق الدولية.
هياكل طائرات تحمل شعار “صُنع في الإمارات”
وقالت سارة المعمري، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة ستراتا للتصنيع، إن دعم وثقة القيادة الرشيدة بالمرأة الإماراتية فتح لها أبواب نجاحات كبيرة في مجالات عديدة، فحظيت بتمكين اجتماعي واقتصادي ومعرفي، وأصبحت قصص نجاحها مألوفة وكثيرة جداً في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى مستوى العالم. وتلك شواهد مقرونة بالالتزام بالتوطين، والتأهيل والتدريب، وتجسيد التوازن الحقيقي بين الجنسين.
وأضافت المعمري: في ستراتا مثلاً لدينا منجزات كبيرة جداً وللمرأة الإماراتية بصمة جليّة فيها، وإلى اليوم تمكنّا من تصنيع أكثر من 100 ألف قطعة من أجزاء هياكل الطائرات، تم شحنها من العين وأبوظبي بدولة الإمارات، وتسليمها لكبرى شركات الطيران في العالم، مثل: إيرباص، وبوينغ، وبيلاتوس، وغيرها، وهي تحمل علامة (صنع في الإمارات). إذ أن نسبة التوطين في ستراتا تفوق 67% ومنهم 87% من العنصر النسائي، لذلك فإن للمرأة الإماراتية مكانة مهمة ومؤثرة فعلاً في مشهد صناعة الطيران عالمياً، لا سيما وأن 3 من كل 10 طائرات تُحلق اليوم حول العالم، فيها أجزاء تم تصنيعها بكل فخر في ستراتا بدولة الإمارات.
“روّاد الصناعة” تروّج “اصنع في الإمارات”
وأكدت عائشة صقر السويدي، رئيس مجلس شباب وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن المرأة الإماراتية شريك رئيسي في مسيرة التنمية الصناعية المستدامة، وتم تعزيز دورها في ظل الرؤية الحكيمة لقيادتنا التي وفرت كل الممكنات لدعمها وتمكينها، ولم يعد حضور المرأة الإماراتية في هذه المجالات استثناءً، بل أصبح قاعدة تعكس رؤية الدولة في تمكين المرأة لتكون في مقدمة مسيرة النمو الصناعي”.
وأضافت: من خلال مجلس شباب الوزارة، فالتمكين ليس انتظاراً للفرص، بل هو مبادرة دائمة ومسؤولية مشتركة، نترجمها إلى مبادرات نوعية مثل (رواد الصناعة) التي جمعت المئات من الشباب والشابات في مختلف إمارات الدولة للترويج لمنصة (اصنع في الإمارات)، معربة عن اعتزازها بوجود نماذج نسائية إماراتية رائدة أثبتت حضورها في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا، الطاقة، والهندسة، وأسهمت في تعزيز تنافسية دولة الإمارات عالمياً”.
ونوهت السويدي بأن قصص النجاح التي ترويها ابنة الإمارات ليست مجرد إنجازات فردية، بل هي إلهام للأجيال القادمة ورسالة بأن المرأة الإماراتية قوة مضاعفة وإضافة نوعية في صناعة المستقبل، والشابات الإماراتيات اليوم سفيرات حقيقيات للوطن في مختلف المحافل الدولية، يثبتن بالكفاءة قدرتهن على تمثيل الدولة وصناعاتها المتقدمة، وبناء جسور تعاون صناعي وتقني مع العالم”.
وأشارت إلى أنه من خلال برامج مثل (المحترفين الشباب في اللجنة الكهروتقنية الدولية IEC)، قدمت المرأة الإماراتية نموذجاً مُلهماً في الجمع بين التميز العلمي والقدرة على التأثير الدولي، بما يعزز مكانة الإمارات كوجهة رائدة في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
44% من مهارات سوق العمل ستتغير
من جهتها، قالت المهندسة ياسمين العنزي، مدير مركز الثورة الصناعية الرابعة في شركة ماكس بايت تكنولوجي، إنه في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في قطاع التصنيع المتقدم ، أصبحت المرأة أحد محركات هذه المرحلة التحولية، ولديدها قدرة على قيادة التحول الصناعي في دولة الإمارات والمنطقة.
وأوضحت أن حوالي 44% من المهارات الحالية في سوق العمل سوف تتغير نتيجة عمليات التحول الرقمي وازدياد تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بما فيها عمليات الصيانة الوقائية والإدارة الصناعية من خلال انترنت الأشياء واستخدام الواقع الافتراضي في عمليات الصيانة اللحظية، وهذا يمثل فرصة كبيرة للنساء للاستفادة من إعادة تأهيل والمهارات وفق برامج مدروسة للمهارات العملية.
وتابعت: من خلال شراكتنا مع العديد من المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، نعمل على تطوير المهارات الفنية المطلوبة لسوق العمل، وتوظيف الإماراتيات في هذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني والمجتمع المحلي والدولي، حيث تشير البيانات إلى أن نسبة النساء العاملات في المجالات العلمية والتقنية والصناعية في الإمارات تشهد ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعة ببيئة محفزة وبرامج تدريبية وتشريعية داعمة.
واعتبرت أن الثورة الصناعية الرابعة لا تقتصر على امتلاك المهارات التقنية، بل تتطلب دمجاً ذكياً بين التعلم المستمر، وريادة الأعمال، ومهارات التواصل، والقدرة التحليلية، مما يخلق جيلاً من النساء القادرات على الابتكار، والتأثير، وصياغة مستقبل الصناعة، مشيرة إلى أن الشركة تعمل على تصميم برامج متكاملة لتمكين المرأة، تربط بين احتياجات السوق الصناعي والرؤية الصناعية للدولة، وتُهيّئ النساء لأدوار قيادية في وظائف المستقبل، مثل هندسة الأنظمة الذكية، وتحليل البيانات الصناعية، وتطوير الحلول الروبوتية ، وإدارة الجودة و التوأم الرقمية للبيئات الصناعية و الأمن و السلامة و الاستدامة الصناعية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز