موجة سرقات غير مسبوقة تضرب المتاجر البريطانية

تشير أرقام رسمية إلى تجاوز جرائم السرقة من المتاجر في إنجلترا وويلز حاجز نصف مليون حالة، ما يعكس أزمة حقيقية تتعلق بثقة المجتمع في أجهزة إنفاذ القانون.
في وقت تواصل فيه حالات سرقة المتاجر ارتفاعها في أنحاء بريطانيا، صرّح مساعد قائد شرطة أفون وسومرست، جون كامينز، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، بأن على أصحاب المتاجر الاتصال برقم الطوارئ 999 عند مشاهدة أي سرقة، بدلاً من التدخل بأنفسهم.
لكن هذه الدعوة وُجهت باستنكار من قبل أصحاب متاجر يرون أن استجابات الشرطة غالباً ما تكون غائبة، وأن شكاواهم تُحوَّل إلى تقارير إلكترونية لا تلقى متابعة حقيقية.
تصاعد سرقات المتاجر في إنجلترا وويلز
كاتي بورن، مفوضة الشرطة والجريمة في ساسكس، عبّرت عن خيبة أملها في تصريح لصحيفة ديلي تلغراف، موضحة أن “اعتقال السارقين لم يعد رادعًا، لأن المحاكم تُفرج عنهم بسهولة”، مضيفة أن استمرار هذا الوضع يؤدي إلى تفاقم الظاهرة مع مرور الوقت.
أما سامنثا بيكر، صاحبة متجر هدايا في بلدة يوفيل بمقاطعة سومرست، فوصفت تجربتها بعبارات مباشرة قائلة: “أدفع ضرائبي كي يقوم رجال الشرطة بعملهم، لكنهم لا يأتون عند الحاجة”، في إشارة واضحة إلى الشعور بفقدان الدعم.
المواقف السياسية بدورها كانت موضع انتقاد. فقد تعرّضت ديانا جونسون، وزيرة شؤون الشرطة في حكومة حزب العمال، لردود فعل غاضبة بعد مطالبتها أصحاب المتاجر بإخفاء البضائع مرتفعة القيمة، وهو ما رآه البعض تحميلًا غير مباشر للضحايا مسؤولية تعرضهم للسرقة.
في المقابل، دعا ماثيو باربر، مفوض شرطة وادي التايمز، إلى تعزيز الثقة بين المواطنين وأجهزة الأمن، مشيرًا إلى أن “المجتمع يجب أن يشعر أن بإمكانه التبليغ عن الجرائم وهو يعلم أن الشرطة والقضاء إلى جانبه”.
الشرطة تواجه انتقادات بشأن الغياب والتقاعس
أظهر تقرير رسمي أن عدد السرقات من المتاجر في إنجلترا وويلز تجاوز حاجز 500 ألف جريمة لأول مرة، في مؤشر على التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات في ضبط هذه النوعية من الجرائم.
عدد من أصحاب المتاجر بدأوا باتخاذ إجراءاتهم الخاصة لمواجهة الوضع. من بينهم سوكي أثوال، صاحب متجر في مقاطعة كنت، الذي لجأ إلى تعليق صور من كاميرات المراقبة على واجهة متجره ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم التحذيرات بشأن قانون حماية البيانات لعام 2018، دافع أثوال عن تصرفه قائلاً إنه يريد “إيصال رسالة واضحة بأن المراقبة موجودة”.
إن تصاعد هذه الوقائع يعكس فجوة متزايدة بين توقعات الجمهور من الشرطة وبين ما يتحقق على أرض الواقع، في ظل غياب خطة موحدة لمعالجة ظاهرة سرقات المتاجر التي باتت تشكل عبئًا إضافيًا على المجتمع.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز