الشرق الكونغولي يشتعل.. تجدد قتال الجيش و«إم 23» يعصف بمسار سلام

لم تمضِ سوى أسابيع على توقيع «إعلان مبادئ» بين الحكومة الكونغولية وحركة «إم 23»، حتى تبددت الآمال التي علقتها الأطراف الإقليمية والدولية على الاتفاق، وعادت أصوات المدافع لتخترق سماء شرق الكونغو الديمقراطية.
الاتفاق، الذي وقع في العاصمة القطرية الدوحة ووُصف حينها بالخطوة المفصلية، نصّ على وقف دائم لإطلاق النار ووضع خارطة طريق لإعادة بسط سلطة الدولة في مناطق النزاع، لكن هشاشته بدت جلية مع أول اختبار ميداني.
اتفاق هش على أرض ملتهبة
الشرق الكونغولي، الغني بالموارد الطبيعية والمثقل بتاريخ يمتد 3 عقود من الصراعات، ظل مسرحًا لمواجهات متقطعة حتى بعد توقيع الاتفاق.
وفرضت حركة «إم 23» التي عادت إلى الواجهة في 2021، سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي، بما في ذلك مدينتا غوما وبوكافو، رغم توقيع اتفاق سلام بين كينشاسا وكيغالي في يونيو/حزيران الماضي.
وفي 19 يوليو/تموز، اختُتمت 3 أشهر من المحادثات في الدوحة بإعلان مبادئ التزم فيه الطرفان بوقف دائم لإطلاق النار والدخول في مفاوضات رسمية لاتفاق شامل.
الاتحاد الأفريقي رحب بما اعتبره «تقدمًا كبيرًا»، لكن الميدان كشف أن التوقيع لم يكن كافيًا لتبديد جذور النزاع.
فقد تواصلت الاشتباكات بوتيرة منخفضة بين «إم 23» وقوات محلية موالية للحكومة حتى لحظة الانفجار الأخير.
مولامبا تحت القصف
ومنذ يوم الجمعة الماضي، تصاعدت حدة القتال في محيط بلدة مولامبا بجنوب كيفو، وهي منطقة كانت خطوط الجبهة فيها مستقرة نسبيًا منذ مارس/آذار.
مصادر أمنية ومحلية ذكرت أن الجيش ومجموعات مسلحة حليفة شنوا هجومًا مشتركًا على مواقع «إم 23»، لكن المتمردين تمكنوا من صد الهجوم، ما دفع كلا الطرفين إلى إرسال تعزيزات.
القصف العنيف بأسلحة ثقيلة وخفيفة استمر حتى الإثنين، على بعد 80 كيلومترًا من بوكافو عاصمة المقاطعة.
أحد السكان وصف المشهد لوكالة فرانس برس قائلًا: «القنابل تطلق من كل الاتجاهات على مولامبا».
في موازاة ذلك، يتفاقم الوضع الإنساني بشكل مقلق، إذ أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من مليوني شخص نزحوا منذ مطلع العام من مقاطعتي شمال وجنوب كيفو بسبب العنف المستمر.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز